ألقت أزمة أمن الحدود بين ليبيا وتونس بظلالها على اهتمامات الصحافة العربية، اليوم السبت، خاصة بعد معلومات تونسية بأن منفذي الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية تلقيا تدريبات عسكرية في ليبيا، كما تطرقت الصحف إلى الحوار الوطني في ظل التطورات العسكرية التي ازدادت وتيرتها في البلاد أخيرًا.
منفذا هجوم المتحف التونسي
ونقلت جريدة «الأهرام» عن وزير الدولة التونسي المكلَّف بالأمن، رفيق الشلي، إن ياسين العبيدي وحاتم خشناوي منفذي الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية، عنصران متطرفان سلفيان تكفيريان غادرا البلاد ديسمبر الماضي إلى ليبيا، وتمكنا من التدريب على الأسلحة هناك.وقال الشلي مساء الخميس: «ليس لدينا تفاصيل عن ذلك، لكن معسكرات التدريب للتونسيين فى ليبيا بصبراتة وبنغازي ودرنة، وقد يكون المهاجمان تدربا في أحد هذه المعسكرات»، وأضاف الشلي أن ياسين العبيدى كان تم القبض عليه سابقًا، وهو «من العناصر المشبوهة» التي يقال عنها «خلايا نائمة نعرفها»، وهم تكفيريون، ويمكن أن يقوموا بعمليات، لكن يجب جمع أدلة للقيام بعملية توقيف.
إلى ذلك، اهتمت جريدة «الحياة» اللندنية، بتظاهرات آلاف التونسيين في مختلف أنحاء البلاد لليوم الثاني على التوالي، أمس، تنديدًا بالإرهاب في مسيرات حملوا خلالها لافتات كتب عليها: «كلنا باردو» و«لا مكان بيننا للخونة»، في إشارة إلى الاعتداء الذي نفذه إرهابيون على المتحف الوطني الأربعاء، وراح ضحيته أكثر من 23 قتيلاً معظمهم من السياح الأجانب.
واتجهت أنظار التونسيين إلى أمن حدودهم مع ليبيا التي تسلل عبرها منفذا الاعتداءين، فيما تعهدت أميركا وأوروبا دعم تونس في مواجهة الإرهاب.وعزز هذا الكلام مخاوف من تسلل متطرفين عبر الحدود مع ليبيا، حيث تفيد تقارير بأن 1500 متطرف تونسي يتدربون هناك، كما أن غالبية المتطوعين التونسيين الـ2000 الموجودين في سورية، توجهوا إلى هناك عن طريق ليبيا، حيث حصلوا على جوازات سفر من طرابلس، وعاد 500 من هؤلاء الإرهابيين إلى ليبيا، حيث ذكرت معلومات أنهم توجهوا بناءً على أوامر «داعش» إلى درنة ومناطق أخرى يقيم فيها التنظيم معسكراتن وأوردت تقارير أمنية تونسية أن 400 «جهادي» دخلوا البلاد آتين من سورية عبر الحدود الليبية، وانضم بعضهم إلى خلايا نائمة.
الجيش يقترب من طرابلس
وقالت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية، إنه وسط توقعات بقرب اندلاع معركة دامية بين ما يُعرف بقوات «فجر ليبيا» وقوات الجيش الليبي الموالية للشرعية التي أعلنت اقترابها من مطار العاصمة طرابلس، قال مصدر مقرب من الفريق أول ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، إن وحدات الجيش بالعاصمة طرابلس جاهزة للتحرك والالتحام بقوات الجيش من أجل تطهير العاصمة من «فجر ليبيا» والتنظيمات الإرهابية الأخرى المتحالفة معها.ودعا رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، برناردينو ليون، المشاركين في الحوار الذي ترعاه البعثة في المغرب، إلى اعتبار هذه الجولة بمثابة الجولة الحاسمة، وقال إنه متفائل بالاقتراب من الحل السياسي.
وقال ليون، في بيان وزعه في مستهل أحدث جولة من المفاوضات: «سنقوم خلال ثلاثة أيام بمناقشة وثيقة الترتيبات الأمنية، ووثيقة حكومة الوحدة الوطنية».
وأوردت جريدة «الخليج» الإماراتية، عن ليون قوله: إن هجومًا شنه متشددان أسفر عن مقتل 23 شخصًا الأربعاء الماضي، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنه، قد يدفع الفصائل الليبية باتجاه إبرام اتفاق.وأضاف ليون: «في الأيام الأخيرة شهدنا المزيد من القتال والمزيد من الغارات الجوية ليس في ليبيا وحسب وإنما في المنطقة».
وبحث زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس الجمعة، سبل دعم اتفاق سلام نهائي في ليبيا، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني: إنه «تهديد خطر ويتعين معالجته، لكن هناك حذرًا بين العواصم الأوروبية من التدخل بشكل مباشر في الدولة المضطربة».
وأضافت موغيريني أن إدارتها تعمل على وضع استراتيجية جديدة لدعم حكومة الوحدة الوطنية، تحوي أيضًا خطة أمنية.
تعليقات