Atwasat

بلمختار«السيد مارلبورو» في ليبيا.. صورة من قريب

باريس - بوابة الوسط: وليد سليمان الثلاثاء 16 يونيو 2015, 05:27 مساء
WTV_Frequency

«يمكن قياس أهمية مختار بلمختار من خلال إحصاء عدد المرات التي أعلن فيها عن مقتله»، هكذا بدأت جريدة «ليبراسيون» تقريرًا لها حول تضارب الأنباء عن مقتل بلمختار في الغارة الأميركية على موقع في إجدابيا.

فقد تناولت «ليبراسيون» بحذر شديد خبر مقتل بلمختار في القصف الأميركي الذي طال ليبيا في عطلة نهاية الأسبوع، إذ أشارت إلى أن وزارة الدفاع الأميركية أكدت أنها استهدفته لكنها لم تؤكد موته، عكس الحكومة الليبية الموقتة التي أضافت أن الهجوم الأميركي تم بعد استشارتها.

حين وقعت الغارة الأميركية كان بلمختار على موعد في منطقة بإجدابيا مع قادة مجموعات أخرى منها «أنصار الشريعة»

كما أشارت الصحيفة في تقرير لها نقلا عن الصحفي لامين ولد سالم الذي خصص كتابا لسيرة «بن لادن الصحراء» أنه سبق الإعلان عن القضاء عليه على الأقل مرة في العام الواحد منذ خمس سنوات، وذكرت أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند صرح في المساء : أن هناك احتمال كبير أن يكون بلمختار قد قتل.

الأشهر الأخيرة في ليبيا
عاش بلمختار خلال الأشهر الماضية في ليبيا «المكان الوحيد في العالم حيث يمكن لشخص مثل بلمختار أن يجد ملجأ» يضيف الصحفي لامين ولد سالم، ويتابع قائلا: «كنا على علم أنه في نواحي إجدابيا، إنما لا نعلم كيف عرف الأميركيون بموعد الاجتماع؟، إذ كان بلمختار حين وقع الهجوم على موعد مع قادة مجموعات جهادية أخرى منها أنصار الشريعة في منطقة إجدابيا».

ورأت الجريدة في تعدد الألقاب التي منحت لبلمختار دليلا على أهمية سيرته في «المتخيل الجهادي»، فإلى جانب لقب الأعور الذي أعطي له بعد أن أصابته قذيفة في أفغانستان واقتلعت عينه، منح بلمختار لقب «السيد مارلبورو» بسبب براعته بعمليات التهريب على أنواعها، مخدرات، وكحول وسجائر.

وأشار لامين ولد سالم إلى أن لقب «السيد مارلبورو» أطلقته الاستخبارات الجزائرية في محاولة للنيل منه، وأضاف أنه وفقا للتحقيقات التي أجراها، فإن بلمختار لم يهرب إلا النفط والسلاح والأطعمة.

نشأته
يذكر أن بلمختار ولد في يونيو 1972 في غرداية على أبواب الصحراء لدى عائلة رقيقة الحال، وهو الأصغر بين إخوته الثمانية، وفي التاسعة عشرة من عمره تأثر بمقتل عبد الله عزام، منظر الجهاد الحديث، وذهب الى أفغانستان للمشاركة في المعارك الدائرة فيها.

حارب في أفغانستان وعاد إلى الجزائر في خضم الحرب الأهلية، ثم لجأ إلى مالي بعد أن حكم عليه القضاء الجزائري بالإعدام ، ليبدأ نشاطه في منطقة الساحل

بعدها عاد إلى الجزائر عام 1993 في خضم الحرب الأهلية الدائرة هناك، وأسس كتيبة الشهيد التابعة للمجموعة الإسلامية المسلحة، التي مول نشاطها من خلال الهجوم على قوافل الشركات النفطية وسرقتها، وقد تعزز موقع الكتيبة في 5 مايو 1995.

وذكرت الجريدة نقلا عن لامين ولد سالم، أنه خلال هذه الفترة اتصل بلمختار بأسامة بن لادن وأرسى خيوط علاقة معه، وأضاف ولد سالم «لا نملك أثرا للقاء الرجلين .. ما هو مؤكد هو أنهما تبادلاً الرسائل بلمختار وكان شديد الإعجاب ببن لادن الذي شكل نموذجًا له».

وتابع ولد سالم قائلا: «وافق بن لادن على مساعدة الجهاديين الجزائرين لكن شرط أن يتركوا المجموعة الاسلامية المسلحة، وفي سبتمبر 1998 التحق معظم أعضاء الكتيبة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت عام 2007 القاعدة في المغرب الإسلامي بعد مبايعة بن لادن بإيحاء من بلمختار».

علاقته بالزرقاوي وبن لادن
بلمختار الذي نجا من كمين للجيش الجزائري التجأ الى مالي وبدأ سيرته في منطقة الساحل حيث أقام احلافا بعد زواجه من بنت من قبيلة لرنب النافذة في المنطقة القريبة من حدود موريتانيا. هناك قام بأول عمليات احتجاز وحصل على أول فدية ما جعل منه رجلاً غنيًا.

وقد هاجمت مجموعة بلمختار الجيش الموريتاني وقتل 17 من عناصره، مما جعل أبو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق يهنئه، وساهم ذلك في ولادة «تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي».

لكن سرعان ما انشق بلمختار عن القاعدة بعد خلاف مع أحد المؤسسين عبد الملك دروكدال، ثم أنشأ في خضم حرب مالي مجموعة الموقعين بالدم التي حملت فيما بعد اسم «المرابطون» عام 2013، إثر انضمامها إلى حركة الوحدة والجهاد في أفريقيا الغربية (أحد المجموعات التي سيطرت على شمال مالي إلى حين إطلاق عملية سيرفال الفرنسية).

قتل 4 فرنسيين وخطف رهائن أجنبية
بلمختار الذي حكم عليه بالإعدام في الجزائر لجأ الى ليبيا وكان قد أمر بقتل أربعة فرنسيين في موريتانيا عام 2007 وخطف رهائن أجنبية كنديان، ثلاثة إسبان، وإيطاليان.

عاش بلمختار خلال الأشهر الماضية في ليبيا «المكان الوحيد في العالم حيث يمكن لشخص مثل بلمختار أن يجد ملجأ» يضيف الصحفي لامين ولد سالم، ويتابع قائلاً: «كنا على علم أنه في نواحي إجدابيا، إنما لا نعلم كيف عرف الأميركيون بموعد الاجتماع؟، إذ كان بلمختار حين وقع الهجوم على موعد مع قادة مجموعات جهادية أخرى منها أنصار الشريعة في منطقة إجدابيا».

و كان بلمختار أعلن ولاء مجموعة المرابطين التي يرأسها لتنظيم القاعدة نافيا انضمامه إلى «داعش» (خلافا لما أعلنه قيادي آخر من المرابطين ما يشير الى وقوع خلافات داخل المجموعة) ويعتبر الصحفي لامين ولد سالم ان بلمختار ظل وفيا للقاعدة رغم بروز «داعش».

بلمختار«السيد مارلبورو» في ليبيا.. صورة من قريب

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
طرابلس.. استرجاع مسروقات من محل ذهب تقدر بنصف مليون دينار
طرابلس.. استرجاع مسروقات من محل ذهب تقدر بنصف مليون دينار
الكبير يتفق مع نورلاند وهاريس على «الحاجة لإدارة فعالة للموارد العامة»
الكبير يتفق مع نورلاند وهاريس على «الحاجة لإدارة فعالة للموارد ...
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من الخليج إلى درنة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من الخليج إلى درنة
حكومة حماد تبحث تزايد أعداد النازحين السودانيين في الكفرة وأجدابيا
حكومة حماد تبحث تزايد أعداد النازحين السودانيين في الكفرة ...
وصول عمود توربينة إلى محطة كهرباء الرويس بالجبل الغربي
وصول عمود توربينة إلى محطة كهرباء الرويس بالجبل الغربي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم