تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة الشأن الليبي باهتمام تزامن مع تعرض السفارتين المصرية والإماراتية في العاصمة الليبية طرابلس لانفجارين، الخميس، بواسطة سيارتين مفخختين، ما أسفر عن إصابة اثنين من حراس السفارة المصرية في حي الضهرة بجروح طفيفة، و3 أشخاص في انفجار آخر بعد دقائق بسيارة مفخخة ثانية أمام سفارة الإمارات في حي قرقارش.

أمين مجلس التعاون الخليجي يندد بالحادث
ففي جريدة «العرب»، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وقال في بيان صحفي اليوم الجمعة: «إن هذا العمل الإرهابي الجبان يعد انتهاكًا سافرًا لكل القوانين والأعراف الدولية، واستخفافًا بأرواح الأبرياء والممتلكات، وتعديًا على حرمة مقار البعثات الدبلوماسية».

كما دعا الزياني إلى «تقديم مرتكبي هذا العمل الإرهابي للعدالة، وحماية مقار البعثات الدبلوماسية وعدم التعرض لها وفقا للأنظمة والقوانين الدولية».

وزير الخارجية الإماراتي يحمل «محتلي طرابلس» المسؤولية
وفي جريدة «الخليج» الإماراتية، أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، بشدة التفجير «الإرهابي» الذي استهدف سفارتهم في العاصمة الليبية طرابلس، وقال إن هذا التفجير الإرهابي يقتضي من الجميع العمل الحاسم والسريع للقضاء على هذه الممارسات الإرهابية الإجرامية والذي تستنكره المجتمعات الدولية.

وحمل آل نهيان الجماعات المسلحة والتي تشمل «أنصار الشريعة» و«فجر ليبيا» المسؤولية الجنائية والقانونية لهذا العمل الإرهابي. وأكد العمل مع الأصدقاء والمجتمع الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب.

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية كندا الزائر جون بيرد: «إن هناك تواصلاً في الوقت الحالي من قبل بعثة دولة الإمارات في نيويورك مع الأمم المتحدة وبقية الأطراف العربية ومجلس الأمن لإحاطتها بهذا العمل الإرهابي السافر الذي تقع مسؤوليته على الأطراف التي تحتل العاصمة الليبية وهي خارجة عن النظام. وعلى المجتمع الدولي أن يواجه هذا العمل بكل وضوح ويدعم السلطة الشرعية الليبية المنتخبة والحكومة التي انبثقت من مجلس النواب».

وأكد الوزير الإماراتي دعم دولة الإمارات كافة الجهود الرامية لدعم الشرعية المتمثلة في مجلس النواب المنتخب والحكومة الليبية الممثلة في رئيسها عبدالله الثني ولمساندة السلطات الليبية في تحقيق تطلعاتها نحو الاستقرار والازدهار. وشدد على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تدفعنا للعمل مع أصدقائنا والمجتمع الدولي أكثر لمواجهة هذا التطرف والإرهاب.

مصر: التفجيرات الإرهابية تثير الشكوك عن استعداد الجماعات الإرهابية في ليبيا للحوار
ودانت مصر «بكل قوة» التفجير الذي وصفته بأنه «انتهاك سافر للقوانين والأعراف الدولية وحرمة مقار البعثات الدبلوماسية ويسيء للعلاقات التاريخية وروابط الدم التي تجمع بين مصر وليبيا وشعبيهما الشقيقين».

كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية على أن هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية إنما تستهدف المساس بتطلعات الشعب الليبي في الحرية والاستقرار والأمن، وتقوض عملية بناء مؤسسات الدولة في ليبيا، فضلاً عما تمثله من تدمير للجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار من قبل الحكومة الليبية. وأضاف أن هذه التفجيرات الإرهابية الخسيسة تثير الشكوك عن الاستعداد للحوار من قبل جماعات إرهابية تعتمد علي العنف لتحقيق أهداف سياسية، وهو الأمر في نفس الوقت الذي يعزز من مصداقية مبادرة دول الجوار الجغرافي لليبيا والتي تم تبنيها في القاهرة في 25 أغسطس 2014 وما تتضمنه من عناصر واجبة التحقيق لضمان مصداقية أي حوار يؤدي إلي حل سياسي للأزمة الليبية.

الجزائر تعارض التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا
وفي سياق متصل بجريدة «الخبر» الجزائرية، تحت عنوان «الجزائر تعارض المواجهة بين الليبيين وضد التدخل العسكري الأجنبي»، لم يخف الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، قلق بلاده إزاء ما يجري في ليبيا، مجددًا إرادة الجزائر في الحفاظ على وحدة وسيادة هذا البلد الشقيق، في حين قال المبعوث الخاص الأممي إلى ليبيا إن الجزائر تضطلع بدور محوري بسبب موقفها الداعي إلى الحوار السياسي والرافض لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا.

وذكر مساهل، عقب استقباله للمبعوث الأممي إلى ليبيا، أمس، أن الأجندة تتمثل في «حمل الفاعلين الليبيين، باستثناء الجماعات الإرهابية المعروفة بهذه الصفة، إلى البحث عن حوار سياسي وتنظيم إجماع دولي»، مذكرًا أنه هناك «اتصالات» مع الفاعلين الليبيين المحليين والدوليين.

وحسب مساهل، فإن الجهود موجهة نحو البحث عن هذا الحل، و«هناك مسألة وقت لابد من استغلالها في التشاور، ومن خلال مسار سيؤدي إلى إطلاق مسار إعادة البناء، ولو في إطار انتقالي لمؤسسات تمثيلية يمكن أن تتكلم باسم الشعب الليبي».

وأشار مساهل، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، إلى الطابع «المعقد» لهذا الملف، واصفًا العمل الذي أحرزته الجزائر مع الأمم المتحدة من أجل تسوية الأزمة في ليبيا بـ«المتكامل»، مضيفًا أنه «في حال عدم التوصل إلى حل سريع قد نتوجه نحو انزلاق ستكون له انعكاسات ليس على الشعب الليبي فحسب، بل على كل دول الجوار».

من جهته، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون، أن الجزائر تضطلع بدور «محوري» في تسوية الملف الليبي كونها تغلب «الحوار السياسي».

وأوضح ليون أن «الجزائر تضطلع بدور محوري في تسوية الملف الليبي بسبب موقفها الذي يغلب الحوار السياسي بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي»، مضيفًا أن «الجزائر تعارض المواجهة بين مختلف الفاعلين الليبيين، وهي ضد التدخل العسكري الأجنبي».

وبعد أن شكر الجزائر على «دعمها الأساسي» للأمم المتحدة، أكد المبعوث الخاص إلى ليبيا على الموقف «المتميز» للجزائر إزاء هذا الملف، بالنظر إلى كونه يخص دولة مجاورة. وأشار ليون إلى أن «الجزائر تملك كل المؤهلات لتكون بلدًا هامًا بأبعادها العربية والإقليمية والإفريقية والدولية».

مصر تؤكد التقدم في مشروع الربط الإلكتروني مع وزارة العمل الليبية
وعن العمالة المصرية في ليبيا، نقلت صحيفة «الأهرام»، عن الدكتورة ناهد عشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة المصرية، قولها إن مشروع الربط الإلكتروني مع وزارة العمل الليبية قُطع فيه شوطًا كبيرًا، وسوف يسهم عند الانتهاء منه في حصر العمالة المصرية المتواجدة على الأراضى الليبية، والذي يتطلبه السوق الليبية مستقبلاً.

وقالت الوزيرة، خلال لقائها وزير العمل الليبي الدكتور مسعود قاسم، إن الربط عند انتهاء مراحله سيسهم في حل مشاكل العمالة المصرية، مشيرةً إلى أنه سيتم استقدام العمالة التي تحتاجها الشركات والمنشآت الليبية من خلال الربط بالاتفاق مع المكتب العمالي المصري بالسفارة أو القنصلية في ليبيا دون تدخل السماسرة.

وطالبت الوزيرة بالتنسيق المسبق مع الحكومة الليبية لتحديد الأماكن الخطرة التي يحظر على المصريين التواجد داخلها لتوعيتهم بعدم التوجه إليها.

وقال وزير العمل الليبي: «إن الفترة المقبلة سوف تشهد الطلب على أعداد كبيرة من العمالة المصرية عندما تستقر الأوضاع، وأن مطار طبرق خارج نطاق سيطرة الحكومة الليبية، والجيش الليبي بدأ السيطرة على مجريات الأمور فى ليبيا، ونظرًا للظروف الأمنية، فإننا ندقق أكثر في بيانات الوفدين بمن فيهم العمالة المصرية».

لقاءات الثني في السعودية
ونقلت جريدة «الشرق الأوسط»، ما تم من لقاء بين الأمير مقرن بن عبد العزيز ورئيس وزراء ليبيا بشأن العلاقات بين البلدين، حيث بحث الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، في قصره، يوم أمس، بالعاصمة الرياض، مع عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها.

ورحب الأمير مقرن، في بداية الاستقبال، برئيس الوزراء الليبي الذي يزور الرياض حاليًا، متمنيًا له ولمرافقيه طيب الإقامة، في حين أعرب رئيس الوزراء الليبي، من جهته، عن سعادته بزيارته للرياض ولقائه ولي ولي العهد.

وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.

كما استقبل الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، في مكتبه أمس أيضًا، رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، وجرى خلال الاستقبال بحث ما يهم أمور المنطقة، والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. كما استقبل الثني، بمقر إقامته، الأمير خالد بن بندر رئيس الاستخبارات العامة، وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وحضر الاستقبالات اللواء محمد الهادي الدايري وزير الخارجية والتعاون الدولي في ليبيا، واللواء عبد الرزاق الناظوري رئيس الأركان في ليبيا، ومحمود بوباهية مستشار رئيس الوزراء الليبي، ومحمد العلي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ليبيا، وعبد الباسط البدري السفير الليبي لدى السعودية.