لا تزال تطورات امتداد التنظيمات الإرهابية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا تلقي بظلالها على الصحافة العربية في تناولها الشأن الليبي، خاصة مع ردود الفعل الدولية تجاه المنطقة في ظل ازدياد نفوذ تنظيم «داعش» في عدة دول عربية، وخاصة ليبيا المطلة على سواحل أوروبا.

فرنسا في المتوسط.. تضرب وتراقب
إذ ذكرت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قضى ساعتين على ظهر حاملة الطائرات «شارل ديغول» الموجودة في شرق البحر الأبيض المتوسط، قبالة الشواطئ السورية، ومنها تنطلق طائرات الرافال والميراج لضرب مواقع «داعش» في سورية، إضافة للطائرات المنطلقة من إحدى القواعد الجوية في الأردن ومن قاعدة الظفرة في أبو ظبي.وأوردت الجريدة أنه يبدو أن مهمة المجموعة البحرية الفرنسية في المتوسط التي انطلقت من مرفأ طولون العسكري في 18 نوفمبر الماضي، أي بعد خمسة أيام فقط على وقوع العمليات الإرهابية في باريس وضاحيتها، لا تنحصر بـ«داعش سورية» فقط، بل تمتد إلى تنظيم «داعش» في ليبيا.

وأضافت الجريدة أنه ليس سرًا أن باريس ومعها العواصم الأوروبية المتوسطية، وخصوصًا روما ولافاليتا (مالطا) ومدريد تراقب عن كثب تطورات الوضع في ليبيا وتمدد «داعش» الذي أصبح يسيطر على قسم من الشاطئ الليبي ودرنة وسرت، ويسعى للتمدد إلى مدينة إجدابيا التي تقع على مسافة 350 كلم من سرت و190 كلم من بنغازي، ويسعى بوضوح إلى السيطرة على «المثلث النفطي» على غرار ما فعل في العراق وسورية لاستخدامه وسيلة أساسية لتمويل نشاطاته العسكرية.

الطيران الفرنسي في سماء ليبيا
إلى ذلك أوردت جريدة «الحياة» اللندنية أن وثيقة رئاسية فرنسية أظهرت أمس أن الطيران الفرنسي نفذ طلعتين استطلاعيتين فوق مناطق في ليبيا يسيطر تنظيم «داعش» على أجزاء منها، وأكدت أنها تعتزم تنفيذ المزيد.وجاء في ملف صحفي أن الطيران نفذ طلعتين يومي 20 و21 (نوفمبر) حول مدينتَي سرت وطبرق، وتقصف طائرات حربية فرنسية تنظيم «داعش» في العراق منذ أكثر من سنة وفي سورية، منذ سبتمبر.

وكثفت فرنسا ضرباتها الجوية في سورية بعد أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجمات باريس التي قتلت 130 شخصًا في 13 نوفمبر الماضي، ولم يسبق أن أقرت الحكومة الفرنسية بتنفيذ عمليات فوق مناطق لـ«داعش» في ليبيا، وتقع سرت تحت سيطرة التنظيم.

وقالت الوثيقة إن هناك «نية للقيام بطلعات أخرى للمراقبة والاستطلاع». وقال خبراء من الأمم المتحدة في تقرير نشر الثلاثاء الماضي إن لـ«داعش» في ليبيا ما بين 2000 و3000 مقاتل، وإنه فصيل التنظيم الوحيد المعروف أنه يتلقى دعمًا وتوجيهًا من معقل «داعش» في سورية والعراق.

إغلاق مطار قرطاج أمام الرحلات الليبية
ومن جانبها أوردت جريدة «الخليج» الإماراتية أن السلطات التونسية قررت إغلاق مطار قرطاج الدولي أمام الرحلات القادمة من ليبيا ابتداءً من أمس الجمعة، على أن تقتصر الرحلات الليبية المتوجهة إلى تونس على مطار صفاقس «جنوب تونس» فحسب.وذكر مدير الاتصال بديوان الطيران المدني والمطارات سامي ثابت أنه تم إرسال برقيات لشركات طيران ليبية لإعلامها بهذا القرار.

يذكر أن إجراءات أمنية مشددة اتخذت في مطار قرطاج الدولي الواقع في الضواحي الشمالية لتونس العاصمة، حيث قامت السلطات المحلية بتجهيز فضاء المطار بكاميرات مراقبة إضافية بداخله وحول محيطه الخارجي، كما منعت دخوله إلا للمسافرين فقط، ويأتي القرار التونسي بعد أيام قليلة من إغلاق الحدود البرية مع ليبيا لمدة 15 يومًا.