دعا الأمین العام لاتحاد المغرب العربي الطیب البكوش، اليوم الإثنين، إلى «صیاغة خطة سلام في لیبیا»، معبرًا عن تفاجئه باندلاع أزمة جديدة بين تونس والمغرب بعدما انتقد إهدار الأولى فرصة الوساطة بين الجزائر والرباط.

ودون أن يعرج على أعمال العنف بطرابلس، قال البكوش في بيان، إنه «في ھذا الوقت الذي سعینا فیه (الاتحاد المغاربي) لنصح تونس بالقیام بمبادرة صلح، إثر قطع العلاقات بین الجزائر والمغرب، ثم لعقد اجتماع مغاربی بين وزراء خارجية الدول المغاربية والأمین العام لصالح الحل السیاسي في لیبیا، رأينا بكل أسف وألم فرصة أخرى تھدر وتغیب فیھا المبادرة بمناسبة انعقاد القمة الیابانیة الأفریقیة الثامنة بتونس التي انتھت أشغالھا یوم 28 أغسطس 2022».

- شاهد في «وسط الخبر»: «الاتحاد المغاربي» يحاول الوساطة في ليبيا.. فهل ثمة إمكانية؟
- البكوش يدعو دول «الاتحاد المغاربي» لعقد اجتماع عاجل بشأن ليبيا

وتابع أنه تفاجأ بـ«أزمة جدیدة جعلت العلاقات بین تونس والمغرب تمر بامتحان عسیر آخر یضاف إلى ما یعیشه المغرب الكبیر من أزمات»، في إشارة إلى استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد زعيم «البوليساريو»، إبراهيم غالي الذي شارك في القمة الیابانیة الأفریقیة الثامنة «تيكاد 8» بصفته رئيسًا لجمهورية الصحراء الغربية وبصفته أيضًا عضوًا بالاتحاد الأفريقي، وما تبع ذلك من تبادل للسفراء بين المغرب وتونس.

واغتنم الأمين العام للاتحاد المغاربي فرصة استجابة لیبیا وموریتانیا أخیرًا للدعوة إلى عقد اجتماع مغاربي لوزراء الخارجية مع الأمین العام خاص بالأزمة اللیبیة، بتوجيه «نداء في العلن إلى الدول المغاربیة لاستكمال الاستجابة لعقد القمة الخماسية وإنجاحھا»، داعيًا بهذا الخصوص إلى «صیاغة خطة سلام في لیبیا»، و«عقد لقاءات ثنائیة على ھامش الخلوة لحل المشاكل الثنائیة».

كما دعا إلى تعيين «أمین عام جدید یواصل العمل الذي أنجزناه مغاربیًا وأفریقیًا ودولیًا خلال السنوات الست الماضیة». وتأسس الاتحاد في 17 فبراير 1989 بمدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول هي: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، حيث كان الهدف منه فتح الحدود بين الدول الخمس لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين.

لكن اتحاد المغرب العربي واجه منذ تأسيسه عقبات أمام تفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية، حيث لم تعقد أي قمة على مستوى قادة الاتحاد منذ قمة 1994 التي استضافتها تونس، في حين يظل بعيدًا عن مناقشة أي حل لأزمات المنطقة على رأسها الأزمة الليبية، وذلك بسبب استمرار الخلافات بين الجزائر والمغرب على قضية الصحراء الغربية.