قال الباحث الليبي محمد الجارح: «إن الإعلام الغربي يركز على ليبيا للأسباب الخاطئة، ففي حين يركز الإعلام على الصراع الحالي، يعاني معظم الليبيين من الحرب التي شكّلت عبئًا ثقيلاً على الخدمات العامة والبنية التحتية».

وأكّد الجارح، زميل معهد رفيق الحريري للدراسات، في مقال منشور بموقع جريدة «فورين بوليسي» الأميركية أن عمليات القتال المستمرة أدت إلى تدمير عدد كبير من محطات توليد وتوزيع الكهرباء، وأثّر نقص الكهرباء على الاتصالات، إذ تعمل شبكة واحدة فقط من بين ثلاث شبكات للهواتف المحمولة في شرق ليبيا، فضلاً عن النقص الحاد في البنزين والبروبان ونقص المياه العذبة؛ مما يزيد الأعباء على المدنيين.

وتابع الكاتب، في مقاله المنشور، الأحد، إن تلك المشاكل وجدت طريقها إلى القطاع البنكي وأثّرت عليه سلبًا وعطلت ماكينات الصراف الآلي. ودفع صراع السلطة الحالي، كما وصفه الكاتب، البنك المركزي إلى منع تحويل الموازنة إلى أي من الحكومتين المتنافستين؛ مما عرقل الاستجابة لاحتياجات اللاجئين داخل البلاد، ومع خروج معظم مؤسسات الإغاثة الدولية من ليبيا، تظهر جهود المنظمات المحلية التي لا تستطيع سوى توفير نسبة بسيطة من احتياجات المواطنين.

ويرى الكاتب أن الفصائل السياسية المختلفة مازالت غير مستعدة لقبول حكم القانون ونتائج الديمقراطية، ونتيجة لهذا خرجت الأمور عن السيطرة ولجأت الجماعات المسلحة إلى القتال لحل خلافاتها.

وطالب الكاتب السياسيين في ليبيا من مختلف الفصائل بمحاولة إيجاد حلول لحل خلافاتهم سلميًا دون عنف نظرًا لأوضاع المدنيين الصعبة.

وفي نهاية مقاله يتساءل الكاتب: «هل سيكون العام 2015 هو العام الذي ستدرك فيه النخبة السياسية الليبية أهمية العمل معًا للوصول إلى الاستقرار والسلام؟».