توالت ردود فعل الإعلاميين والنشطاء والسياسيين حول الإعلان عن المسودة الرابعة للحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين في مدينة الصخيرات المغربية. «بوابة الوسط» رصدت بعض ردود الفعل هذه.

عيسى عبدالقيوم: حديث ليون «غير مقنع»
ويرى الناشط السياسي عيسى عبدالقيوم أن حديث ليون «غير مقنع»، وقال على صفحته بـ «فيسبوك»: «خرجنا قبل قليل من لقاء السيد ليون، كلامه بدا لي غير مقنع، فلم يستطع أن يحدد لماذا غيّر في المسودة بشكل انقلابي، اللهم إلا حديثه عن شهر رمضان والتلويح بقرب إفلاس ليبيا».

وأضاف عبد القيوم: «بكل وضوح أخرج السيد ليون المسودة الثالثة وقال إنها نهائية، وإنها الممكنة ثم بعد رفض (فجر ليبيا) لها جملة وتفصيلاً والتهديد بإقالته، وعدم تسليم العاصمة، نكث تعهداته حيال مجلس الدولة والجيش الوطني، وعليه من حق الشعب الليبي ونوابه رفض هذه الصياغة، وعلى السيد ليون إخراج مسودة جديدة، فالتنازل للشعب أحق من التنازل لمجموعة إيديولوجية، التي منحها الاتفاق 90 مقعدًا مقابل منح الشعب كله 30 مقعدًا، على الشارع الليبي أن يستعد لإبراز إرادته».

عمر الدلال: تناقض بالغ بين مواد المسودة
أما الإعلامي عمر الدلال،فوصف المسودة بـ «ذات الازدواجية» في السلطة التشريعية بين مجلس النواب والمؤتمر (المنتهية ولايته).

وقال على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»: «بعد فترة قصيرة من التفاؤل والأمل والقلق والانتظار ظهرت علينا المسودة الرابعة، لما يوصف بالاتفاق السياسي الليبي بازدواجية واضحة للسلطة التشريعية بين مجلس النواب والمؤتمر الوطنى المنتهية ولايته، وباشتباك عنيف وتناقض بالغ بين موادها وبنودها، وبقيود معطلة لصدور أو تنفيذ أي قرار، شخصيًا أرى صعوبة في فك الاشتباك بين بنودها على الورق، ما بالك عند تطبيقها على الأرض».

عبد السلام محمد: جرعة إنعاش لـ «المؤتمر»
من جانبه قال الإعلامي عبد السلام محمد: «لو صح ما في هذه المسودة وما يقال عنها فهذه كارثة، لأنه يعني جرعة إنعاش جديدة لمؤتمر انتهى وانتهت شرعيته بولادة مجلس النواب، الذي ربما هو الآخر يقترب من أن يكون ميتًا سريريًا.، هذا يعني عودة الابن الضال (المؤتمر) ليمارس بشرعية دولية هذه المرة.. وحشيته ضد الشعب الليبي».

الهادي البكوش: التشريع للبرلمان لا لمجلس الدولة
ويرى الفنان الهادي البكوش أنه من الواجب التريث قبل الحكم على المسودة الرابعة، معقبًا أن دور المجلس الأعلى للدولة يقتصر على الجانب الرقابي، وأن مجلس النواب هو من له حق السلطة التشريعية والحكومة هي الأداة التنفيذية لهذه السلطة.

ويؤكد البكوش أنه «لو تم اختيار حكومة صحيحة خالية من الإخوان، فإن مجلس الدولة حتى وإن كان ثلثيه من الإخوان لن يستطيعوا فعل شيء، مضيفًا أن ليبيا والمرحلة الديمقراطية المأمولة تطلب تقبل الآخر والتريث قبل الحكم على المسودة المقدمة».

صلاح البكوش: لم تأت بجديد
ووصف المستشار السابق للجنة الحوار التابعة للمؤتمر الوطني صلاح البكوش المسودة بأنها لم تأت بجديد. وقال البكوش في تصريح إلى «بوابة الوسط» اليوم الثلاثاء: «إنه وبعد الاطلاع على المذكرة الرابعة وجد أنها لم تأت بجديد، وأعادت الموقف إلى المذكرة الثالثة، والتي رفضت شكلاً وموضوعًا».

وأوضح: «إن الخلاف كان حول السلطة التشريعية والترتيبات الأمنية لا يزال قائمًا حتى بعد صدور المسودة الأخيرة، حيث إن مجلس النواب هو السلطة التشريعية التي لها جميع الصلاحيات، بينما القائد الأعلى للجيش لم يحصل على صلاحية تعيين أو تغير القائد العام، كما لو كان حفتر خطًا أحمر لا يستطيع أحد المساس به».

أسماء سريبة: مطلوب تعديل اختصاصات مجلس الدولة
وقالت عضو المؤتمر الوطني ولجنة حوار المرأة أسماء سريبة: «على مجلس النواب إدخال تعديلات جوهرية على المسودة فيما يتعلق بمجلس الدولة، الذي نصت المسودة على أن قراراته ملزمة للحكومة، وهو بالأصل استشاري مما سيؤدي لعرقلة كثير من القوانين التي قد تمس جماعات معينة، وقياداته سيكون لها يد طويلة داخل المجلس من خلال أعضاء المؤتمر الوطني».

وأضافت سريبة في مكالمة مع «بوابة الوسط» اليوم الثلاثاء: «المطلوب تعديل الفقرة الخاصة باختصاصات مجلس الدولة، بحيث تكون ملزمة في حالة أنهم صوتوا بكامل عددهم أو بغالبية الثلثين، وفي حال لم يتمكن المجلس في فترة مدتها أسبوعان من تقديم الحكومة مشروع القانون، يحق لها تقديمه مباشرة لمجلس النواب، وهناك ملاحظات كثيرة لا يسع المجال لذكرها».

البرعصي: اجتماع طارئ لعمداء البلديات لتحديد المواقف
أما عمر عبد الله البرعصي عميد بلدية بنغازي وعضو لجنة حوار البلديات فأعلن عن اتفاق بين عمداء البلديات في لجنة الحوار عن المنطقة الشرقية على عقد اجتماع طارئ الأيام المقبلة في مدينة بنغازي لتحديد موقف البلديات من الحوار ومستجداته، وقال: «إن الأسماء المقترحة في حوار الصخيرات لشغل منصب رئيس الحكومة ومجلس الرئاسة غير مقبولة في الشارع الليبي».

وأوضح البرعصي أنه خلال الاجتماع الطارئ سيتم إصدار بيان يوضح لليبيين والمجتمع الدولي ما توصلت إليه بلديات المنطقة الشرقية ويضع أسبابًا للمواقف الحديثة من الحوار بشكل عام وحوار البلديات بشكل خاص.

محمد عمر بعيو: المسودة مرجعٌ في علم السياسة
أما الكاتب الصحفي محمد عمر بعيو فأشاد بالمسودة، قائلاً: «ليتعلم من برناردينو ليون أولئك الجهلة المكابرون. مسودة ليون الأخيرة مرجعٌ في علم السياسة الذي هو رأس العلوم الاجتماعية، ودرسٌ في فن السياسة التي هي في أبسط تعريفاتها - فن الممكن - ومنهجٌ في تحليل الواقع وفق مبدأ التفكيك المعتمد على التبسيط غير المُخل والتحليل الذي لا يتلاعب بالمعاني ولا يختلط بالأماني، وهي (المسودة) ببساطة نتاج العقل المعرفي الغربي بمبدأيته البراغماتية الراقية، وليس العقل الأسطوري العربي بمناورته بالمبادئية وتلاعبه بالذرائعية وولعه العجيب بفخامة الألفاظ وضحالة المعاني».