قال رئيس أركان الجيش الوطني اللواء عبدالرازق الناظوري إنَّ حلف «الناتو» دمَّر، خلال أحداث فبراير 2011 ضد نظام معمر القذافي، أكثر من 90 % من قدرات الجيش، الذي يعمل حاليًا على إعادة بناء قدراته لإنقاذ الدولة من الفوضى، وطرد المتطرفين الليبيين والأجانب.
وأكد الناظوري، في حوار لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ ليبيا توجد بها قوتان، قوة الجيش وأخرى غير شرعية، مؤكدًا أن قوة الدروع التي جرى تشكيلها من جماعة الإخوان المسلمين كانوا يهدفون في الثلاث سنوات الماضية التي هيمنوا فيها على السلطة إلى تهميش الجيش الليبي.
وبسؤاله عن عتاد قوات الدروع والمجموعات المسلحة، قال الناظوري إنَّ المجموعات المسلحة تعتمد على تسليح خارجي، مؤكدًا أن الجيش الليبي يمتلك صورًا لسفن تركية ترسو في ميناء مصراتة وطائرات تهبط في مطار معيتيقة، متهمًا قطر وتركيا بتسليح المجموعات المسلحة.
عدد المسلحين
وعن عدد العناصر المنخرطة في الكتائب والمجموعات المسلحة، قال رئيس أركان الجيش الليبي إنّ هناك حوالي 16 ألفًا من الخارجين عن القانون ممن أطلق القذافي سراحهم من السجون أثناء ثورة 17 فبراير، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف مقاتل، إلى جانب مجموعات من الشباب الصغار والعاطلين عن العمل، مؤكدًا أنَّ المتطرفين في ليبيا لا يزيد عددهم على ثلاثة أو أربعة آلاف.
وأضاف أنَّ عدد المقاتلين الأجانب كبير يصل إلى ستة آلاف مقاتل في درنة وبنغازي وطرابلس، مؤكدًا أنَّ الجيش الليبي دخل الجزء الشرقي من بنغازي ويحاصر درنة، مضيفًا: «ولدينا معلومات دقيقة عن أماكن تمركز الإرهابيين».
الوضع في طرابلس
أما عن طرابلس فقال الناظوري إن الوضع هناك صعب، بسبب نزوح نصف سكان طرابلس، كما أن العاصمة مدينة كبيرة ومترامية الأطراف، وجنود الجيش موجودون في المنطقة الغربية والجبل الغربي، بينما بدأت قوات من قوات فجر ليبيا توزيع عناصرها في وسط البلاد والجنوب، بحسب قوله.
وتابع أن القائدين «الجهاديين» الجزائريين بلمختار وعبدالكريم ومن معهما لهم نشاط ملحوظ، وجرى رصدهم أكثر من مرة ومعهم تونسيون وجزائريون، مؤكدًا أنَّ الانتحاري الذي فجّر نفسه قبل يومين في بنغازي تونسي الجنسية.
وبالنسبة للمجتمع الدولي والمساعدات المقدمة للجيش الليبي، أضاف الناظوري: «جرى تدمير الجيش الليبي في أحداث 17 فبراير، وتم تدمير البنية التحتية الأساسية للجيش، وتم تدمير كل الأسلحة من دبابات ومدفعية وطائرات، والطائرات الحربية التي نطير بها لا يزيد عددها عن طائرتين أو ثلاثة».
وجود داعش
وعن «داعش»، أكد الناظوري أنَّ هناك عناصر لتنظيم «داعش» في الأراضي الليبية، قائلاً: «كنا نأمل من العالم بدلاً من أن يحشد 50 دولة على حرب داعش في العراق وسورية كان ينبغي عليه أن يضع داعش في ليبيا في الاعتبار، خاصة بعد أن أعلنت المجموعات المتطرفة في درنة مبايعتها ﻷبو بكر البغدادي، كما توجد في درنة مجموعات من بوكو حرام».
ومضى الناظوري قائلاً: «أتوقع أنه خلال سنة من الآن سنكون قد تمكنا من بسط الأمن في كل ليبيا وتطهيرها من المتطرفين».
وعن الاتهامات الموجّهة لمصر والإمارات بالمشاركة في عمليات قصف بليبيا، قال الناظوري إنَّ هذا تزييف من جماعة الإخوان المسلمين و«كذب وافتراء»، لا دخل لمصر أو الإمارات بالقصف، فطائرتنا هي من تقصف مواقع المتطرفين.
تعليقات