أكد المبعوث الجزائري لدى الأمم المتحدة وزير الشؤون الأفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، أن «تشكيل حكومة وحدة وطنية هو الحل للخروج من الأزمة الليبية ومحاربة الإرهاب الذي يأتي من الفراغ السياسي وضعف مؤسسات الدولة».

وقال مساهل في مداخلته ضمن الجلسة الخاصة بمجلس الأمن عن ليبيا، أمس الأربعاء: «إن العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت المصريين في ليبيا أوجدت حالة من الرعب في المنطقة»، مضيفًا أنّ الجزائر دانت وتدين هذا الفعل الشنيع بأكبر قوة، معبرًا عن تعازي الجزائر العميق وتعاطفها مع السلطات المصرية وعائلات الضحايا.

وأوضح مساهل وفق ما نقلته وسائل إعلام جزائرية أن بلاده عانت من الإرهاب، بما في ذلك القادم من الأراضي الليبية ممثلاً في استهداف منشأة «تيقنتورين»، مضيفًا: «الوضع القائم في ليبيا حاليًا وهذه الظروف يشكل مصدر قلق كبيرًا للجزائر، ويتوجب أن يسترجع هذا البلد استقراره بشكل سريع من خلال التضامن والتعاون الدوليين».

واستهدفت جماعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قاعدة غازية بتيقنتورين مطلع 2013، وخلفت عشرات القتلى من العمال الأجانب.

وقال ممثل الجزائر إن هذه التطورات «تستدعي صحوة ضميرنا ومضاعفة الجهود لمساعدة الليبيين في أن ينخرطوا في الحوار ويبنوا وحدتهم ويتمكنوا من إيجاد إجماع وطني بمساعدة الأسرة الدولية»، مضيفًا: «نحن على قناعة بأنه فقط من خلال الحوار والمصالحة الوطنية ستتمكن الأطراف الليبية كافة أن تتجاوز الأزمة».

وتابع: «إن المصالحة بين الأطراف الليبية كافة هو الحل الذي نرغب فيه جميعًا، وليس هناك خلاف عليه حتى من الليبيين أنفسهم»، مضيفًا أن «مسؤولية المجتمع الدولي تتمثل في تقديم الدعم لهذا المسعى.. وبلدي سيستمر في العمل من خلال تقديم الدعم لجهود الحوار، فالحل السياسي للأزمة الليبية هو الذي سيصون وحدة وسلامة أراضي ليبيا وتماسك شعبه، ولن يكون ذلك إلا من خلال تأسيس مؤسسات وطنية، وهو ما يود الليبيون الحصول عليه».

واعتبر مساهل أن «استقرار ليبيا يعنينا بشكل مباشر، على غرار دول الجوار والمجموعة الدولية من أجل مصاحبة الليبيين في طريق الوحدة الوطنية والمصالحة».

وأكد أن «الحوار لن يفتح مع هؤلاء الذين يتبنون العنف والإرهاب..نحن نواصل تشجيع جهود المبعوث الأممي الذي نتشاور معه عبر المستويات كافة من أجل إيجاد مخرج للأزمة الليبية».

واعتبر المسؤول الجزائري أن «أجواء الحوار الأخير بين الليبيين الذي جمع الأطراف كافة هو مبعث ارتياح بالنسبة للجزائر، وهي خطوة في غاية الأهمية، ونحن على قناعة بأن تشكيل حكومة وحدة وطنية هو الحل للخروج من الأزمة.. وتأسيس هذه الحكومة هو أكبر حل لمحاربة الإرهاب الذي يأتي من الفراغ السياسي وضعف مؤسسات الدولة».

وختم عبد القادر مساهل بالقول إن الجزائر ملتزمة بتقديم كل دعم ممكن للمؤسسات الليبية بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية كافة، مضيفًا «ليس لدينا حق في فشل هذه المهمة، ويجب أن نعمل معًا من أجل ليبيا موحدة تعيش في سلام مع جيرانها».