Atwasat

«كاثوليك طرابلس».. ترانيم وأفراح بالميلاد وصلاة من أجل ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 25 ديسمبر 2015, 10:01 مساء
WTV_Frequency

في قاعة الصلاة الرئيسة في الكنيسة الكاثوليكية وسط العاصمة الليبية طرابلس، تحمل ليزا (47 عامًا) الممرضة الفليبينية شمعة في يدها اليسرى، فيما تعدل بيدها الأخرى قبعتها الحمراء والبيضاء بين مجموعة من الأصدقاء اعتمروا قبعات مماثلة.

وتقول ليزا التي تعمل في عيادة خاصة في طرابلس منذ 15 عامًا لوكالة «فرانس برس»: «إنه العام العاشر على التوالي الذي أحتفل فيه بعيد الشموع في كنيسة القديس فرنسيس».

ويتدفق الأجانب المسيحيون إلى كنيسة القديس فرنسيس، إحدى أقدم كنائس هذه المدينة التاريخية في شمال أفريقيا، الجمعة من كل أسبوع للمشاركة في الصلوات، فيما تصدح الترانيم الميلادية في أجواء احتفالية، بعيدًا عن الفوضى الأمنية في البلاد.

ويعيش المسيحيون الأجانب في ليبيا منذ سقوط النظام السابق العام 2011 والفوضى الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تلت في خوف متصاعد، لكن فترة أعياد الميلاد والاحتفالات التي ترافقها توفر لهم مساحة من الأمل والفرح، وفقًا للمصدر ذاته.

وفيما تتدرب مجموعات مختلفة في غرف كنيسة القديس فرنسيس على ترانيم خاصة بعيد الميلاد، استعدادًا لتأديتها أمام الحاضرين، يتبادل المصلون التهاني في أروقة الكنيسة، بينما يخوض آخرون أحاديث مع الكهنة.

ويلاحق أطفال بعضهم البعض جريًا في باحة الكنيسة الداخلية وقد ارتدت الفتيات فساتين بيضاء، بينما تبيع مجموعة من النساء بضائع تقليدية بينها ملابس وحلي، أفريقية وفليبينية وهندية، يؤكدن أنها وصلت أخيرًا من الدول التي ينتمين إليها.

الأب مصري

لكن في مقابل هذه الحماسة التي تغمر المصلين في الكنيسة، فإن الخوف يلازم هؤلاء خارجها في مدينة تخضع لسيطرة تحالف جماعات مسلحة بعضها إسلامية، وشهدت في الأشهر الماضية سلسلة هجمات وتفجيرات تبناها تنظيم «داعش».

ويقول الآب مجدي الآتي من مصر إلى ليبيا قبل سنوات من ثورة العام 2011: «كان عددنا أكثر من 100 ألف مسيحي (قبل 2011)، واليوم لم يعد هناك سوى خمسة آلاف، بينهم أقل من ألف شخص في طرابلس».

وتقول جويس النيجيرية التي تعمل مدبرة منزل: «أتجنب المشي وحيدة في الحي الذي أسكن فيه منذ فترة من الوقت، أو أن أركب سيارة أجرة، أو أن أعود متأخرة إلى المنزل»، مضيفة: «لا أدري بمن أتصل إذا وقع مكروه ما».

نصلي للسلام

والجالية الأفريقية هي الأكبر بين الجاليات المسيحية الأجنبية في طرابلس، إلا أنها الأكثر عرضة لخطر الترحيل والمضايقات، حيث إن العديد من أفرادها لا يحملون أوراقًا ثبوتية أو تصاريح عمل قانونية.

ويقول بنجامين الآتي من غانا، والذي يتولى الاهتمام بمنزل عائلة غادرت ليبيا بعد أحداث العام 2011: «من الجميل أن أقضي بضع ساعات في كل أسبوع مع إخواني وأخواتي في الكنيسة، نشعر وكأننا في بيتنا، في بلدنا».

ويرى العديد من الأفارقة في ليبيا ممرًا للعبور نحو أوروبا عبر الإبحار على متن زوارق بطريقة غير شرعية، إلا أن بعضهم الآخر يقصد هذا البلد، ورغم الفوضى التي تعمه، بحثًا عن فرص أفضل من تلك التي يقدمها له بلده.

ومن بين هؤلاء، ريبيكا وانطوني اللذان أتيا من غانا في العام 1995 وأنجبا في ليبيا ثلاثة أبناء.

وتقول ريبيكا: «نعاني مما يعاني منه الليبيون: انعدام الأمن، وغلاء المعيشة، والخشية مما يحمله الغد، كل ما يصيبهم يصيبنا، ونحن نصلي، في كل أسبوع من أجل ان يحل السلام في هذا البلد الذي يحتضننا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
المبروك يبحث مع نظيره الباكستاني تعزيز التعاون الاقتصادي
المبروك يبحث مع نظيره الباكستاني تعزيز التعاون الاقتصادي
حالة الطقس في ليبيا (السبت 20 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (السبت 20 أبريل 2024)
منخفض صحراوي مركزه الجزائر يضرب ليبيا خلال اليومين المقبلين
منخفض صحراوي مركزه الجزائر يضرب ليبيا خلال اليومين المقبلين
تحذير من رياح نشطة على الساحل الغربي
تحذير من رياح نشطة على الساحل الغربي
إرجاع الكهرباء لمناطق عدة في طرابلس
إرجاع الكهرباء لمناطق عدة في طرابلس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم