Atwasat

بحضور المنقوش وغياب مجموعتين كبريين.. مجلس تشاد العسكري يطلق حوارا وطنيا مع الحركات المسلحة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 08 أغسطس 2022, 04:14 مساء
WTV_Frequency

وقع زعيم المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو، الإثنين في قطر، اتفاقًا مع نحو أربعين مجموعة مسلحة لبدء حوار وطني يوم 20 أغسطس في نجامينا، في ظل غياب فصيلين كبيرين رفضا الانضمام إليه، وبحضور وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، نجلاء المنقوش.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الاتفاق الذي ينص خصوصًا على «وقف إطلاق نار عامًا» بين السلطات العسكرية والمجموعات الموقعة، ويفترض أن يفتح الطريق أمام عودة السلطات المدنية، بأنه «لحظة أساسية للشعب التشادي»، متحدثًا في فيديو بُث خلال مراسم التوقيع في الدوحة، لكنه شدد على ضرورة أن يكون الحوار «جامعًا» لكل الأطراف ليكون ناجحًا، بحسب وكالة «فرانس برس».

وبعد مفاوضات وصفها بأنها «شاقة»، أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي التشادي موسى فكي محمد بالمحادثات، معتبرًا أنها سمحت بـ«تخطي الانقسامات».

الاتفاق يضمن أمن عناصر المجموعات المسلحة
وبدأت المفاوضات بين الحكومة التشادية والجماعات المسلحة، في 13 مارس برعاية قطر، سعيًا لوضع حد لاضطرابات متواصلة منذ عقود في البلد البالغ عدد سكانه 16 مليون نسمة، والذي شهد انقلابات عدة.

ويتعهد المجلس العسكري بموجب الاتفاق بضمان أمن عناصر المجموعات المسلحة، حتى يشاركوا في الحوار الوطني.

- المنقوش تشارك في مراسم توقيع اتفاقية «الدوحة للسلام»
- المجلس العسكري الحاكم في تشاد يوقع اتفاقا لإقامة حوار وطني

ونُصب الجنرال الشاب محمد إدريس ديبي إيتنو على رأس مجلس عسكري انتقالي، يضم 15 جنرالًا في أبريل 2021 غداة مقتل والده الرئيس إدريس ديبي إيتنو، على الجبهة في مواجهات مع مسلحين، بعدما حكم تشاد بقبضة من حديد لأكثر من 30 عامًا.

ووعد على الفور بتنظيم انتخابات حرة وديمقراطية في مهلة 18 شهرًا بعد «حوار وطني جامع» مع المعارضة السياسية والحركات المتمردة.

وأسفرت مفاوضات الدوحة، بمشاركة نحو أربعين مجموعة مسلحة عن توقيع الاتفاق الإثنين.

«اتفاق تاريخي.. يبقى بابنا مفتوحًا للمجموعات التي لم توقع»
وقال الناطق باسم الحكومة، وزير الاتصال عبد الرحمن كلام الله، لوكالة «فرانس برس» «إنه اتفاق تاريخي»، مضيفًا: «يبقى بابنا مفتوحًا للمجموعات التي لم توقع».

وإن كان محمد إدريس ديبي إيتنو، وافق استثنائيًا على الحضور إلى الدوحة، فإن محمد مهدي علي زعيم جبهة «التغيير والوفاق» في تشاد (فاكت) بقي في الصحراء الليبية.

جبهة «فاكت» تبقى «مستعدة للحوار في أي مكان وزمان»
وقررت جبهة «فاكت»، إحدى المجموعات المسلحة الرئيسية خلف الهجوم الذي انطلق من ليبيا، وأدى إلى مقتل المارشال إدريس ديبي في 19 أبريل 2021، عدم توقيع الاتفاق، بحسب وكالة «فرانس برس».

وأعلنت في بيان أن هذا «الرفض يترافق مع عدم الأخذ بمطالبنا» ومنها تحرير المعتقلين، مؤكدة في المقابل أنها «تبقى مستعدة للحوار في أي مكان وزمان».

وصرح محمد مهدي علي، لـ«فرانس برس»، بأن «الحرب لا تحل شيئًا. نريد تسوية سلمية وسياسية، لكن حين نرغم على الدفاع عن أنفسنا، سندافع عن أنفسنا»، منتقدًا «حوارًا منحازًا مسبقًا».

وأوضح الباحث الفرنسي المتخصص في شؤون تشاد والمجموعات المسلحة فيها، جيروم توبيانا، لـ«فرانس برس»، «أنه اتفاق لا يحل مسألة المعارضة المسلحة، إذ أن بعض المجموعات الرئيسية لم توقع.. لكن هذا السيناريو وُضع مسبقًا، إذ أن الحكومة اختارت تشتيت وزن المجموعات الرئيسية الأربع أو الخمس وسط تمثيل أوسع بكثير».

كذلك أعلنت مجموعة مسلحة كبرى ثانية هي «مجلس القيادة العسكرية لخلاص الجمهورية»، رفضها توقيع الاتفاق، مؤكدة أن «المبادئ التي نقاتل على أساسها لا تسمح لنا بالانضمام إلى حوار لا نعرف أهدافه».

انطلاقة جيدة للحوار الوطني
ووقعت نحو 42 من أصل 47 مجموعة ممثلة في الدوحة، على الاتفاق، الإثنين، مع المجلس العسكري، وهي بذلك تتعهد بالمشاركة في الحوار الوطني المقرر تنظيمه في نجامينا في 20 أغسطس، الذي سيحضره بحسب السلطات أكثر من 1300 ممثل عن المعارضين والمجتمع المدني والنقابات والسلطة.

ورأى زعيم إحدى المجموعات الموقعة، طالبًا عدم كشف اسمه، أن «هذا العدد الكبير من المجموعات الموقعة يشكل انطلاقة جيدة للحوار الوطني»، مشيرًا إلى أن الاتفاق لكان «مثمرًا أكثر»، لو انضمت إليه أيضًا جبهة «التغيير والوفاق».

وأعلن وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن الاتفاق يهدف إلى إحلال «سلام يكون بديلًا لحرب استمرت سنوات طويلة».

ويترك رئيس المجلس العسكري الشك مخيمًا حول إمكانية إجراء الانتخابات في هذا الموعد، فيما تطالب باريس والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بعدم تمديد المهلة.

وتعد تشاد، العضو في مجموعة دول الساحل الخمس، شريكًا أساسيًا في الحملة التي يخوضها الغربيون وعلى رأسهم فرنسا لمكافحة الجهاديين في وسط وغرب أفريقيا.

المنقوش تحضر مراسم توقيع الأطراف التشادية اتفاقية «الدوحة للسلام»
من جانبها، حضرت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، مراسم توقيع الأطراف التشادية اتفاقية «الدوحة للسلام»، ومشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد.

ورحبت المنقوش بالاتفاقية، معربة عن تقديرها قطر وتثمينها جهود الوساطة والمساعي الحميدة التي تبذلها؛ لإنجاح مفاوضات السلام بين الأطراف التشادية، كما أعربت عن أملها أن يسهم هذا الاتفاق في «إرساء السلام من خلال الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة، والذهاب إلى طريق الاستقرار في تشاد، وأن تلتحق بقية الأطراف التشادية الأخرى بدرب الحوار الوطني لتحقيق تطلعات الشعب في التنمية، وأن ينعم بالأمن والاستقرار لبناء مستقبل مزدهر في المنطقة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق لحكومة موحدة وانتخابات
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق ...
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من التداول
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من ...
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
مصادرة لحوم فاسدة من محال تجارية في الزنتان
مصادرة لحوم فاسدة من محال تجارية في الزنتان
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم