Atwasat

«الخبز المسرطن».. لغز يحير الليبيين

القاهرة - بوابة الوسط السبت 06 أغسطس 2022, 02:22 مساء
WTV_Frequency

تحولت مادة «برومات البوتاسيوم» السامة والمسببة للسرطان إلى لغز تتقاذفه المؤسسات المعنية في البلاد، بعد تضارب النتائج بشأن اكتشافها بنسب عالية في عينات من الخبز والدقيق.

التحذيرات جاءت من المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية، الذي أجرى تحليلًا لعينات من الخبز كشفت أن أقل نسبة من هذه المادة السامة بلغت 300% عن المسموح به، بل ووصلت في إحداها إلى 1300%. لكن سرعان ما نفى مركز الرقابة على الأغذية والأدوية وجود «برومات البوتاسيوم» في الدقيق أو الخبز المنتج محليًا، وقال إنهم تأكدوا من عدم وجودها «عبر نتائج تحاليل» أجريت في الفترة من يناير 2021 إلى يناير 2022.

الأمر الذي دفع وزير التعليم العالي بحكومة الوحدة الوطنية عمران القيب إلى القول إن اختلاف نتائج العينات بين البحث العلمي ومركز الرقابة على الأغذية والأدوية «أمر طبيعي» وسيترتب عنه إعادة الفحوصات للحصول على نتائج ثابتة.

حيرة الليبيين تتسع بشأن «برومات البوتاسيوم»
وبين هذا وذاك، ازدادت حيرة الليبيين، لتأتي دعوة الناطق باسم جهاز الحرس البلدي امحمد الناعم إلى تشكيل لجنة ثنائية من المركزين لإعادة فحص عينات الخبز، متعهدًا باستمرار الجهاز في التدقيق في عملية تصنيع الخبز. وأمام هذا الجدل، أكدت وزارة الاقتصاد استمرار حظر استيراد مادة «برومات البوتاسيوم»، ومنعت أصحاب المطاحن والمخابز من إضافتها إلى التدقيق، فضلًا عن تسويقها أو التعامل بها.

البداية من المركز الليبي للتحاليل الكيميائية، التابع للهيئة الليبية للبحث العلمي، الذي أجرى عدة تحاليل لعينات من الخبز والدقيق، منها بحث أجرته جامعة طرابلس أظهر أن أقل نسبة مسجلة في عينات خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر العام 2019 هي أكثر بـ300% عن المسموح به، بينما كانت أعلى نسبة 1300%، حسب مدير المركز الدكتور ناجي جمعة قريش. كما أن المركز حصل على إذن من وزير التعليم العالي عمران القيب، بجمع عينات بطريقة قانونية بالتعاون مع الحرس البلدي، التي أرسلت في 13 يونيو إلى معمل تحليل معتمد دوليًا في تونس، لتظهر النتائج التي وصلت في الشهر نفسه أن جميع عينات الدقيق تحتوي على نسب متفاونة من برومات البوتاسيوم.

في المقابل، نفى مركز الرقابة على الأغذية والأدوية مساء أمس الجمعة وجود «برومات البوتاسيوم» في الدقيق أو الخبز المصنوع داخل ليبيا، وقال مسؤولو المركز للصحفيين إنهم تأكدوا من عدم وجود تلك المادة في الدقيق أو الخبز المنتج محليًا، وذلك «عبر نتائج تحاليل أجريت من قبل إدارات المركز المختصة خلال الفترة من يناير 2021 وحتى يناير 2022 ولم نجد أيًا من آثارها».

- كاركاتير خيري - الخبز في ليبيا 
- مدير مركز التحاليل الكيميائية يؤكد اكتشاف مادة «برومات البوتاسيوم» في عينات دقيق وخبز 
- مركز الرقابة على الأغذية ينفي وجود «برومات البوتاسيوم» في الدقيق أو الخبز

وقالوا إن المركز أجرى تحاليل في 41 مصنعًا للدقيق، ولأنواع من الدقيق الأخرى منها المستوردة، وفي عدد كبير من المخابز في 50 مدينة ليبية، وأعربوا عن استغرابهم من «نشر بيانات غير دقيقة» بهذا الخصوص، غير أنهم عادوا للقول بأنهم سيأخذون عينات من الدقيق، بالتعاون مع مكتب النائب العام لإجراء التحاليل عليها للتأكد من خلوه من مادة «برومات البوتاسيوم»، متعهدين باتخاذ إجراءات التحقيق اللازمة حيال ذلك.

مركز الرقابة على الأغذية والأدوية والليبي للتحاليل الكيميائية
ووسط هذ التضارب في النتائج، جاءت تصريح وزير التعليم العالي بحكومة الوحدة الوطنية عمران القيب - في تسجيل مصور- إذ اعتبر أن اختلاف نتائج العينات بين البحث العلمي ومركز الرقابة على الأغذية والأدوية «أمر طبيعي وسيترتب عنه إعادة الفحوصات للحصول على نتائج ثابتة». فيما طالب الناطق باسم جهاز الحرس البلدي امحمد الناعم بتشكيل لجنة ثنائية من المركزين لإعادة فحص عينات الخبز. ووصف الناعم في تصريح لقناة «ليبيا الأحرار» التناقض بين تقريري المركزين بـ«الأمر الخطير»، مؤكدًا عدم ضبط جهاز الحرس البلدي لأي مركب لهذه المادة المحظورة في ليبيا حتى الآن. وتعهد بعدم التهاون مع من يستخدم هذه المواد، وسيستمر الجهاز في عمليات التدقيق في عملية التصنيع.

ويوم الجمعة، جددت وزارة الاقتصاد والتجارة التأكيد على استمرار حظر استيراد مادة «برومات البوتاسيوم»، ورمزها في النظام المنسق لتصنيف وتبويب السلع «9021ـ 29ـ28»، والمدرجة فيه كمركب كيميائي. وينص القرار على حظر استخدام مادة «برومات البوتاسيوم» من أصحاب المخابز ومصانع ومعامل الحلويات والمعجنات بكل أشكالها وتصنيفاتها في إنتاج وصناعة المخبوزات والمعجنات، إضافة إلى حظر أصحاب المطاحن من إضافتها في إنتاج مادة الدقيق، ومنع تسويق المادة أو التعامل بها تحت أي شكل من الأشكال.

وفي أبريل الماضي، حذرت دراسة لجامعة طبرق من تركيز مادة برومات البوتاسيوم في الخبز التي تستخدم تجاريًا تحت مسمى «مُحسن» في صناعته، وهي الدراسة التي أجراها د.محمد بالنور وهناء عبدالعزيز وأمل عمار على عدد من المخابز بمدينة طبرق.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
النويري يدعو إلى تبني حلول وطنية وتحريك ملف المصالحة
النويري يدعو إلى تبني حلول وطنية وتحريك ملف المصالحة
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من «مئوية ليبيا» الجمعة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم