Atwasat

جريدة «بوليتيكو» تقترح دعما أوروبيا لحكومة ليبية شابة مصغرة لإجراء الانتخابات

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 31 يوليو 2022, 06:11 مساء
WTV_Frequency

من أجل حل الأزمة الشائكة في ليبيا، قدم تقرير أوروبي عدة اقتراحات اعتبر أنها ستكون مفتاحًا لدور أكبر للقارة العجوز في ليبيا إذا ما جرت موافقة الأطراف الدولية والمحلية عليها، وجرى تطبيقها بالفعل. ومن هذه الاقتراحات: تشكيل حكومة انتقالية مصغرة قصيرة المدى بشرط موافقة من المجتمع الدولي، والاستعانة بـ«دول محايدة تمتلك سجلًا نظيفًا» لمتابعة الوضع الليبي، مع التوجه نحو نزع السلاح.

وقال تقرير جريدة «بوليتيكو» الصادرة في بروكسل، يوم الأربعاء، إن التوترات المتصاعدة في ليبيا قد تعيد البلاد إلى «دائرة الحرب الأهلية التي ستكون لها عواقب على أوروبا والمجتمع الدولي الأوسع، فمنذ شهر فبراير توجهت أنظار العالم إلى الفظائع التي تتكشف في أوكرانيا، فيما جرى تجاهل المشاكل الناشئة في ليبيا إلى حد كبير».

اشتباكات مقلقة
وأضاف التقرير أنه نظرًا للتوترات السياسية المتصاعدة واندلاع العنف الأخير «لم يعد من الممكن إطالة أمد التعامل مع الأزمة في ليبيا وللقيام بذلك، هناك طريق واضح أمام الأوروبيين».

وسلطت الجريدة الضوء على مقال لمؤسس ورئيس المعهد الديمقراطي الليبي معين الكيخيا، الذي تحدث عن الاختلالات داخل ليبيا، وقالت الجريدة: «تجد أكثر دول أفريقيا ثراءً بالنفط نفسها في حالة اختلال وظيفي كامل، ويمكن وصفها بدقة بأنها دولة فاشلة فمنذ الحرب التي انتهت في العام 2020، انقسمت فعليًا بين حكومة معترف بها دوليًا ومقرها طرابلس، والجيش الوطني الليبي المتحالف مع روسيا الذي يسيطر على شرق البلاد».

كما أشارت إلى العنف المسلح المندلع في مايو الماضي على خلفية تبادل إطلاق النار في قلب طرابلس بين القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وقوات الحكومة المكلفة من طرف مجلس النواب، وأظهرت مقاطع فيديو في يونيو قافلة ترافقها دبابات والمدفعية تتجه نحو العاصمة من قاعدة في الزنتان.

مشاكل ليبيا تخص أوروبا
وترى الجريدة أن «مشاكل ليبيا لا تخصها فقط، إذ تشترك أوروبا مع ليبيا في البحر الأبيض المتوسط، لكن هذا القرب يعني أيضًا أن مشاكل البلاد غالبًا ما تنفجر على الشواطئ الأوروبية».

وضربت «بوليتيكو» مثلًا بأزمة اللاجئين في العام 2015، «حيث استخدم الأفارقة اليائسون من جنوب الصحراء الكبرى ليبيا كنقطة انطلاق في محاولتهم للوصول إلى الاتحاد الأوروبي».

- عقيلة صالح: مستعدون لتعديل قوانين الانتخابات والتدخلات الخارجية حالت دون إجرائها
- وليامز في حوار مع «بوابة الوسط»: يجب التوقف عن «ألاعيب تقاسم السلطة»
للاطلاع على العدد 349 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وأشارت الجريدة إلى أهمية ليبيا في توفير مصادر الطاقة في ظل الأزمة التي تواجهها القارة العجوز بسبب الحرب الروسية –الأوكرانية، خاصة أن ليبيا هي أقرب مصدر بديل للاتحاد، مضيفة أن أوروبا تكافح بالفعل للحفاظ على موقف موحد فيما يتعلق بالعقوبات الروسية، وإذا لم تجد دول القارة إمدادات غاز وفيرة جديدة، فقد تضطر إلى رفع الحظر النفطي المفروض على موسكو.

ومع ذلك، فإن عدم الاستقرار المستمر في ليبيا يجعل إمداداتها غير قابلة للوصول إلى حد كبير إلى أوروبا، «حيث إن الغالبية العظمى من احتياطاتها تخضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي»، وفق الجريدة التي شددت على أن الطاقة عامل مهم يجعل المجتمع الدولي بحاجة إلى التوقف عن «تجاهل الفوضى في ليبيا ومساعدتها على أن تصبح دولة فاعلة مرة أخرى».

حكومة انتقالية مجددًا
وتقترح «بوليتيكو» عدة خطوات يمكن أن تدفع بها أوروبا لحل الوضع الليبي المعقد، ومن هذه الخطوات: أولًا الذهاب نحو تشكيل حكومة انتقالية قصيرة المدى مهمتها تحقيق الاستقرار في البلاد بما يكفي لإجراء الانتخابات، حيث ستكون بقيادة غير سياسية تكنوقراطية مستعدة للعمل نحو بناء توافق بين الأطراف المتصارعة.

ومن شروط هذه الحكومة أن تكون حكومة شابة، لا يزيد عمر أي عضو فيها على 45 عامًا «وذلك يعني أن أيًا منهم لن تكون له ارتباطات ماضية بنظام معمر القذافي، مما يخلق قطيعة واضحة مع الحقبة السابقة»، حسبما توضح الجريدة، مضيفة: «يجب أن تكون الحكومة أيضًا صغيرة ولكنها ممثلة للمناطق الجغرافية البالغ عددها 13 منطقة، التي يجب أن يمثلها وزير واحد لكل منها، مما يضمن أن يشعر جميع الليبيين بأن لديهم حصة متساوية».

وترى «بوليتيكو» أنه في هذه الحالة، «سيكون صانعو القرار الوحيدون هم رئيس الوزراء بالوكالة ونوابه لا أكثر، كما أن إبقاء الحكومة صغيرة بهذه الطريقة سيوفر فرصًا أقل للكسب غير المشروع والفساد، حيث سيكون كل عضو في دائرة الضوء. كما أنه سيساعد في الحفاظ على تركيز الوزراء على هدف واحد وهو تحقيق الاستقرار وتنظيم انتخابات برلمانية حرة ونزيهة لا شيء آخر، وبمجرد تحقيق ذلك سيجري حل هذه الحكومة الانتقالية».

النقطة الثانية التي شددت عليها الجريدة هي: حاجة ليبيا إلى دعم المجتمع الدولي، «وهذا لا يعني الدعم المالي، لأنه على عكس الدول الفاشلة الأخرى، لا تعاني ليبيا مشكلة مالية، لكنها تعاني مشكلة حكم والافتقار إلى الخبرة في بناء دولة».

وأضافت أن ليبيا لديها حاليًا «نقود كافية في مصرفها المركزي لتستمر عدة سنوات، وعشرات المليارات من الدولارات من الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى وجود النفط.. وعلى الرغم من كل الفوضى، لا تزال ليبيا قادرة على إنتاج أكثر من مليون برميل من النفط يوميًا لتصديره».

مستشارون دوليون
النقطة الثالثة التي ركزت عليها «بوليتيكو» هي حاجة ليبيا إلى مستشارين دوليين يجلسون جنبًا إلى جنب مع نظرائهم الليبيين ويقدمون الخبرة في بناء الدولة من الناحية المثالية، كما يمكن الاستفادة من وزراء الحكومة السابقين ذوي المعرفة التكنوقراطية المتخصصة. وحسب التقرير الأوروبي، فمن الضروري أيضًا أن يأتي هؤلاء الخبراء من دول ليست لها مصلحة سابقة في ليبيا، مثل النرويج أو اليابان أو كندا، «إذ يجب البدء على سجل نظيف».

وتابع: «يجب على هؤلاء الفاعلين الدوليين منع الدول الأخرى من التدخل في شؤون ليبيا أيضًا». وأشار إلى نشاط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وتركيا وفرنسا والإمارات وإيطاليا ومصر والجزائر حاليًا في ليبيا، وعملهم مع شركاء محليين مختلفين في السعي لتحقيق مصالح متنافسة، «وهذا لا يؤدي إلا إلى تأجيج التوترات في بلد يبدو أن الجميع يضعون فيه إصبعهم على الزناد، في انتظار أن يطلق أحدهم الطلقة الأولى».

أهمية نزع السلاح
النقطة الرابعة التي أكدتها الجريدة هي ضرورة نزع السلاح، «فاليوم هناك الكثير من الأسلحة، كميات منها آثار من عهد القذافي، حيث كان الرئيس السابق يحب التسوق لشراء الأسلحة. ومن الغريب أنه لم يقم مطلقًا ببناء مصنع ذخيرة واحد، كما يجري تهريب معظم شحنات السلاح إلى ليبيا على يد جهات أجنبية عبر الجو والبحر».

وأضاف التقرير أنه «إذا تمكنت قوة عالمية كبرى أو هيئة دولية من القضاء على خطوط الإمداد هذه، فستنفد ذخيرة الفصائل الليبية المتحاربة قريبًا ولن يكون لديها خيار سوى العمل نحو حل سلمي للبلاد».

وتقول «بوليتيكو» إنه على الرغم من صعوبة تنفيذ هذه الاقتراحات، التي يبدو أغلبها مكررًا، «فإن الوضع الراهن ببساطة لن يستمر حيث ترتبط أوروبا وليبيا معًا بالجغرافيا والثقافة وعدة قرون من التاريخ المشترك. وقد أظهر الماضي أنه عندما يزدهر أحدنا، يزدهر الآخر أيضًا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط سيارة دهست طفلة في أبوسليم
ضبط سيارة دهست طفلة في أبوسليم
غينيا بيساو ملتزمة بسداد ديونها المستحقة لليبيا
غينيا بيساو ملتزمة بسداد ديونها المستحقة لليبيا
توقيف شخص بحوزته 25 قطعة «حشيش» في درنة
توقيف شخص بحوزته 25 قطعة «حشيش» في درنة
المبروك يبحث مع نظيره الباكستاني تعزيز التعاون الاقتصادي
المبروك يبحث مع نظيره الباكستاني تعزيز التعاون الاقتصادي
حالة الطقس في ليبيا (السبت 20 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (السبت 20 أبريل 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم