هددت إيطاليا رسميًا باعتماد خطة بديلة إذا لم يساعدها الاتحاد الأوروبي للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فيما يتجه الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة طموحاته بنشر قوة عسكرية في المتوسط لملاحقة مهربي البشر وتدمير قواربهم.

وترفض غالبية الدول الأوروبية حاليًا تحمل أعباء اقتسام الهجرة غير الشرعية وترفض تعديل اتفاقية دبلن عن توطين اللاجئين.

تهديد إيطالي
وقال رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي إن بلاده ضاقت ذرعًا من المماطلات الأوروبية، وستتخذ تدابير وصفها بأنها ستكون «موجعة» للأوروبيين.

وقال دبلوماسيون إن إيطاليا تفكر أولاً: بالدفع للمرة الأولى نحو إقامة مخيمات للمهاجرين داخل التراب الليبي، وثانيًا: ستركن إلى إجراء غير مسبوق، وهو منح المهاجرين تأشيرات دخول شنغن إلى أراضيها، مما يسمح لهم قانونيًا بدخول أي دولة أوروبية.

واجتمع أعضاء اللجنة الأمنية والسياسية التي تضم سفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل لبحث محاولات تمكين الاتحاد من نشر قوة عسكرية قبالة السواحل الليبية بقيادة الأميرال الإيطالي، إنريكو كريدنتينو «لتحييد» قدرات المهربين واستهداف وتدمير مراكبهم.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي لـ «بوابة الوسط» إنَّ تعثر التحرك الأوروبي في مجلس الأمن ومعارضة بعض الدول الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا لأي عمل عسكري في هذه المرحلة بات يعيق طموح الممثلة العليا للسياسة الخارجية في نشر قوة (يونافور).

وأوضح المصدر أن الاتحاد الأوروبي رغم محاولاته بداية الشهر الماضي فتح قنوات اتصال مع الحكومة الموقتة في ليبيا، إلا أنه لم يحصل على دعم رسمي منها، فيما يستمر التحفظ من بعض الأطراف الأوروبية نفسها بشكل واضح.

الجانب الإنساني
وقالت المصادر إن ألمانيا تفضل التعامل مع الجانب الإنساني، وتدفق النازحين لليابسة الأوروبية وتجنب عرض «العضلات» في المتوسط.

وبذلت إيطاليا ودول الجنوب الأوروبي المدعومة من قبل الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، فدريكا موغيريني جهودًا مضنية لانتزاع اتفاق أوروبي دولي في مجلس الأمن عن هذه المسالة، بالرغم أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أبلغ الأوروبيين رسميًا أنه يجب تجنب الخلط بين المعالجة الإنسانية والمعالجة العسكرية لإشكالية الهجرة.

ولا تزال الخلافات على أشدها بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن الخطة التي أعدتها المفوضية الأوروبية للتعامل مع الهجرة على الصعيد الأوروبي.

ويعقد وزراء الداخلية الأوروبيون اجتماعًا بعد غدٍ الثلاثاء في لوكسمبورغ لبحث هذه الخطوة التي ترتكز على عنصرين رئيسين، هما إعادة توطين اللاجئين والمهاجرين واقتسام أعبائهم.

وأعلنت المفوضية الأوروبية اليوم الاثنين أنها أقرت تنظيم اجتماع غدًا الثلاثاء في لوكسمبورغ بين وزيري داخلية فرنسا وإيطاليا، لتجنب دخول البلدين في مواجهة أمنية مفتوحة.

التدابير الإيطالية تتلخص في: أولا: إقامة مخيمات للمهاجرين داخل التراب الليبي ثانيا: منح المهاجرين تأشيرات شنغن مما يسمح لهم قانونيًا بدخول أي دولة أوروبية.

تعثر التحرك الأوروبي في مجلس الأمن ومعارضة بعض الدول الأوروبية لأي عمل عسكري خصوصا ألمانيا يعيق نشر قوة «يونافور».