تناولت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية أنباء مقتل الجزائري مختار بلمختار في غارة أميركية بطائرة دون طيار، وقالت إنَّ مقتل بلمختار لن يعالج الأزمات المتنامية التي تشهدها ليبيا، وأكدت أنَّ الحلَّ السياسي هو الحل الوحيد للقضاء على الخطر الإرهابي ووقف تدفق المهاجرين.

وأضافت الجريدة في افتتاحيتها، أمس الثلاثاء، أنَّ الضربات التي استهدفت بلمختار وزعيم تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي إنما دليل آخر على عدم فعالية الاستراتيجية الأميركية «المحدودة» لمواجهة الإرهاب في ليبيا واليمن والصومال، إذ أنَّها اقتصرت على تنفيذ ضربات بطائرات دون طيار دون الاهتمام بمساعدة تلك الدول في بناء نظام حكم مستقر، ونتيجة لذلك تحوَّلت الدول الثلاث إلى مركز لتجنيد مقاتلين لتنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش» وزيادة العنف والفوضى.

الحل السياسي هو المَخرج الوحيد للقضاء على الخطر الإرهابي المتزايد ومواجهة أزمة المهاجرين

وترى الجريدة أنَّ التهديد القادم من ليبيا هو الأكثر إثارة للقلق، بسبب انقسام الدولة بين حكومتين وجيشين متنازعين، كل جانب تدعمه قوى أجنبية.

وأضافت أنَّ «النزاع المدمِّر» بين الطرفين تسبَّب في هبوط إنتاج النفط، الذي يعتمد عليه اقتصاد الدولة، بالإضافة إلى فتح مجال للجهاديين.

وأكدت الجريدة الأميركية أنَّ الحلَّ السياسي هو المَخرج الوحيد للقضاء على الخطر الإرهابي المتزايد ومواجهة أزمة المهاجرين، وهو ما لم تستطع الجهود الغربية «الضعيفة» التوصل له حتى الآن.

ورغم محاولات مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، للتوصل لاتفاق، ترى الجريدة أنَّه لا يحمل نفس الامتيازات أو التأثير الذي تتمتع به الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي «ناتو»، الذين خلقوا الفوضى في ليبيا عقب الحملة الجوية العام 2011، على حد قول الجريدة.

ولهذا ترى الجريدة أنَّه على إدارة الرئيس باراك أوباما الضغط بشدة على حكومة طبرق وعلى الدول الداعمة لها، والتهديد بالتحفظ على العائدات النفطية وتطبيق عقوبات ضد قادة التشكيلات والجماعات المختلفة للموافقة على الاتفاق الذي تقدِّمه الأمم المتحدة، وفي تلك الأثناء على الدول الغربية مساعدة القوات الليبية في وجه تنظيم «داعش».