Atwasat

هل يحسم منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا لصالح «أفريقي»؟

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الإثنين 15 أغسطس 2022, 08:50 مساء
WTV_Frequency

تتجه الأنظار، اليوم الإثنين، إلى مجلس الأمن لحسم منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، الذي ظل شاغرًا منذ 8 أشهر؛ بسبب انعكاس الخلاف الروسي-الأميركي على تعيين أي مرشح.

ودخل الوزير السنغالي السابق عبدالله باتيلي، الذي يحظى بدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ضمن أبرز الأسماء لتولي المنصب، وفق ما نقلت مجلة «جون أفريك» الفرنسية اليوم الإثنين.

واقترح غوتيريس اسم الوزير السنغالي، على مجلس الأمن الدولي، فيما رجحت المجلة قبول الأعضاء به لطي صفحة الخلاف، حيث سيكون أول أفريقي يتم تعيينه في هذا المنصب الصعب، في حال تجاوز أعضاء مجلس الأمن، عقبة الخلاف الأميركي-الروسي على تسمية المبعوث.

7 ممثلين سابقين
وجرى إحصاء سبعة ممثلين خاصين للأمين العام للأمم المتحدة، منهم أربعة أوروبين واثنان من الشرق الأوسط، وذلك منذ تفجر الأزمة الليبية عقب سقوط معمر القذافي العام 2011. وآخر هؤلاء الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيتش، الذي عُين في يناير 2021، وبعد 11 شهرًا تخلى عن المنصب واستقال في نوفمبر.

ومنذ وقتها، عملت الدبلوماسية الأميركية ستيفاني ويليامز على التقريب بين وجهات نظر الأطراف الليبية كمستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة، لكنها أخفقت في المهمة.

من هو المرشح السنغالي عبدالله باتيلي؟
ونشرت المجلة الفرنسية سيرة باتيلي، السياسي والدبلوماسي السنغالي، الذي وُلد في 1947، وله توجه يساري، بعد عمله لفترة طويلة أمينًا عامًا لحزب الرابطة الديمقراطية والحركة من أجل حزب العمال. وترشح بعدها للرئاسة العام 1993، وحل خلالها في المركز الرابع ليلتحق بحكومة بلاده في نفس العام وزيرًا للبيئة حتى العام 1998، ثم تولى منصب وزير الطاقة لعام واحد.

- غوتيريس يعرض على مجلس الأمن مرشحا جديدا لرئاسة البعثة الأممية في ليبيا
- بيتالي الأقرب.. مجلس الأمن ينظر غدا تكليف ثامن مبعوث أممي إلى ليبيا
- مباحثات أميركية - أفريقية لدعم المصالحة وتحديد رئيس جديد للبعثة الأممية في ليبيا

وكانت لباتيلي تجربة العمل بمنظمة الأمم المتحدة، حيث عمل دبلوماسيًا بها، ومنذ العام 2014 أُسندت إليه مهمة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في وسط أفريقيا. في المقابل، حصل باتيلي على درجة الدكتوراه من جامعة برمنغهام بإنجلترا، ودكتوراه دولة من جامعة الشيخ أنتا ديوب، بالعاصمة دكار، وكتب ونشر عديد الكتب حول التاريخ والسياسة.

أجواء تعيين باتيلي
بدورها سلطت «إذاعة فرنسا الدولية» الضوء على أجواء تعيين باتيلي، بعدما أكملت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز مهمتها دون أن يتمكن مجلس الأمن من الاتفاق على مبعوث خاص جديد. فعلى الرغم من جهود أنطونيو غوتيريس لم يحدث إجماع، بل اعتبرت الإذاعة أن «إلحاح الوضع الليبي وخطر اندلاع أعمال عنف جديد يستدعيان العمل»؛ إذ تقرر عقد اجتماع اليوم الإثنين 15 أغسطس، في محاولة للاتفاق على ترشيح خليفة لها.

وفي يونيو 2022 اقترح أنطونيو غوتيريس وزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقادوم لقيادة بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا. وكان ترشيحه عبر إجماع، غير أن الإمارات العربية المتحدة عارضته في النهاية، وهو ما شكل مفاجأة. وتشتبه الجزائر في أن الولايات المتحدة تقف وراء هذا الرفض الذي يضاف إلى آخرين مثل الجزائري رمطان لعمامرة، أو الغانية حنة تيته.

ومع تداول اسم السنغالي في كواليس الأمم المتحدة، يتذكر الجميع مطالب الاتحاد الأفريقي أمام الانقسامات الدائمة في مجلس الأمن، بتعيين مبعوث خاص مشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى ليبيا.

حضور أفريقي في المشهد الليبي
من جانبه، علق موقع «لوجورنال دافريك» الفرنسي على احتمال تعيين الوزير السنغالي السابق عبد الله باتيلي ممثلًا خاصًا للأمم المتحدة في ليبيا، حيث يمثل تعيينه عودة أفريقيا إلى الصدارة في هذا الملف المتوقف حاليًا.

ومع تولي رئيس الكونغو رئاسة دينيس ساسو نغيسو، اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، فإن هذا التعيين المستقبلي يمثل بالتأكيد عودة أفريقيا إلى الصدارة في الملف الليبي بعد فشل الدبلوماسية الغربية، خاصة الأوروبية.

وقبل ثلاث سنوات أراد الاتحاد الأفريقي المشاركة في هذا الملف من خلال تعيين مبعوث مشترك من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لكن الموقع الفرنسي يشير إلى أن ذلك أدى إلى استبعاد المؤسسة القارية، شهرًا بعد شهر من الملف. وقد كانت لدى نغيسو محادثات هاتفية مع الوفود الليبية ومع الروس والأميركيين، كما أن رحلة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في يوليو إلى برازافيل كانت فرصة لرئيس جمهورية الكونغو لمناقشة ملف ليبيا.

ويرى الموقع أن مهمة عبد الله باتيلي صعبة، لأن ليبيا مستنقع سياسي حقيقي خاصة منذ نهاية العام الماضي، إذ كان من المقرر إجراء الانتخابات، لا سيما الرئاسية، وجرى تأجيلها في اللحظة الأخيرة دون أن ينجح الدبلوماسيون الأجانب في الاتفاق على تأجيل واضح. ورغم مرور الأشهر لم يتم الاقتراع بعد، والأسوأ من ذلك، اختفى سؤال الليبيين اليوم حول موعد الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

وأضاف التقرير الفرنسي أن اليوم يتنافس رئيسا الحكومة عبد الحميد دبيبة، وفتحي باشاغا، على إدارة الشؤون الليبية الحالية، ويحاولان خلق تحالفات غير مستقرة، وبالتالي فهي مهمة معقدة للغاية بالنسبة للسنغالي. وقاد الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في العام 2014، عبد الله باتيلي قبل ثلاث سنوات مفاوضات بين الأطراف الليبية في دكار، بينما ستبدأ الأمور الجدية بالنسبة له بمجرد قبول ترشيحه من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وافد يصيب مواطنا بطلق ناري في بنغازي
وافد يصيب مواطنا بطلق ناري في بنغازي
العثور على جثة متحللة في درنة
العثور على جثة متحللة في درنة
البنك الدولي يستبعد تأثر اقتصاد ليبيا بالصراع في الشرق الأوسط
البنك الدولي يستبعد تأثر اقتصاد ليبيا بالصراع في الشرق الأوسط
تحرك عسكري روسي «غامض» في ليبيا
تحرك عسكري روسي «غامض» في ليبيا
محكمة أجدابيا تعين لجنة حراسة قضائية على أموال مؤسسة الاستثمار
محكمة أجدابيا تعين لجنة حراسة قضائية على أموال مؤسسة الاستثمار
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم