Atwasat

عبدالجليل: زيدان قدم لي برنارد ليفي ولم أقابل الإخوان في مصر

البيضاء- بوابة الوسط: فرج الجافل الأربعاء 03 يونيو 2015, 01:12 مساء
WTV_Frequency

يواصل رئيس المجلس الانتقالي السابق، المستشار مصطفى عبد الجليل، تقديم شهادته من خلال «بوابة الوسط»، وفي هذه الحلقة يركِّز عبد الجليل على الظروف الصعبة التي واجهوها في بداية الثورة، كما يركِّز على دور المرأة والشركات الوطنية ورجال الأعمال.

الجميع بذل ما بوسعه
يقول عبد الجليل: «وأنا أحاول أن أُعيد ما كتبته في مذكراتي التي سُرِقت واُتلِفت، وتمَّ التعدي على سيارتي واتلافها وسرقة محتوياتها وما بها. أقول للعلم مَن لا يدرك ذلك الواقع الصعب إنَّ الثورة عند قيامها لم تكن لها مقدِّمات نجاح سوى شجاعة الشباب وحماسهم والتفاف الجميع حولهم نساء ورجالاً، فلم يبخل أحدٌ في حينها بما يستطيع. رجال الأعمال أظهر كثيرٌ منهم وطنية راقية في كل المدن، فكانوا الداعمين ماديًّا لمتطلبات المعتصمين بالساحات والثوار المقاتلين بالجبهات. موظفو المصارف وُجدوا في ظروف صعبة وأدوا ما عليهم من واجب وطني.

موظفو وفنيو شركة الكهرباء واصلوا الليل بالنهار في سبيل توفير الكهرباء لكل المدن والقرى وكذلك الاتصالات. شركة البريقة لتسويق النفط وفَّرت الوقود اللازم لتشغيل السيارات ومشتقات التدفئة للمنازل، وجميع الإعلاميين الذين كانوا يصدحون بأصواتهم لدعم الثورة بشكل لافت للنظر، فلم تحصل أزمات، كما نذكر النساء أمهات وزوجات الشهداء، لا ننسى دورهن المميَّز، الذي لفت أنظار العالم في جميع مدن ليبيا».

النساء لم يبخلن على الثورة
وتحدَّث رئيس المجلس الانتقالي السابق عن دور الليبيات خلال الثورة، مؤكدًا أنهن «تواجدن بالساحات وتظاهرن بالشوارع والميادين وأعددن الوجبات الجاهزة للثوار والمعتصمين، وأكبر مثال على ذلك مطعم القلعة في بنغازي كان مثالاً من أروع الأمثلة في التفاني والعطاء، حيث يتم في هذا المطعم تجهيز وإعداد أكثر من عشرين ألف وجبة يوميًّا، وجبة غذائية كاملة، وقد زرت هذا المطعم ثلاث مرات، فكانت المرأة هي أساس ذلك العمل على جميع مستوياتهن، ولعلم مَن لا يعلم فإنَّ إحدى طاهيات ذلك المطعم امرأة فاضلة هي زوجة سفيرنا في موريتانيا قبل الثورة، كذلك منهن مَن قدمت حليها ومجوهراتها التي تقدَّر بالآلاف لدعم الثورة والثوار،

عبد الجليل: هذا الزخم المحلي كان في حاجة للدعم الدولي وكنا في أمس الحاجة لمَن يقول فينا كلمة خير

ولا ننسى تلك المرأة الفاضلة الحاجة مبروكة المهشهش من منطقة الأبرق، التي قدمت حليها التي تقدَّر بثلاثين ألف دينار دعمًا للثورة، كذلك المرأة الليبية التي قدَّمت فلذت كبدها للقتال في الجبهات، ولا ننسى كل المناضلات والنشطات الشريفات من بنات ونساء الوطن من جميع المدن، واللاتي سيذكرهن التاريخ ودورهن النضالي في هذه الثورة، وهذا غيض من فيض».

وأضاف عبد الجليل: «هذا الزخم المحلي كان في حاجة للدعم الدولي، وكنا في أمس الحاجة لمَن يقول فينا كلمة خير مثلما عليه الآن. نتطلع لمَن يقدِّر مواقفنا قبل الثورة وأثناءها، ولكن الله هو الرقيب العليم الحسيب. المهم بعد تشكيل المجلس المحلي في البيضاء كأول مجلس محلي لإدارة المدن والقرى، دعونا في بنغازي يوم 26 فبراير2011 لتشكيل جسم سياسي يتعاطى معه العالم، فتم اختياري رئيسًا للمجلس الانتقالي، والسيد المحامي النشط عبد الحفيظ غوقة ناطقًا رسميًّا للمجلس على أن يتم دعوة ممثلي المدن للاجتماع خلال عشرة أيام من تاريخه للتشاور والتباحث والانطلاق، وبعد يومين من الإعلان عن ذلك اتصل بي السيد علي زيدان لاستقبال السيد برنارد ليفي مستشار الرئيس الفرنسي، الذي أبدى استعداده لاستقبال وفد من المجلس في قصر الإليزيه لدعم الثورة. وأنا اسأل الآن ماذا يفعل مَن كان مثلي في تلك الظروف يا قراء؟!».

3 آلاف دولار عهدة أنفقت منها 100 دولار
وواصل عبد الجليل شهادته قائلاً: «بمجرد تشكيل المجلس في 6 مارس2011 واُختير محمود جبريل رئيسًا للمكتب التنفيذي، والدكتور علي العيساوي مسئولاً عن الخارجية، والمرحوم الشهيد عبد الفتاح يونس مسئولاً عسكريًّا، وتمت دعوة الدكتور محمود والدكتور العيساوي فسافرا وتم استقبالهما من قبل الرئيس السابق ساركوزي، وأعلنت فرنسا يوم 9 مارس 2011 تقريبًا اعترافها بالمجلس الانتقالي كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي، والجميع يعلم أنَّ الرئيس الفرنسي كان على اتصال مع الدكتور محمود يوم 19 مارس2011 ووعد بحماية بنغازي ولو بشكل منفرد، إذا لم يتخذ المجتمع الدولي قراره بتكليف حلف الأطلسي (الناتو) الحماية، ويعلم الجميع نتائج ذلك وهو ما كان ناتجًا عن لقاء السيد برنارد ليفي، وكانت النتائج مفيدة دون أن نلتزم بشيء، إذ لم يكن لنا أي شيء لندفعه أو نعطيه.

ونذكر أنَّه عند زيارتنا فرنسا في شهر مايو2011 كان الوفد مكوَّنًا من سبعة أشخاص، تحمَّلت الحكومة الفرنسية ضيافة الرئيس، بالإضافة إلى أربعة من الوفد، وتحمل السيدان علي زيدان ومنصور سيف النصر ضيافة الشخصين الآخرين، وليعلم الجميع ما هي الضيافة. إقامة وحماية أمنية، وخلال 15 رحلة إلى دول عربية وأوربية كان معنا فقط ثلاثة آلاف دولار كعهدة، لم نصرف منها سوى 100 دولار أُعطيت لمتسول في إيطاليا، وباقي المبلغ أُرجع للمراقب المالي في ذلك الوقت، السيد كامل الحاسي، وهو الآن يشغل منصب وزير للمالية ولم نلمس خلال فترة الثورة من كل الدول إلا دعمًا لنجاح الثورة واستقرار البلاد، وكنا حريصين على المسار الديمقراطي وإيصال البلاد إلى الانتخابات.

عبد الجليل: إن الله تعالى سخَّر لنا الدول الكبرى لنصرة الثورة ولكن الظلم والمال الحرام والتنافس على السلطة بعيدًا عن مصلحة الوطن كانت شعار المرحلة

ولا شك أنَّ الدول الكبرى لها تأثيرها الكبير، فأميركا كان دورها مميزًا في إقناع روسيا والصين بعدم التصويت ضد قرار حماية المدنيين في ليبيا، ولو اعترضت إحداهما أو صوَّتت لحصل مثل ما هو الآن في سورية من مآسٍ، وإذا طالبنا بالحظر الجوي وافادنا القطريون أن القرار الأممي لا يتم إلا بناء على قرار من جامعة الدول العربية، فدعت قطر للاجتماع الذي لم يستغرق أكثر من ساعة لمنح الطلب، وبمجرد سفر مندوب لبنان بالقرار باعتبار أنَّ لبنان هي العضو العربي في مجلس الأمن في ذلك التاريخ، كذلك رأت مندوبة أميركا أنَّ الحظر الجوي لا يكفي، فلدى القذافي القوة على الأرض ما يشكِّل خطرًا على المدنيين، فتم النقاش بين مندوبي أميركا ولبنان وشلقم والدباشي، وصاغت مندوبة أميركا القرار ليقدِّمه المندوب اللبناني عن جامعة الدول العربية، فخلاصة القول إن الله تعالى سخَّر لنا الدول الكبرى لنصرة الثورة.

ولكن الظلم والمال الحرام والتنافس على السلطة بعيدًا عن مصلحة الوطن كانت شعار المرحلة، وبما يخالف شرع الله الذي يطالب به الكل، فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قدوتنا، في خطبة الوداع شدَّد على حرمة النفس والمال ونفر من الحسد والكيد».

لم أقابل الإخوان في مصر
وحول لقائه قادة جماعة الإخوان المصرية، قال عبد الجليل: «لقد اقتصرت علاقتنا مع مصر أثناء الثورة على التواصل بين قبائل غرب الإسكندرية وشرق ليبيا، لتأمين استمرار فتح المنفذ الشرقي الذي كان المنفذ الوحيد للثورة في بدايتها، ولضمان تدفق المؤن والسفر، الذي حاول القذافي الالتفاف عليه، ولكن الاجتماعات المكثفة بين شيوخ القبائل في البلدين أفشلت تلك المحاولات، وأذكر للتاريخ الحاج عبد الرحيم أبوعروشة المسماري، الذي تحمَّل العبء الأكبر في استضافة قبائل غرب الإسكندرية، حينما تمت دعوتهم إلى ليبيا لشكرهم على مواقفهم النبيلة ووقوفهم مع الثورة وإخوانهم من ليبيا.

عبد الجليل: اقتصرت علاقتنا مع مصر أثناء الثورة على التواصل بين قبائل غرب الإسكندرية وشرق ليبيا

أما العلاقات مع مصر على المستوى الرسمي فقد زارنا رئيس حزب (الوفد)، الدكتور السيد البدوي في بنغازي أثناء المجلس الانتقالي، قمت أنا بزيارة قصيرة إلى مصر بعد التحرير استغرقت خمس عشرة ساعة فقط، وقابلت خلالها السيد رئيس المجلس العسكري حينذاك، المشير محمد حسين طنطاوي، وتناولت الزيارة البعد الأمني للبلدين والمصالح المشتركة، خاصة موضوع تنظيم العمالة المصرية في ليبيا، ولم تتطرَّق المقابلة إلى أمور عسكرية، كذلك لم أقابل أي من قيادات الإخوان ولا مرشدهم، وليست لي أية علاقة بهم، وحسب علمي أيضًا أنَّ الدكتور الكيب لم يقابلهم خلال زياراته لمصر. وحول كوني كنت دارسًا في مصر وعضوًا في تنظيم الإخوان المسلمين أثناء دراستي في مصر، فهذا كلام كذب وافتراء وتلفيق وكلام عارٍ عن الصحة، فإنَّ دراستي لم تتعد الحدود الليبية على الرغم من تحصلي على تقدير ممتاز في القانون، ولم أدرس في أي بلد عربي أو أجنبي».

عبدالجليل: زيدان قدم لي برنارد ليفي ولم أقابل الإخوان في مصر
عبدالجليل: زيدان قدم لي برنارد ليفي ولم أقابل الإخوان في مصر
عبدالجليل: زيدان قدم لي برنارد ليفي ولم أقابل الإخوان في مصر

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
غسيل الكلى بالمنزل في سرت
غسيل الكلى بالمنزل في سرت
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الرسمية (الخميس 25 أبريل 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الرسمية (الخميس ...
بالصور: مساعدات ليبية إلى غزة
بالصور: مساعدات ليبية إلى غزة
الكبير يزور المؤسسة العربية المصرفية في نيويورك
الكبير يزور المؤسسة العربية المصرفية في نيويورك
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم