Atwasat

تقرير أميركي: كيف تستطيع ليبيا استعادة سمعتها كدولة منتجة للنفط؟

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 10 أغسطس 2022, 04:29 مساء
WTV_Frequency

اعتبر تقرير «أويل برايس» الأميركي أن استعادة سمعة ليبيا كدولة منتجة ومصدرة للنفط يتطلب الاستثمار بكثافة في بنيتها التحتية وليس التغلب على مشاكلها السياسية فقط. 

وتوقف إنتاج النفط الليبي مع الأزمة السياسية التي تفاقمت هذا العام بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2021؛ حيث تحاول البلاد الآن زيادة إنتاجها من الخام خلال الصيف وفق «أويل برايس».

ومع استمرار الطلب العالمي بقوة واستمرار ارتفاع أسعار النفط، حاولت ليبيا مرارًا وتكرارًا تحقيق الاستقرار في إنتاجها، غير أن مجموعة كبيرة من التحديات وقفت في طريق الانتعاش في السنوات الأخيرة، والآن لدى ليبيا فرصة لاستعادة لقبها كمنتج أفريقي رئيسي للنفط.

إنتاج النفط الليبي 1.2 مليون برميل
والأسبوع الماضي بلغ إنتاج النفط الليبي مستويات لم يشهدها منذ مطلع أبريل إلى حوالي 1.2 مليون برميل يوميًا وفقًا لوزير النفط والغاز محمد عون، وقبل ذلك انخفض الإنتاج إلى النصف بسبب حصار من قبل المتظاهرين.

واشتد الصراع إلى حد كبير بين الحكومتين المتعارضتين في البلاد؛ حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة والحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، حيث يدعي كلا الرجلين السياسيين أنهما يملكان الشرعية. وبعد صفقة غير معلنة - حسب الموقع الأميركي - جرى رفع حالة القوة القاهرة يوم 15 يوليو عن حقول النفط ومحطات التصدير في البلاد لينتهي الحصار الذي بدأ في أبريل.

وكانت هذه أخبارًا مهمة لبلد واجه سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية وسط أمل كبير بزيادة الإنتاج من قبل ليبيا والدول الأخرى، إذ يدفع النقص العالمي في موارد المحروقات الحكومات إلى إيجاد مصادر بديلة لضمان أمن الطاقة لديها. وبالإضافة إلى ذلك فإن استقرار صناعة النفط الليبية من شأنه أن يساعد الدولة على تحسين اقتصادها وتحقيق قدر أكبر من الاستقرار في وقت يشهد تضخمًا مرتفعًا.

- شركة مليتة تعلن استئناف عمليات التشغيل والإنتاج بحقل الفيل النفطي
- وزارة النفط والغاز تعلق على إعلان «القوة القاهرة» في حقل الفيل
- مؤسسة النفط تعلن «القوة القاهرة» على حقل الفيل النفطي

وجاء الارتفاع في الإنتاج عقب تعيين فرحات بن قدارة رئيسًا للمؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة ليحل محل مصطفى صنع الله. وقد رحبت العديد من شركات النفط بالمسؤول الجديد بما في ذلك شركة «زلاف» ليبيا للنفط والغاز، وشركة الزويتينة للنفط، و«أكاكوس» للنفط ومليتة للنفط والغاز وسرت للنفط، وشركة «رأس لانوف» وقد ساعد هذا في اعتبار التعيين أكثر شرعية في صناعة الطاقة.

ليبيا تواجه تحديات سياسية واقتصادية
وعلى الرغم من الزيادة الأخيرة في إنتاج النفط لا تزال ليبيا تواجه تحديات سياسية واقتصادية كبيرة والتي كانت أحد العوامل التي حفزت الاحتجاجات الشعبية. إذ يواجه العديد من الليبيين ظروفًا معيشية سيئة مع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وقلة فرص العمل، كما أن هناك انقطاعًا منتظمًا للتيار الكهربائي.

ورأى التقرير الأميركي أنه فيما يتعلق بصناعة النفط الليبية، فإن أمامها الكثير من العمل إذا أرادت استعادة قوتها السابقة؛ إذ جرى إهمال البنية التحتية النفطية في البلاد خلال عقد من الصراع السياسي على السلطة منذ الإطاحة بمعمر القذافي في العام 2011.

ففي العام الماضي أصبحت آثار عدة سنوات من الفشل في تمويل صيانة البنية التحتية للطاقة واضحة فعندما بدأ تسرب خطوط الأنابيب والنفط انخفض الإنتاج بسبب الحاجة إلى إصلاح الأجزاء الحيوية، وكشفت وفيات المنصات البحرية عن فشل آخر. وفي ديسمبر 2021 لقي أربعة تونسيين مصرعهم على منصة بحرية في ليبيا بعدما انهارت.

كما أدى الافتقار المستمر إلى الصيانة على المرافق الساحلية والصحراوية إلى جعلها غير مجهزة لعمليات النفط الجديدة. وبالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالسلامة فإن تسرب خطوط الأنابيب في ليبيا أمر شائع، وغالبًا ما يجبر شركات النفط على إيقاف الإنتاج.

وفي يناير 2021، جرى إغلاق خط أنابيب في ميناء السدر النفطي، مع خسارة إنتاج يبلغ حوالي 200 ألف برميل يوميًا لمدة أسبوع تقريبًا. ومع أن ليبيا تمتلك إمكانات نفطية ضخمة، إلا أن بنيتها التحتية تتطلب استثمارات كبيرة لجعلها تصل إلى نقطة التحول.

النفط الليبي وإجراءات السلامة غير الفعالة
وتشير إجراءات السلامة غير الفعالة إلى أن العاملين في عمليات النفط الليبية يحتاجون إلى تدريب أكبر وكل هذا بالطبع ثانوي لإيجاد حل طويل الأمد للانقسامات السياسية في البلاد.

ويرى التقرير الأميركي أن التغيير في قيادة المؤسسة الوطنية للنفط يجلب التفاؤل إلى صناعة ابتليت بالتحديات السياسية والمالية، في حين لا يتفق الجميع مع تعيين بن قدارة فإن التغيير يمكن أن ينشط القطاع لجلب استثمارات أكبر. بينما ليبيا لديها إمكانات كبيرة لزيادة إنتاجها النفطي في وقت يرتفع فيه الطلب والأسعار، فإنها بحاجة ماسة إلى إصلاح بنيتها التحتية المتقادمة إذا أرادت الحفاظ على عملياتها النفطية دون مزيد من التعطيل، وفق الموقع الأميركي.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عبدالجليل يوقع مذكرة تفاهم لتنظيم معرض طبي
عبدالجليل يوقع مذكرة تفاهم لتنظيم معرض طبي
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 19 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 19 مارس 2024)
أسعار العملات أمام الدينار الليبي في السوق الرسمية (الثلاثاء 18 مارس 2024)
أسعار العملات أمام الدينار الليبي في السوق الرسمية (الثلاثاء 18 ...
«الأرصاد»: ضباب على الساحل من طرابلس إلى مصراتة ليلا
«الأرصاد»: ضباب على الساحل من طرابلس إلى مصراتة ليلا
100 حالة في 2023.. تحذير من الاحتيال في ليبيا باستخدام الذكاء الصناعي
100 حالة في 2023.. تحذير من الاحتيال في ليبيا باستخدام الذكاء ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم