أجرى وفد يضم ممثلين عن خمس مجالس بلدية ليبية اتصالات في بروكسل نهار الخميس، على هامش مشاركتهم في لقاء رسمي مع أعضاء الجمعية الإقليمية والمحلية الأورو- متوسطية التي يندرج نشاطها ضمن لجنة الأقاليم الأوروبية، وهي هيئة رسمية تابعة للاتحاد الأوروبي وتعنى بالسياسات المحلية.

وشهد اللقاء مداخلة من رئيس لجنة الأقاليم الأوروبية ماركو ماركولا الذي نقل رسالة دعم بعثتها الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية إلى المجتمعين.

وأكدت فيديريكا موغيريني خلال الرسالة حرصها على ضرورة نجاح الحوار بين الأطراف الليبية، داعية إلى تكريس مزيد من القدرات الأوروبية لدعم الحور مع المجالس البلدية، بوصفه أحد مسارات الوفاق الوطني الجارية في البلاد.

ماركولا: دور البلديات والمدن يضاهي دور الحكومات والدول بحكم التطور المسجل على آليات الحكم وقواعد الاقتصاد الجديدة.

وشاركت سفيرة ليبيا لدى الاتحاد الأوروبي فريدة العلاقي ومدير قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط والمبعوث الأوروبي إلى ليبيا هيوغ منغيرالي في أعمال الجلسة، وكذلك القائم بأعمال السفارة الليبية لدى بلجيكا عادل السنوسي.

استعداد أوروبي
وأعرب رئيس لجنة الأقاليم الأوروبية ماركو ماركولا عن استعداده للدفع بالتعاون الأفقي في كافة القطاعات، وعلى الصعيد المحلي مع المجالس البلدية في ليبيا لتعزيز الحوكمة على الأرض وتحفيز عناصر النمو.

وقال إن دور البلديات والمدن يضاهي دور الحكومات والدول حاليًا بحكم التطور المسجل على آليات الحكم وقواعد الاقتصاد الجديدة.

وتطرق المدير التنفيذي لقسم العمل الخارجي الأوروبي هيوغ مانغيرالي لأبعاد الدور الأوروبي في مواكبة الحوار الليبي، كما استمع الحاضرون إلى بيانات من العمداء الليبيين وهم عميد بلدية الزنتان مصطفى عبدالله الباروني وعميد بلدية بنغازي عمر البرعصي وعميد بلدية سبها حامد الخيالي وعميد بلدية غريان يوسف ابديري، وعن مدينة طرابلس عبدالرءوف بيت المال نائب عميد البلدية.

دعم وشراكة
وقال عميد بلدية سبها حامد الخيالي لـ«بوابة الوسط» إن تلك الاتصالات تهدف للبحث عن شراكة فعلية عادلة بهدف إعادة بناء ليبيا على أسس سليمة وسوية.

الخيالي: المجالس البلدية تسعى لتوحيد البلاد بشكل جدي حول أساس صلب، وطي صفحة الماضي.

وأشار الخيالي إلى أن المجالس البلدية تسعى لتوحيد البلاد بشكل جدي حول أساس صلب، وطي صفحة الماضي وأن لقاءها في بروكسل هو الرابع من نوعه، لافتًا إلى أنه تم تسجيل العديد من المكاسب خلال الحوار.

وأوضح عميد بلدية سبها أن الهدف أيضًا من الحوار هو الحصول على دعم أوروبي فعلي لتحقيق الغاية من المناقشات. وأكد الخيالي خطورة الموقف في الجنوب الليبي، مشيرًا إلى حرصه على لفت الانتباه إلى هذه الوضعية القاسية التي يمر بها الجنوب.

مجال المساعدة
وقال إن مناطق الجنوب تعاني بشكل خطير، مطالبًا الاتحاد الأوروبي بطرح مبادرات محددة، خاصة في مجال المساعدة في تأمين الحدود، متابعًا: «توجد قوات وأفرد في البلاد مستعدة للدفاع والقيام بواجبها ولكنها تفتقر للإمكانيات والقدرات». وأردف: «لقد بلغنا الأوروبيين باحتياجاتنا الفعلية ونتوقع الاستجابة لها وتقديم المساعدة».

وأضاف أن جميع البلديات الليبية تملك رؤية موحدة، مشيرًا إلى أن «الهم الوحيد هو توحيد البلاد وتشكيل حكومة توافق وطني تعالج حالات الفساد والسرقة والتسيب القائمة في ليبيا».

وأكد أن الهدف الأول يتمثل في تشكيل حكومة وفاق وطني، وهي «السبيل الأمثل للخروج من الأزمة وأن المجالس البلدية يمكنها أن تلعب دور العامل المساعد لتحقيق الوفاق ودعم الاستقرار».

وقال إن المجالس البلدية لا تعلب دورًا كبيرًا في الحوار الحالي الذي ترك أمره للسياسيين و«الذين عليهم تحمل مسؤوليتهم تجاه الشعب».

حوار مفيد
ووصف عميد بلدية الزنتان مصطفى الباروني لـ«بوابة الوسط» الحوار القائم حتى الآن بين المجالس البلدية الليبية بـ«المفيد جدًا»، مشيرًا إلى أنه كان «وراء حلحلة العديد من القضايا والجوانب للأزمة وهناك تواصل كبير حاليًا بين البلديات في ليبيا بفضل الحوار، خاصة في المنطقة الغربية حيث تم تجاوز العديد من الإشكاليات وبدا الانفراج وتراجع الاقتتال والاحتقان الذي كان موجودًا في السابق».

وقال إن لقاءت البلديات الليبية يعلب دورًا كبيرًا في تخفيف الأزمة بالبلاد، لافتًا إلى ضرورة المصادقة على الاتفاق السياسي وإقامة حكومة وفاق وطني بشكل عاجل.