Atwasat

ميليت: إرضاء «التوقعات الكبيرة» للشعب الليبي يعطي دفعة للحكومة

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 27 ديسمبر 2015, 12:34 صباحا
WTV_Frequency

رأى السفير البريطاني لدى ليبيا، بيتر ميليت، أن التوقيع على الاتفاق الليبي في مدينة الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر الجاري، أثار «توقعات كبيرة»، متحدثًا عن المصاعب التي يواجهها الشعب الليبي، وانعكاسات الإضرابات والفوضى على الاقتصاد والحياة اليومية للمواطنين.

ودمج السفير البريطاني بين الثقافة والسياسة، مستشهدًا بمقاطع للروائي الإنجليزي في العصر الفيكتوري، تشارلز ديكنز، من روايته «التوقعات الكبيرة»، في دلالة على التحوّل من الفشل إلى النجاح ومن الضعف إلى القوة، ومن خيبة الأمل إلى السعادة.

ومن بين التوقعات التي ساقها ميليت في رسالة على صفحة السفارة البريطانية في ليبيا، السبت،: «توقعات بِأنّ حياة الشعب الليبي سوف تصبح أفضل، ويتمتع المواطنون بالأمن والسلام، بِأنْ تُستخدَم ثروات البلاد بشكل فعال وتوفر الحياة الكريمة لكل أجزاء البلد، وتوفير الاحتياجات اليومية المهمة كفرص العمل والتعليم والصحة».

ويقول: هذه الحبكة يمكن اكتشافها أكثر بالنظر إلى بعض أفضل الاقتباسات من شخصيات الرواية.. «لقد تم ثنيي وتحطيمي، ولكن أنا آمل بأن يعود علي بشكل أفضل».. ويضيف ميليت: «ليبيا بالفعل تم ثنيها وتحطيمها بعد 42 سنة من الديكتاتورية ونحو 5 سنوات من الإضرابات والفوضى. مجيء حكومة الوفاق الوطني يوفر احتمالية (لشكل الأفضل)».

وتطرق ميليت إلى الوضع الاقتصادي في البلاد، وقال: «الشكل المستقبلي للاقتصاد سيكون عاملاَ حاسمًا، فالبلد على حافة الإفلاس ومصروفاتها أكبر من مداخيلها، تكلفة توفير لقمة العيش للعائلات الليبية أصبحت أعلى، على الحكومة الجديدة مساعدة المؤسسة الوطنية للنفط لإعادة بناء صناعة النفط والغاز وزيادة إنتاجهما، على المصرف المركزي حينئذٍ ضمان وصول واستفادة كل الليبيين في جميع الأنحاء من هذه الثروات.»

«عندما لا تسأل الأسئلة، لن تتلقى أية إجاباتٍ كاذبة».. يضيف ميليت: «على الليبيين أن يسألوا العديد من الأسئلة. وعلى الحكومة الجديدة أن تكون صريحة وصادقة معهم. على الشعب بأن يكون واقعيًّا في توقعاته. إعادة بناء دولة تضررت بشدة وفيها عانى كثير من الناس مهمة ليست بسهلة. تحتاج بعض الوقت ليشعر الناس بأن حالهم أصبحت أفضل».

«يجب علينا ألا نخجل أبدًا من دموعنا».. يتابع ميليت: «لقد كان هناك العديد من الأسباب لذرف الدموع في السنوات الأخيرة. الآمال التي رفعتها ثورة السابع عشر من فبراير اختفت. أُجبر العديد من الليبيين على الهرب من منازلهم والبحث عن مأوى في مكان آخر. الوضع في مدينةٍ كبنغازي حيث لا يمكن للمدارس والمستشفيات بأن تعمل، لهو أمر مخجل».

«ستظل المعاناة دائمًا أقوى طرق التعليم».. يقول ميليت: «تعلم الليبيون العديد من الدروس بالطريقة الصعبة. على سبيل المثال، انتشار داعش جلب المعاناة للعديد من مناطق ليبيا. هزيمة هؤلاء الإرهابيين والمتشددين يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة الجديدة».

«لا يوجد شيء يتم إدراكه وإحساسه بشكل متناهي الدقة مثل الظلم».. رأى الليبيون بما فيه الكفاية من الظلم. جهود عدة تم بذلها في الماضي لتوحيد البلاد ولكنها باءت بالفشل. الفشل ليس عيباً، طالما نتعلم منه.

«لقد أحببتها ضد كل الظروف».. يضيف السفير: «كما في قصتنا استمر بيب في حب استيلا، كذلك يستمر الليبيون في حب بلدهم. ولديهم كل الأسباب للاستمرار في حبها رغم كل الظروف».

ويتابع: «تحويل التوقعات الكبيرة إلى سعادة على المدى البعيد هي مهمة الحكومة الجديدة، وعلى رئيس الوزراء وفريق عمله مجابهة الصعاب وإدارة توقعات المواطنين».

وانتهى ميليت إلى أن إرضاء التوقعات الكبيرة من قبل الشعب الليبي سيعطي دفعة كبيرة لشعبية الحكومة، وبشكل مشابه الفشل في إرضائها سيكون دافعًا قويًّا للاستياء، إيصال رؤية الحكومة والوصول إلى التوازن الصحيح سيكون أمرًا صعبًا، ولكن لليبيا أصدقاء على أهبة الاستعداد لمساعدتها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«اقتصاد بلس» يناقش: هل تحمل مشاورات «المركزي» مع صندوق النقد حلولا اقتصادية؟
«اقتصاد بلس» يناقش: هل تحمل مشاورات «المركزي» مع صندوق النقد ...
«تغطية خاصة» ونقاش مفتوح: القضاء في مواجهة عقيلة والكبير!!
«تغطية خاصة» ونقاش مفتوح: القضاء في مواجهة عقيلة والكبير!!
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم