Atwasat

جريدة «الوسط»: الملف الليبي إلى طاولة «برلين 3»

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 16 سبتمبر 2022, 08:54 صباحا
WTV_Frequency

الملف الليبي يتحرك هذه الأيام، ضمن حراك سياسي إقليمي دولي، للبحث عن مخارج سياسية للأزمة الليبية التي قد يختزلها البعض حالياً في الصراع الدائر حول شرعية السلطة بين حكومتين، إحداهما ولدت في جنيف، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والأخرى أنتجها مجلس النواب، وعلى رأسها فتحي باشاغا، في انتظار رؤية «دخان أبيض» يعقب كل هذا الحراك، قد تأتي تباشيره وفق المتفائلين مع قمة «برلين 3» المرتقبة، فيما عادت إشكالية الإنفاق المالي إلى الواجهة مع انتقادات ومخاوف أميركية من استغلاله لصالح جماعات مسلحة، إذ كانت معادلة من يسيطر على النفط وخزائن المصرف المركزي يحكم يده على مفاتيح السلطة، هي محور الصراع في الحالة الليبية خلال السنوات الأخيرة، وربما من هذا المفهوم جاءت انتقادات وزارة الخارجية الأميركية لحكومة الوحدة الوطنية بخصوص «غياب التفاصيل الكافية عن مشروعات وعمليات الإنفاق، وعدم إتاحة هذه المعلومات للجمهور، وغموض مصدر تمويل صندوق الثروة السيادية أو نهجه العام»، ضبابية قد تغطي عملية تحويل «الأموال العامة إلى الميليشيات والجماعات المسلحة»، حسب إحاطة قدمتها مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وعبرت عن مخاوفها خلال لقائها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير في تونس أخيراً.

حكومة الدبيبة في مرمى الانتقادات
ويرى متابعون للشأن الليبي أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة عمد إلى تعزيز قبضته على العاصمة باستمالة المجموعات المسلحة لصفه عبر تقديم «دعم سخي» لها.
وأتاحت الشهادة الأميركية عن الشفافية المالية لباشاغا فرصة مهاجمة الدبيبة وما يعتبرها «الحكومة المنتهية الولاية» الغارقة من باب الفساد المالي، متعهداً من خلال سلسلة تغريدات على «تويتر» بإنهاء هذه الممارسات والتركيز على مبدأي المحاسبة والشفافية.

فيما وضعت حكومة الدبيبة نفسها أمام موجة انتقادات تسببت فيها قراراتها منح أراض بمساحات غير مسبوقة في العاصمة طرابلس لكل من الإمارات العربية المتحدة، وقطر، وتركيا، والولايات المتحدة، لإقامة سفارات لها عليها، وفسرها منتقدوها بأنها خطوة لكسب ود أطراف مؤثرة في الملف الليبي، واعتبروها خطوة غير مبررة، وليست من مهام وأولويات هذه الحكومة.

وفي السياق، ذهب الدبيبة إلى العاصمة داكار بعد أيام من تعيين السنغالي عبدالله باتيلي مبعوثاً أممياً جديداً إلى ليبيا طلباً لدعم رئيس السنغال وهو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ماكي صال، خاصة وأن حكومة الوحدة سبق لها أن رفضت تولي هذه الشخصية رئاسة البعثة بسبب اعتقادها «انحيازه» إلى سلطات الشرق الليبي. لكن الدبيبة قال إن الانتخابات لن تكون مكتملة دون لقاء رئيس الاتحاد الأفريقي وتنسيق المواقف معه.

تحركات دبلوماسية لحل الأزمة 
وكانت الدوحة محطة مهمة ضمن مسار الحراك السياسي، حيث استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدبيبة، ليلتقي بعدها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بعد خصومة استمرت سبع سنوات، وأعرب عقيلة عن «التفاؤل الشديد» بنتائجها، مضيفاً أنه لمس «حرصاً من القيادة القطرية على تسوية الخلافات في ليبيا بالطرق السلمية، وهي قيادة منفتحة على كل الليبيين وحريصة على عودة ليبيا من جديد دولة آمنة مستقرة»، دون الكشف عن تفاصيل محورية.

العدد «356»: حراك سياسي.. وأول حكم بإعدام ليبي مرتد

جاء هذا عقب محاولات أنقرة التي تحتفظ بوجود على الأرض في غرب البلاد، إحداث توازن في علاقاتها بين طرفي الصراع، غير أنها لا تخفي تمسكها بدعم حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، وكشف وزير الخارجية التركي، تشاوويش أوغلو، في أنقرة الأربعاء أن بلاده تسعى لإقامة علاقات مع مختلف الأطراف في ليبيا من منطلق حرصها على تحقيق الأمن والاستقرار، وأن وفداً برلمانياً تركياً سيزور شرق وغرب ليبيا قريباً.

في هذه الأثناء كان المبعوث الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، يجري لقاءات في ليبيا بدءاً من المجلس الرئاسي، إلى رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر، حيث جرت الإشارة إلى أهمية المسار الدستوري للوصول إلى انتخابات تعبد الطريق نحو مؤسسات دائمة.

الترتيب لعقد «برلين 3»
وبشأن التحركات الجارية من أنقرة إلى الدوحة والقاهرة وبرلين، يتردد الاتجاه إلى تعديل حكومي على السلطة التنفيذية للدبيبة مع الاحتفاظ بمنصبه، شريطة حصول عقيلة صالح على رئاسة المجلس الرئاسي تمهيداً لإجراء انتخابات برلمانية أولاً خلال أشهر. وفي الاجتماع الأخير في برلين جرى طرح خيار اختيار قادة ليبيين جدد يمثلون مختلف الأطراف الرئيسية لصياغة القاعدة الدستورية.

ولم يكن المجلس الرئاسي بعيداً عن هذا الحراك، إذ أجرى عضو المجلس موسى الكوني،  لقاءات مع سفراء أجانب داعياً إلى ضرورة عودة البلاد إلى نظام اللامركزية في الحكم، «بما يضمن تفتيت المركزية بالعاصمة طرابلس»، ما يسهم في إنهاء حالة الانسداد السياسي، الأمر الذي يصعب تطبيقه في ظل غياب دستوري توافقي مستفتى عليه من قبل الشعب.

ويأتي الحديث حول الترتيب لعقد مؤتمر «برلين 3»، ليكون ذروة الحراك السياسي القائم، بالنظر إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا استكمالاً لدورها السابق، وكشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مساء الأربعاء، عن إشارة وزارة الخارجية الألمانية إلى أنها تدرس إمكانية إعادة إحياء مؤتمر برلين، قائلاً: «أنا أشجع هذا بشدة، مسار برلين كان أفضل أداة دولية كانت لدينا، وللأسف لم نتمكن من ترجمة ذلك لحل مكتمل»، وحدد غوتيريس، ثلاثة تحديات رئيسة تحول دون إحراز تقدم في الملف الليبي، وهي ضمان السلم بين أطراف الأزمة شرقي وغربي ليبيا، ووقف أعمال العنف، إلى جانب دعم كل الأطراف الخارجية المنخرطة في الصراع عملية التسوية حتى يجري إجراء انتخابات مشروعة يقبلها الجميع».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
السفير التركي: عازمون على تطوير علاقاتنا مع ليبيا
السفير التركي: عازمون على تطوير علاقاتنا مع ليبيا
توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز تعاون النقل الجوي بين ليبيا وتركيا
توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز تعاون النقل الجوي بين ليبيا وتركيا
الخطوط التركية: رحلات جوية قريبًا إلى مصراتة وبنغازي
الخطوط التركية: رحلات جوية قريبًا إلى مصراتة وبنغازي
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم