تشهد مدينة سبها، خلال الأيام الأخيرة، انفراجًا في أزمة الوقود، وغياب الازدحام عند محطات الوقود، بعدما كانت تعاني منها المدينة وباقي المنطقة الجنوبية منذ عام ونيف، حيث كان المواطنون ينتظرون لساعات طوال من أجل تزويد مركباتهم بالوقود، فضلاً عن ازدهار السوق السوداء لبيع الوقود بأسعار مرتفعة.

وتنقلت عدسة «بوابة الوسط» بين مستودع سبها النفطي وبعض محطات توزيع الوقود الرئيسية بالمدينة، والتقت المسؤولين وذوي الاختصاص لمعرفة أسباب انفراج الأزمة التي أرّقت المواطنين طوال المدة الماضية.

وقال مشرف وحدة السوائل بمستودع سبها النفطي، محمد منصور محمد، لـ«بوابة الوسط»، اليوم الأحد، إن المستودع يستقبل مليونين ونصف المليون لتر يوميًا من مستودعات مصراتة والزاوية شمال البلاد، يوزع منها مليون ونصف المليون لتر من الوقود إلى المحطات العاملة في سبها وغيرها من المنطقة الجنوبية، مشيرًا إلى أن هذه الشحنات تشمل وقود «البنزين والديزل».

وأضاف محمد، الذي كان يتحدث إلى «بوابة الوسط» قرب منصة لتعبئة الوقود داخل مستودع سبها النفطي، أن كمية الوقود الموجودة في المستودع «تقدر بحوالي 8 ملايين لتر من الوقود»، لافتًا إلى أن عملية التوزيع إلى محطات الوقود، تجري عبر شركات «الراحلة والشرارة والطريق السريع».

ودعا مشرف وحدة السوائل بمستودع سبها النفطي المواطنين إلى عدم القلق من نقص الوقود، قائلاً: «نحن نعمل من أجل توفيره إلى جميع المواطنين في الجنوب دون استثناء»، منوهًا إلى أن كميات من زيوت السيارات ستصل قريبًا إلى سبها وسيجري توزيعها.

وطمأن دياب بن جريد، أحد المشرفين على محطة لتوزيع الوقود في سبها، المواطنين بأن المحطة يجري تزويدها بحوالي 50 ألف لتر من الوقود يوميًا، وتعمل منذ الصباح حتى المساء، لافتًا إلى أنه في الأيام الأخيرة لم تشهد المحطة «ازدحامًا أو مشاكل»، كما ذكر أن الوقود الذي يجري بيعه في السوق السوداء كان «يخزنه بعض الأشخاص من أجل بيعه بأسعار مرتفعة للمواطنين مستغلين نقص الوقود».

وأشار على نورالدين، أحد المشرفين على محطة رياض ليبيا للوقود بمنطقة الجديد، إلى غياب الازدحام عند المحطة خلال الأيام الأخيرة. وأضاف أن المواطن يمكنه تعبئة سيارته بالوقود خلال 10 دقائق، غير أنه لفت إلى نقص وقود الديزل المستخدم في تشغيل بعض المركبات والمخابز والآلات الزراعة ومولدات الكهرباء الاحتياطية، كما أكد توافر وقود البنزين بكثرة.

وقال عبدالسلام عبدالعزيز القذافي، وهو مشرف محطة الوقود رقم 720 بمنطقة عبدالكافي، إن المحطة يتم تزويدها بحوالي 80 ألف لتر من الوقود عبر مستودع سبها النفطي أو 40 ألف لتر حسب الطلب، كما أشار إلى أن المحطة تنتظر وصول شحنة من زيوت السيارات ستصل من الزاوية.

وتحدث الموطن عيسى أحمد، الذي التقته «بوابة الوسط» داخل محطة للوقود، اليوم الأحد، قائلاً: «قمت بتعبئة سيارتي بالوقود في خلال خمس دقائق وعند دخولي للمحطة لم أجد ازدحامًا، وفي المدة الماضية كنت أبيت قرب المحطة وأنتظر لساعات نتيجة الازدحام الشديد وعندما يأتي دورك تجد إما انتهاء البنزبن من المحطة وإما انقطاع التيار الكهربائي ولا أجد أمامي إلا السوق السوداء للحصول على الوقود حتى أستطيع أن أوصل أبنائي إلى المدرسة واستكمال حاجة الحياة اليومية».

ورأى المواطن علي محمد بشير أن غياب الازدحام عند محطات الوقود وفر له الكثير من الوقت، وقال لـ«بوابة الوسط»: «كنت أقف لساعات وساعات للتزود بالوقود واليوم لم أستغرق خمسة دقائق من دخولي إلى خروجي من المحطة، كما لم أجد أمامي أي سيارة عند ماكينة التعبئة، بعد أن كنت أجد أمامي 100 سيارة في الأيام الماضية».

وأوضح الناطق الإعلامي لإدارة دعم الدوريات بالمنطقة الجنوبية لجهاز الحرس البلدي مساعد ضابط أول رياض عبدالكبير لـ«بوابة الوسط» أن سبب انفراج الأزمة هو توافر الوقود في مستودع سبها النفطي، مشيرًا إلى أنه خلال عملية المتابعة التي قوم بها جهاز الحرس البلدي لعمل محطات الوقود هذه الأيام «لاحظنا غياب الازدحام عند المحطات».

وذكر رئيس لجنة أزمة الوقود ومتابعة المحطات بشركة البريقة لتسويق النفط، ميلاد الهجرسي، في تصريح سابق إلى «بوابة الوسط»، أن أزمة الوقود في الجنوب في طريقها للحل بعد تأمين الطرق لشاحنات نقل الوقود وتشكيل قوة لحمايتها.