Atwasat

ساركوزي-القذافي: تفاصيل أرشيف رقمي جديد لمساعد الرئيس الفرنسي السابق يخرج إلى الواجهة

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأربعاء 21 سبتمبر 2022, 07:02 مساء
WTV_Frequency

وضعت المصالح القضائية الفرنسية يدها على وثائق جديدة تورط أكثر الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية حصوله على تمويل خفي لحملته الانتخابية من طرف العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وهذه المرة الأدلة رقمية.

وكشف موقع «ميديا بارت» الفرنسي، اليوم الأربعاء، أن الوثائق تشوه سمعة جزء من دفاع الرئيس السابق بشبهة تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية العام 2007. وتؤكد هذه الاكتشافات وجود صلات بين محيط ساركوزي ورجال أعمال متعددي الإدانات.

ونشر موقع «ميديا بارت» الفرنسي أدلة جديدة منها قرص صلب ومفتاح تخزين المعلومات «يو إس بي» وهو ما يكفي لتدمير أحد خطوط دفاع نيكولا ساركوزي في قضية تمويل معمر القذافي لحملته الانتخابية العام 2007.

حصول ساركوزي على 440 ألف يورو من الأموال الليبية
وفي تفاصيل التمويل الليبي المزعوم، تثبت الوثائق وفقًا للاستقصاء الذي قام به الموقع الفرنسي أن رئيس الجمهورية السابق كان بالفعل على اتصال منتظم مع مساعده السابق تييري جوبير، وحصل قبل حملة 2007 على 440 ألف يورو من الأموال الليبية. لكن نيكولا ساركوزي نفى دائمًا، أمام القضاة أو في الصحافة، وجود أي اتصال مع رجل الأعمال بعد العام 1996.

وبدأ كل شيء في يونيو، كما يقول «ميديا بارت»، عندما اكتشف المحققون، في الخزائن قرصًا صلبًا ومفتاح تخزين معلومات جرى ضبطهما في العام 2011 كجزء من قضية كراتشي. ويحتوي جهاز الكمبيوتر على المحفوظات الشخصية لتييري جوبير، المتهم بـ«ارتباط إجرامي» في التمويل الليبي غير القانوني المحتمل لحملة نيكولا ساركوزي للرئاسة في العام 2007 عن طريق الأموال التي يُزعم أنه دفعها مقربون من القذافي.

- صفقة «إيرباص» مع القذافي تجر متهمين جددًا في تمويل حملة ساركوزي
- محكمة فرنسية تؤكد تمويل القذافي لوزير داخلية ساركوزي
- سجن ساركوزي عامًا بتهمة التمويل غير القانوني لحملته الرئاسية

ويكشف الفحص الذي أجراه عملاء مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية الفرنسية أن الأحرف الأولى ليست غامضة، حيث تشير إلى حرفي «ان» و«إس» وهو اسم نيكولا ساركوزي، وفيها حالات متعددة «هدية..عشاء.. تعيين» وهكذا. ومن خلال هذه المحفوظات فإن «كل الدبلوماسية الموازية والشؤون الغامضة لحكومة ساركوزي تظهر مثل القطع المفقودة من أحجية كبيرة»، كما كتب الصحفيون الذين أعدوا التحقيق.

أدلة مادية تعزز تلقي ساركوزي تمويلا من ليبيا
وحسب مذكرة كانت مؤرخة في يناير 2006 بعنوان «حملة إن إس» مرتبطة برسالة بريد إلكتروني تمنّى فيها «رحلة سعيدة» إلى زياد تقي الدين، الوسيط و«حامل الحقائب» أثناء قيامه برحلة من طرابلس إلى باريس.

وثيقة أخرى «تثبت ماديًا التفاعلات السرية» لوزيري ساركوزي السابقين كلود جيان وبريس أورتفو (وكلاهما متهمان في القضية) مع زياد تقي الدين وتيري جوبير. وتابع: «ميديا بارت» أن الاجتماعات مدعومة بشهادات عديدة، ولكن جرى تأكيدها برسالة بريد إلكتروني ومذكرة، مؤرخة أيضًا العام 2006. يتذكر «ميديا بارت» أن «التحقيق القضائي قد أظهر بالفعل أن حملة نيكولا ساركوزي الرئاسية كانت مليئة بالنقود التي لم يتم إعلانها للسلطات الرقابية». وبالتالي، تعزز هذه العناصر خيوط المحققين فيما يتعلق بالدائرة التي كانت الأموال من ليبيا ستصل من خلالها إلى أيدي الرجال الأقوياء في حملة نيكولا ساركوزي الرئاسية العام 2007.

اتصالات متكررة بين وسطاء ساركوزي والقذافي
ولم تتبخر روابطهما بعد انتخاب مرشح حزب ا«لاتحاد من أجل الحركة الشعبية». كما تكشف أرشيفات تييري جوبير الرقمية على العكس من ذلك، اتصالات متكررة في سرية تامة بين وسطاء ساركوزي وزياد تقي الدين، والأخير أعد التقارب بين الرئيس الجديد والرئيس الليبي معمر القذافي، الذي اغتيل العام 2011. والذي نصب خيمته في ديسمبر لدى زيارته فرنسا 2007 على ضفاف الإليزيه.

ويتابع موقع ميديا بارت: «لقد أثبتت أرشيفات جوبير أنه، على عكس المسافة التي يريد ساركوزي الآن وضعها مع تقي الدين، كان الوسيط بالفعل في قلب آلة الإليزيه في ليبيا». ونقلت وسائل الإعلام عن رسالة من الأخير أرسلها في العام 2009 إلى تييري جوبير تتعلق باجتماع سري بين كلود جيان ونجل القذافي سيف الإسلام (مطلوب منذ العام 2011 من قبل المحكمة الجنائية الدولية، للاشتباه بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية») وكذلك على «اجتماعات سرية مع المدعو (ب)، الذي يمكن أن يكون بريس أورتفو بحسب المحققين».

ومما لا شك فيه أن هذه المحفوظات التي اكتشفتها الشرطة، ستغذي الإجراءات التي بدأت في قضية التمويل الليبي لحملة العام 2007، التي يشارك فيها قادة سياسيون على أعلى مستوى والعديد من المتعاونين.

ونقلًا عن مقال «ميديا بارت»، لم يرغب تييري جوبير ولا نيكولا ساركوزي في الإجابة عن الأسئلة والحقائق التي كشفتها وسائل الإعلام. ومن الإجابات المختصرة لبريس أورتفو أشار إلى التنديد «رسميًا لسنوات بالأخطاء» (دون تحديدها)، وكلود غيان، الذي ينفي أي «معرفة بأن تييري جوبير كان يقف وراء أي شيء سواء كان في العلاقات مع ليبيا» وزعم أنه «لم يرَ أو يسمع قط عن تمويل ليبي».

ومن بين عديد الأشخاص المشتبه في تورطهم، هناك على وجه الخصوص لائحة اتهام ضد نيكولا ساركوزي بـ«الفساد» و«التمويل غير القانوني للحملة الانتخابية» و«إخفاء اختلاس الأموال العامة»، بريس أورتفو متابع بتهمة «تمويل حملة غير مشروعة»، فيما تشمل لائحة اتهام كلود غيان عشرات الجرائم المحتملة بما في ذلك «الفساد»، و«إخفاء اختلاس الأموال العامة»، و«التمويل غير القانوني للحملة الانتخابية» و«غسل الأموال» و«التهرب الضريبي».

بشير صالح: ساركوزي طلب شخصيا من القذافي تمويل حملته الرئاسية
وفي موضوع آخر للموقع الفرنسي، الأربعاء، بحسب المعلومات التي حصل عليها من العدالة الفرنسية، فقد أكد المسؤول الليبي السابق في حقبة النظام السابق بشير صالح للقضاة الليبيين أن نيكولا ساركوزي طلب شخصيًا من معمر القذافي تمويل حملته الرئاسية، وشهد مسؤولان آخران في النظام في هذا السياق. ولسنوات أكد «العلبة السوداء» لمعمر القذافي بشير صالح أنه لا يعرف شيئًا.

وبحسب «ميديا بارت» فقد جرى الاستماع إليه من القضاة وهو لاجئ في دبي، بعد نجاته من هجوم مسلح غامض في جنوب أفريقيا. وفي هذه المرة أكد أنه جرى إبلاغه بطلب الرئيس الفرنسي الأسبق شخصيًا الحصول على دعم مالي من معمر القذافي، حتى لو كان لا يزال يرفض تجريم نفسه بالفساد المزعوم.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«هذا المساء» يناقش نتائج قمة تونس.. مخاوف ثلاثية وهواجس مغاربية؟
«هذا المساء» يناقش نتائج قمة تونس.. مخاوف ثلاثية وهواجس مغاربية؟
منشآت دراسية جديدة بجامعة سرت
منشآت دراسية جديدة بجامعة سرت
إشادة أميركية بدور مفوضية الانتخابات لتعزيز المشاركة الشاملة
إشادة أميركية بدور مفوضية الانتخابات لتعزيز المشاركة الشاملة
اختتام ورشة عمل حول تعزيز قدرات صون التراث الثقافي غير المادي
اختتام ورشة عمل حول تعزيز قدرات صون التراث الثقافي غير المادي
لماذا يرفض عطية الفيتوري سحب الخمسين دينارًا؟
لماذا يرفض عطية الفيتوري سحب الخمسين دينارًا؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم