ركَّزت الصحافة العربية في تناولها الأزمة الليبية، اليوم الثلاثاء، على زيارة الفريق أول ركن خليفة حفتر، الأولى منذ توليه قيادة الجيش، إلى الأردن، التي تزامنت مع انعقاد جولة جديدة لحوار الأحزاب السياسية في الجزائر، بحثًا عن حلٍّ للأزمة الراهنة.

خيار مدروس
وجاء بجريدة «العرب» اللندنية، عن مراقبين سياسيين، أنَّ اختيار الفريق أول ركن خليفة حفتر، الأردن ليكون أول دولة عربية يزورها كقائد عام للجيش الليبي، لم يكن صدفة، وإنما هو خيارٌ مدروسٌ له أكثر من معنى ودلالة سياسية وعسكرية.وتأتي زيارة حفتر الأردن، وفق الجريدة، في وقت يستعد فيه الجيش الليبي لحسم معركة تحرير العاصمة (طرابلس) من التشكيلات المسلحة (فجر ليبيا)، وتزايد المؤشرات حول قرب التوصُّل إلى تفاهمات سياسية لتشكيل حكومة وفاق وطني.

ووصف محللون هذه الزيارة بأنَّها «سياسية وعسكرية بامتياز، وتُشير إلى أنَّ المملكة الأردنية تُولي مزيدًا من الاهتمام بالشأن الليبي، وتحرص على تدعيم دور الجيش في العملية السياسية الجارية حاليًّا».

دعم جديد
إلى ذلك، قالت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية، إنَّ العاهل الأردني، أكد خلال لقائه حفتر، حرص الأردن الدائم على الوقوف إلى جانب ليبيا في مسعاها لاستعادة أمنها واستقرارها، والتصدي لـ«التنظيمات الإرهابية» التي تستهدف وحدة شعبها وسلامة أراضيها.وأضافت الجريدة أنَّه تمَّ خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية بعمان، استعراض مجمل التطوُّرات الإقليمية الراهنة، خصوصًا الأوضاع التي تشهدها ليبيا، وسبل التعامل معها، إضافة إلى الجهود المبذولة للتصدي لـ«خطر الإرهاب وعصاباته».

كما جرى، خلال اللقاء، بحث علاقات التعاون بين البلدين، خصوصًا في المجالات العسكرية.

والتقى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق أول ركن مشعل محمد الزبن، في مكتبه بالقيادة العامة أمس الاثنين، الفريق أول ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي والوفد المرافق له.

وجرى للفريق حفتر استقبال رسمي، إذ استعرض حرس الشرف الذي اصطف لتحيته. وبَحَثَ الفريق أول الركن الزبن بحضور الأمير فيصل بن الحسين مع حفتر أوجه التعاون والتنسيق في المجالات العسكرية وسبل تعزيزها وتطويرها، خصوصًا في مجال إعادة بناء الجيش الليبي وتقديم الاستشارات اللازمة في هذا المجال.

شكري وكيري
وأوردت جريدة «الأهرام» المصرية، أنَّ وزير الخارجية المصري سامح شكري، تلقى اتصالاً هاتفيًّا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وتناول معه تطوُّرات العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.وذكر الناطق باسم وزارة الخارحية أنَّ الوزيرين تشاورا، خلال الاتصال الهاتفي، حول عدد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين ومنها تطوُّرات الأوضاع في ليبيا والأزمة السورية والأوضاع في كل من العراق واليمن.

حوار الجزائر
ونقلت جريدة «الخليج» الإماراتية، قول المبعوث الأممي لدى ليبيا، برناردينو ليون، في افتتاح جولة الحوار الثانية بين الأحزاب السياسية في الجزائر: «نحن قريبون جدًّا من الحل السياسي في ليبيا، لكن ما زال أمامنا كثيرٌ من التحديات».وأضاف ليون: «نحن هنا اليوم لتوجيه رسالة قوية بأنَّه يجب ألا يفقد أي ليبي حياته، لأنَّ الليبيين يمكن أنْ يعيشوا معًا، وأنَّ الحوار مفتوحٌ للجميع ما عدا أولئك الذين أقصوا أنفسهم عن الديمقراطية ويدعمون الإرهاب والتطرُّف».

وكان المشاركون في الجولة الأولى من هذا الحوار التي دارت في 10 و11 الشهر الماضي في الجزائر أصدروا بيانًا طالبوا فيه بالوقف الفوري للعمليات العسكرية لإتاحة استمرار الحوار في أفضل الظروف.

من جهته، نَاشَدَ الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبدالقادر مساهل «الأشقاء في ليبيا وقف إطلاق النار»، مشيرًا إلى أنَّ «عدو ليبيا ليس الفرد الليبي، بل الإرهاب والفوضى وعدم الاستقرار».

وقال ليون أيضًا: «إنَّ ليبيا ما زالت تشهد المعارك، وعلينا أنْ نوجِّه رسالة إلى هؤلاء المتقاتلين بأنَّ عليهم أنْ يعطوا فرصة لنا ولأولئك الذين يحاولون إيجاد حلٍّ سياسي».

وأكد مساهل أنَّ «الحوار الشامل يرمي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لإخراج البلاد من الحرب والفوضى التي غرقت فيها بعد سقوط نظام القذافي في 2011».