كشف مصدر بالاتحاد الأوروبي لـ«بوابة الوسط» عن «أن أي تدابير وإجراءات قسرية ضد فرقاء الأزمة الليبية ستشمل طرفي النزاع دون شك، ولكنها ستركز على الذين يعيقون الحوار بشكل مباشر»، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات ستشمل أيضًا الذين يقومون بتدمير مرافق الدولة، وعلى الذين ينتهجون العنف والتطرف أو يحرضون على العنف والكراهية أيضًا.
وأشار إلى «عمق الصدمة» المترتبة على تدمير المعالم الحضارية والثقافية في ليبيا، وإلى المخاوف أيضًا من انتشار التطرف في شرق البلاد.
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه: إن الوضع الأمني في طرابلس يعتبر آمنًا ظاهريًا، ولكن بعض التقارير تشكك في ذلك، وإن خنقًا للحريات يبدو للعيان.
وأضاف «أن الاتحاد الأوروبي الذي واكب التحولات في ليبيا بشكل نزيه وإيجابي خلال السنوات الأخيرة، بعيدًا عن التدخل في شؤونها، يجد نفسه عاجزًا على تقديم الدعم الذي كان يريده لبناء المؤسسات الأمنية والمدنية في البلاد، وتأهيل الليبيين على الحكم الرشيد وحسن الإدارة والنهوض بالاقتصاد الوطني».
وأوضح أن الصعوبة الرئيسة في مساعدة ليبيا على بناء أجهزتها الأمنية تمثلت في التغييرات السريعة على الحكومات المتعاقبة في البداية، ثم سيطرة المجموعات المسلحة على المقدرات الأمنية، وأخيرًا دخول البلاد في دوامة العنف الحالية، لافتًا إلى أن الخطط كانت ولا تزال موضوعة وجاهزة.
وشدد على أن الوضعية الإنسانية في ليبيا بلغت وفق التقارير الواردة إلى بروكسل وضعية لا يمكن تحملها، وأن أطرافًا محددة تمنع وصول الإغاثة وأن جميع المنظمات غير الحكومية الأجنبية غادرت البلاد، مؤكدًا أن ليبيا بحاجة ماسة إلى المساعدة والعون.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية ربما تمتلك مقاربات مختلفة للوضع الليبي، لكنها متفقة على أهمية ليبيا «للأمن القومي الأوروبي»، ومتفقة على ضرورة أن يكون الحوار الحل الوحيد للأزمة ومتفقة على أنه يجب احترام إرادة المواطنين وخيراتهم.
وأن بعثة الاتحاد الأوروبي وهياكله وأنشطته لن تعود في الوقت الجاري إلى طرابلس، وأن توافقًا أوروبيًا حصل في هذا الشأن.
وأشار إلى أن التنسيق الأوروبي يتم مع الولايات المتحدة ودول أخرى، وقال: «نحن ندرك مدى ثقل التدخل الأجنبي في ليبيا ومن الأطراف جميعًا، ونرى أيضًا الدور الهدام الذي يلعبه بعض الأطراف الإقليمية في الصراع الليبي».
وكشف أن الاتحاد الأوروبي وضع هذا الجانب من التعامل مع الأزمة الليبية في جميع اتصالات دوله مع الأطراف الخارجية التي تتدخل في ليبيا.
وأشار المصدر إلى أهمية جهد الجزائر وجهد الاتحاد الأفريقي في السعي إلى مساعدة ليبيا، ولكنه لفت إلى أنه لا أوهام تذكر بشأن مثل هذه الجهود حاليًّا بسبب الاستقطاب الشامل على حد تعبيره.
تعليقات