قال رئيس حكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، إن ملفات الأمن والاقتصاد والمصالحة الوطنية من أبرز التحديات التي ستواجه الحكومة خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف السراج في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى 64 لاستقلال ليبيا، إن «الملف الأمني وفوضى انتشار السلاح يتعارض مع مفهوم احتكار الدولة لاستخدام القوة»، مشددًا على «أن احتكار الدولة لاستخدام القوة هو ما يحقق فرض سيادتها على كامل التراب الوطني ويمكنها من بسط الأمن وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، وكل ذلك لا يتأتى إلا عبر مؤسسات فاعلة على رأسها مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء».

ونبه السراج إلى أن الملف الاقتصادي والخدمي «يتطلب معالجات وإجراءات حاسمة وعاجلة تضمن توفير الضرورات المعيشية للمواطنين، وانسياب الخدمات الأساسية لهم لرفع المعاناة عنهم، لاسيما أولئك المتضررين في مناطق الصراع».

وأكد أن ملف المصالحة الوطنية «يتطلب بذل الجهود وتكثيف المساعي من الجميع لإصلاح ذات البيّن، ورأبِ الصدع وصولاً لإنهاء الأزمات الإنسانية ورفع المعاناة عن أطياف كثيرة من نسيجنا الاجتماعي تحولوا بسبب الصراع إلى لاجئين ونازحين ومهجّرين داخل وخارج الوطن».

كما أكد السراج أن الحكومة ستعمل على هذه الملفات «دون كلل أو ملل، عبر رؤية واضحة للأهداف وبآليات مدروسة لتحقيقها في أقصر زمن ممكن، غير غافلين في الوقت ذاته عن غيرها من الملفات الساخنة، حريصين في كل ذلك على تحقيق طموحات الشعب الليبي في شفافية ونزاهة أجهزة الدولة وإرساء مبدأ المساءلة والمحاسبة».

ورأى أن المسؤولية العامة «تكليف لا تشريف»، وأن المعيار الأساسي في الاختيار والتعيين هو «الكفاءة والقدرة على الإنجاز» الذي يراعي «تحقيق الشمول والتوازن الجغرافي بما يحقق مصالح المواطنين بعيدًا عن المركزية المقيتة والتهميش».

وأكد رئيس حكومة الوفاق الوطني عزم الحكومة على مواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تسعى لتقويض وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، وتستهدف أرواح مواطنيها وأمنهم واستقرارهم سواء في بنغازي أو سرت أو درنة أو غيرها من المناطق المهددة.

وشدد على أن مهمة التصدي لهذا الخطر الداهم «هو مسؤولية الليبيين جميعًا وعلى رأسهم الحكومة»، التي «ستبذل قصارى جهدها في الحفاظ على سيادة ليبيا، وترسيخ دورها كدولة داعمة للأمن والسلام والتنمية والتطور الاقتصادي إقليميا ودوليًّا من خلال التنسيق مع دولِ الجوار والدول الصديقة في الأسرة الدولية بما يضمن علاقاتها المتميزة من حسن الجوار والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة».

وأشار السراج إلى أن حكومة الوفاق الوطني ستسعى إلى الاستفادة من الزخم الدولي الداعم لليبيا وتوظيفه لما يحقق بالدرجة الأولى مصالح ليبيا الوطنية وأمنها وحماية حدودها واستقرارها ونهضتها.

وأعرب رئيس حكومة الوفاق الوطني عن ثقته في وعي الليبيين بالمخاطر المحدقة ببلادهم، قال «نواجه تحدياتٍ كبيرة، رصيدنا الأساسي ليس عصا سحرية، ولكنه دعمكم وتأييدكم لنا، إننا نثق في وعيكم بالأخطار المحدقة بوطننا، ونعوُّل كثيرًا على إدراككم بأن هذه المرحلة تتطلب قدرًا كبيرًا من الإحساس بالمسؤولية الوطنية والصبر على مرحلة يتوجب فيها القيام بالواجبات قبل المطالبة بالحقوق».

وقدّم السراج التهنئة للشعب الليبي بمناسبة الذكرى 64 لاستقلال ليبيا، مؤكدًا أن ليبيا وطن للجميع بمختلف أطيافهم وتنوع مكوناتهم، مشددًا على أن الوطن «لن يبنى إلا عبر الحوار والتوافق» الذي يجب أن يكون ثقافة اجتماعية راسخة.