كشف الصحفي والإعلامي خليفة المقطف الذي ينتمي إلى بلدة الأصابعة عن اجتماع عقد مؤخرًا بين النائب عن المدينة عبدالوهاب زولية بمساعدة القيادات الاجتماعية في المنطقة، و14 برلمانيًا مقاطعًا لجلسات مجلس النواب، بغرض إعادتهم إلى قبة البرلمان.

وقال المقطف في اتصال هاتفي مع «بوابة الوسط» إن المجتمعين اتفقوا على العودة إلى قبة البرلمان «فعلاً» لافتًا إلى أن الاتفاق جرى من خلال عدة نقاط «لم يتم الإعلان عنها رسميًا تخوفًا من وصولها لجهات تخريبية قد تسهم في وقف هذه الاتفاقيات».

وتشهد بلدة الأصابعة (غرب ليبيا) هذه الأيام جولات من حوارات التصالح وحقن الدم وتبادل المحتجزين بين عدد من الأطراف والمدن المختلفة في المنطقة الغربية من البلاد.

وعن الحوار بين المدن قال المقطف: «إن فكرة تواصل أعيان الأصابعة بالأطراف المتقاتلة في المنطقة الغربية جاءت على خلفية ما تمثله البلدة جغرافيًا لجماعة (فجر ليبيا) المسيطرة على الجزء الشرقي والغربي منها، وعدم إقحامها في أي صراع، ومنع أي طرف من المرور عبر المنطقة».

وأكد المقطف أن احترام طرفي النزاع «الموقف الحيادي للبلدة»، ساهم كثيرًا في تعزيز وساطتها، مشيرًا إلى أنهم قاموا أيضًا «بالسيطرة على شباب الأصابعة ومنعهم من الانحياز لأي طرف، بما في هذا الكتيبة الوحيدة التابعة للأصابعة والتي تضم قرابة 700 مقاتل»، لافتًا إلى أن القيادات الاجتماعية في الأصابعة «أجرت اتصالاً بقياداتهم وطلبوا منهم عدم تدخل أي من أفرادها في هذا الصراع».

وأوضح أن دور الكتيبة التابعة للأصابعة «محصور في تأمين البلدة فقط»، مشيرًا إلى أنهم «طرحوا مسودات للحوار، وتشكيل فرق عمل اتصلت بالمناطق التي يوجد بها محتجزين»؛ مما أسهم في نجاح عملية تبادل للمحتجزين بين قوات «فجر ليبيا» ومنطقتي الرجبان والزنتان، وكذلك بين مدينتي الزاوية وغريان.

وعن ملف المخطوفين قال المقطف إن «الأصابعة تبنت الحوار بخصوص إطلاق المخطوفين من الطرقات، الذين لم ينضموا لأي طرف»، منوهًا إلى أن «أكبر عملية تبادل محتجزين كانت بين ككلة والزنتان»، موضحًا أنه جرى خلال تلك العملية «تبادل حوالي 120 شخصًا محتجزًا».

وأضاف المقطف أنه بعد نجاح عملية تبادل المحتجزين بين ككلة والزنتان «بدأ التوسع في هذا التبادل ليشمل مدن مصراتة والزنتان والزاوية وغريان». وتابع: «ومن هذه المبادرات بدأت المصالحة بين بعض العائلات التي يوجد لديهم أبناء مسجونين في بعض المدن الحضور للأصابعة، والبحث عن القيادات الموجودة في المنطقة للبحث عن ذويهم المسجونين».

وأكد المقطف أن لجنة التواصل في الأصابعة: «استطاعت أن ترتب للعائلات زيارة أبنائهم المحتجزين»، لافتًا إلى أن «الأمم المتحدة في هذه الأثناء دخلت على الخط وحثت وشجعت عن طريق الدعم المعنوي فقط، ومن هنا تم وضع أساسيات الهدنة التي انتشرت في كافة مناطق غرب البلاد باستثناء محيط قاعدة الوطية، التي لا تزال الجهود مبذولة لإعلان هدنة تامة».