أثار تعرُّض موقع «بوابة الوسط» للحجب في ليبيا، ردود فعل كثيرة من قبل متابعي الموقع في ليبيا وخارجها، أجمعت تقريبًا على استنكار هذه الخطوة، واعتبارها اعتداء على حرية الرأي وحق الناس في تداول المعلومات.

الموقع وسيلة للحصول على المعلومة الصادقة
واستطلعت «بوابة الوسط» آراء عددٍ من المثقّفين والسياسيين والمواطنين الليبيين والعرب من المهتمين بالشأن الإعلامي، ومن المتابعين لها.

قالت وزيرة الصحة السابقة، الدكتورة فاطمة الحمروش، الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، إنَّها لم تستغرب عملية حجب موقع «بوابة الوسط»، مضيفة: «الموقع تعرَّض كثيرًا للاختراق، لذلك عندما علمت بحجبه لم يكن بالمُستَغرَب، فشركة ليبيا للاتصالات والتقنية، تحت سيطرة مجموعة (المؤتمر والحاسي)».

وأكَّدت الحمروش: «أصبح الموقع وسيلة هامة لجموع الليبيين للحصول على المعلومة الصادقة التي تهتم بالدولة الليبية ككيان، دون الانحياز لطرف على حساب آخر في ما يهم المصلحة العليا للدولة».

وأضافت: «كلنا يعلم أنَّ الإعلام لَعَبَ دورًا كبيرًا في حجب كثير من الحقائق، لأجل تأجيج الغضب وإيجاد الذريعة والحجة لحشد قوى العالم لقصف ليبيا في العام 2011، وعليه فإنَّ هذه الخطوة أيضًا تظل جزءًا من هذه الحرب واستمراريتها».

أكثر المواقع حيادية
واعتبر رئيس حزب التغيير، جمعة القماطي، أنَّ الحجب المتعمَّد لأي موقع إعلامي أو سياسي أمر مرفوض طالما أنه لا يخدش أخلاقنا وقيمنا الاجتماعية.

ووصف القماطي الحجب بأنَّه بمثابة تكميم للأفواه ومنع لحرية الرأي والتعبير، مؤكداأنَّ هذه الحريات هي ما قامت من أجلها ثورة 17 فبراير. 

ورأى رئيس منظَّمة ضحايا حقوق الإنسان، ناصر الهواري، أنَّ حجب الموقع في ليبيا بمثابة «جريمة أخرى من جرائم دولة الميليشيات»، وأنَّ «عملية الحجب تمثِّل اعتداءً صريحًا على حرية الرأي والتعبير ومحاولة لتكميم الأفواه»، ومحاولة لـ«إبعاد للمنابر الحرَّة المؤثرة في الرأي العام».

وقال الهواري إنَّ موقع «بوابة الوسط» يُعد «أحد أكثر المواقع حيادية في التناول ومصداقية في نقل الأخبار». معتبرًا عملية الحجب لن «تفلح»، وأنَّ «بوابة الوسط» ستظل «منبرًا حرًّا وعينًا تكشف الحقيقة».

وتساءل الباحث في الشؤون النفطية الليبية، المهندس عيسى رشوان، إنْ كان حجب المواقع الإلكترونية الصحفية يلغي الحقيقة؟، مؤكدًا أنَّ «مواجهة الفكر بالفكر» أشرف من «مواجهة الفكر بنفوذ السلطة المفلسة فكريًّا».

ويرى الدكتور أشرف الثلثي أنَّ ما تعرَّض له موقع «بوابة الوسط»، هو «تعسفٌ يعود بنا إلى أسلوب عهد القذافي»، واصفًا العملية بأنّها تعني «انتكاسة حقيقيّة لأهداف الثورة التي ضحى من أجلها آلاف».

ما حدث يذكِّرنا بالأنظمة الشمولية
فيما أكَّد المستشار مروان الطشاني، أنَّ حجب موقع «بوابة الوسط» أو أي موقع إخباري، هو «تصرف غير مقبول».

وقال إنَّه يذكِّر بتصرفات «الأنظمة الشمولية والاستبدادية»، إضافة إلى كونه انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وتعديًّا على حرية الرأي والتعبير، وحق الناس في الوصول للمعلومة. ورأى أنّه «من حق أي مواطن استعمال وسائل الاتصال الرقمي والحصول على المعلومات».

واعتبر الإعلامي خالد منصور حجب الموقع تعديًّا صارخًا على حرية الإعلام في ليبيا، وقال: ما تعرَّضت له «بوابة الوسط» مصادرة للرأي المخالف، مؤكدًا أنَّه ضد الحجب مادام الموقع لم ينشر مواد تخالف الشريعة الإسلامية أو تخدش الذوق العام.

حجب الموقع جريمة
من جانبه، دان الناطق الرسمي للجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير في مصر، يحيى قلاش، حجب بوابة الوسط في ليبيا، مؤكدًا حق الشعب الليبي في الوصول إلى كافة الآراء والمعلومات، كحق أصيل من حقوق الإنسان.

وأضاف قلاش، وهو سكرتير نقابة الصحفيين المصريين الأسبق، لقد مررنا في مصر بتجربة مشابهة إبان حكم الإخوان، الذين وصفهم بأنَّهم «معادون لحرية الرأي والتعبير والتنوع الفكري، بحكم تكوينهم الفكري المنغلق».

وتابع قائلاً: «لقد أمعنوا في الاعتداء على الصحفيين والإعلاميين في مصر، مثلما حدث مع صحيفتي الوفد والتحرير، وحصارهم مدينة الإنتاج الإعلامي».

ووجه النقابي المصري نداءً عاجلاً لكل مَن أقدم على جريمة حجب موقع «بوابة الوسط» بالعدول عن فعلته، والاحتكام لحقوق الإنسان التي نصَّت عليها المواثيق الدولية، التي تمنح الحق للجميع في الحصول على المعلومات من جميع المصادر مهما كان تنوعها السياسي والفكري.

الموقع مرآة للحقيقة
واتّفق أحد أفراد القوات الخاصة «الصاعقة» بالجيش الليبي رياض الشهيبي، مع الرأي الرافض والمُندد بعملية الحجب، ووصف «بوابة الوسط» بأنّها «مرآة حقيقية لكل الليبيين دون استثناء، وأنَّها غير منحازة لطرف أو محسوبة على تيار معيَّن»، معتبرًا خلال حديثه مع «بوابة الوسط» أنَّ «حجبها يعني حجب حقائق عن الليبيين، خصوصًا عن مسؤولي الدولة».