Atwasat

تحليل إيطالي يحذر من تهديد الانقسام السياسي لوحدة ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 28 سبتمبر 2022, 09:00 مساء
WTV_Frequency

حذر المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية من استمرار تأثير الانقسام السياسي في ظل وجود حكومتي عبد الحميد الدبيبة، وفتحي باشاغا، على وحدة البلاد، مؤكدًا أن هذا الوضع يؤثر بشكل كبير على السياسة الداخلية لمختلف الأطراف، وكذلك الديناميكيات المرتبطة بالتحالفات مع لاعبين إقليميين ودوليين في ليبيا.

قيادة مؤسسة النفط
واستعاد المعهد في تحليل للباحثة فيديريكا سايني فاسانوتي، نُشر يوم 25 سبتمبر الجاري، قضية استبدال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله بفرحات بن قدارة، والتطورات المتلاحقة، بعدما كان معظم الفاعلين الدوليين قلقين بشأن المؤسسة، مبينًا أن الرئاسة الجديدة للمؤسسة الوطنية للنفط تبحث عن تقديم نفسها بطريقة موثوقة داخليًا ودوليًا لتعزيز سلطتها، وكذلك لتوسيع سيطرتها على المؤسسة مرورًا بفروعها. وعلى الرغم من أن الجهات الفاعلة الخارجية تحتفظ ببعض الشكوك تجاه بن قدارة، على وجه التحديد بسبب علاقاته مع «القيادة العامة»، فإن عدم وجود احتجاج قوي ضد استبدال صنع الله يشير إلى أنه على المدى القصير، يمكن للمجتمع الدولي أن «يلين» فيما يتعلق به.

ورجحت الباحثة أن تواصل قيادة المؤسسة الوطنية للنفط أنشطة الترويج الذاتي لزيادة سلطتها داخل البلاد وتجاه الجهات الفاعلة الدولية، فمن المؤكد أن درجة مصداقيتها ستعتمد على الاستقرار في إنتاج النفط والحياد السياسي الذي سيكون قادرًا على إثبات ذلك. كما اعتبرت حقيقة أن الإنتاج قد عاد إلى المستويات السابقة للحصار، تبقى استدامة هذه الزيادة غير مؤكدة إلى حد كبير، نظرًا للصراع الواضح في المشهد السياسي الليبي.

ومع ذلك يمكن أن يؤدي إلى تنشيط قطاع الطاقة، مما قد يمهد الطريق لمشاريع واستثمارات جديدة. ففي 9 أغسطس الماضي التقى الدبيبة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، وبن قدارة، ورؤساء هيئات ووزراء آخرين. وركز الاجتماع على تحديد موازنة المؤسسة الوطنية للنفط بهدف تحقيق استخراج مليوني برميل يومياً، لكن لم يحدد أحد كيفية تحقيق هذه الأرقام. علمًا بأن صنع الله نفسه واجه عديد الصعوبات في الوصول إلى 1.2 مليون برميل.

- تقرير: 3 دول فاعلة أقل قلقا بشأن تأجيل الانتخابات.. وواشنطن لعبت لعبة مختلفة في ليبيا
- تقرير أميركي: بوتين وإردوغان يؤججان الصراع الليبي ثم يتصالحان

هل يعبر باشاغا إلى العاصمة؟
وسياسياً أشار المعهد، إلى تهديدات فتحي باشاغا الذي سئم - كما تقول الباحثة - عرقلة الدبيبة لبرنامج حكومته، وقال مرارًا إنه مستعد لدخول العاصمة بمساعدة الجيش، وتزعم عديد المصادر أن مثل هذه الخطوة ممكنة.

ومن ناحية أخرى، فإن التوترات بين «الميليشيات» داخل العاصمة يمكنها دفع السكان لقبول تسوية باشاغا، إذا كان ذلك بمثابة درء شبح حرب أهلية جديدة.

وفي السياق، يعتقد الكثيرون أنه في الأسابيع المقبلة قد يحاول باشاغا العودة إلى طرابلس، فإذا استمر في مواجهة معارضة الدبيبة، فإنه أيضًا على استعداد لاستخدام القوة. ومن جهته، شكل الدبيبة في الأيام الأخيرة تحالفًا جديدًا يضم المجموعات المسلحة بهدف تعزيز موقعه في العاصمة.

الفاعلون الخارجيون الرئيسيون في ليبيا
وعرجت الباحثة الإيطالية إلى الفاعلين الخارجيين الرئيسيين في ليبيا، وأولهم تركيا التي عززت في الأشهر الأخيرة سياستها الخارجية، التي تعتقد أنها حققت عديد النجاحات، ليس فقط في طرابلس، بعدما أظهرت أنقرة رؤية معينة في تطوير استراتيجية متوسطة وطويلة المدى، وهو أمر بدأ مع نهاية العام 2019، عندما طلبت حكومة الوفاق الوطني آنذاك، برئاسة فائز السراج، المساعدة والتوقيع على اتفاقيتين أمنية وبحرية، بين البلدين، مهد لبسط نفوذ أنقرة أكثر على المستويين العسكري والسياسي في العاصمة ومحيطها.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه أنقرة اهتمامها بطرابلس التي كانت دائمًا أرضًا مفضلة لتركيا، شرعت أنقرة في حوار مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وممثليه في طبرق بفضل دفعة تعاونية جديدة مع مصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية.

ليبيا جزء من خطة تركية أوسع
وفي نظر المعهد، فإن الموقع الجغرافي لليبيا داخل المنطقة المغاربية، خاصة البحر الأبيض المتوسط له أهمية كبيرة لتركيا، وقد يعني وجود دور بارز في الدولة أيضاً بإمكانية التحكم في تدفقات الهجرة التي تنتقل من السواحل الأفريقية إلى السواحل الأوروبية، خاصة الإيطالية. لذلك فإن الموضوع أكثر حساسية مما قد يبدو، باعتبار أن ليبيا جزء من خطة أوسع بكثير من قبل الرئيس طيب رجب إردوغان، التي تعتبر تركيا جزءًا أساسيًا من التوازنات العالمية.

الوجود الروسي.. ورقعة الشطرنج
روسيا بدورها ما زالت موجودة في ليبيا كما هو الحال في عشرين دولة أفريقية أخرى، ويقدَّر عدد مقاتليها الإجمالي بخمسة آلاف شخص، وبشكل غير رسمي من خلال مجموعة «فاغنر»، على الرغم من تقليص طفيف في أعدادهم بسبب الحاجة إلى أفراد عسكريين في أوكرانيا. في حين يعتبر وجودهم خاصة فيما يتعلق بما يحدث في أوكرانيا تهديدًا للمصالح الأوروبية على رقعة الشطرنج، لا سيما في المنطقة التي تمتد من المغرب العربي إلى الساحل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
«جنايات طرابلس» تقضي بالسجن عامًا لثلاثة مسؤولين سابقين في وزارة الصحة
«جنايات طرابلس» تقضي بالسجن عامًا لثلاثة مسؤولين سابقين في وزارة ...
شركة مليتة تعيد تأهيل بئرين بحقل أبوالطفل
شركة مليتة تعيد تأهيل بئرين بحقل أبوالطفل
تسليم شحنة أدوية لمستشفيات ومراكز صحية في الجنوب
تسليم شحنة أدوية لمستشفيات ومراكز صحية في الجنوب
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم