دعا سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، جميع الفاعلين السياسيين إلى الابتعاد عن أي أعمال أحادية يمكن أن تؤدي إلى اشتباكات مسلحة في ليبيا.

وجاءت دعوة نورلاند خلال تمثيله إلى جانب مساعد وزير الخارجية، جوش هاريس، الولايات المتحدة في اجتماع دولي استضافته وزارة الخارجية التركية في إسطنبول، أمس الخميس، لاستعراض التطورات الأخيرة في ليبيا.

وكتب السفير الأميركي في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع «تويتر»: «لقد كررنا دعوتنا لجميع الفاعلين السياسيين إلى الابتعاد عن أي أعمال أحادية يمكن أن تؤدي إلى اشتباكات مسلحة- وهي نقطة حرجة، لا سيما في ضوء التقارير عن سقوط ضحايا بين عشية وضحاها» في ليبيا.

اشتباكات عنيفة في طرابلس
وشهدت العاصمة ليلة من الاشتباكات العنيفة بدأت من منطقة الفرناج، ثم اتسعت دائرتها لتصل إلى المنطقة المجاورة لسجن «الجديدة» حتى ما يعرف بـ«طريق الشوك»، خلف مركز طرابلس الطبي في منطقة الفرناج والمحاذية لمقر جامعة طرابلس.

واستخدمت في الاشتباكات أسلحة خفيفة ومتوسطة، فيما أظهرت تسجيلات مصورة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اندلاع النيران في إحدى البنايات، وأكدت مصادر متطابقة سيطرة أربعة مقار رئيسة على الأقل تتبع كتيبة «ثوار طرابلس».

وأفاد سكان «بوابة الوسط» بتجدد الاشتباكات بمنطقة السبعة شرق العاصمة طرابلس وصولا إلى جزيرة الفرناج، وقالوا إنهم يسمعون أصوات إطلاق نار كثيف بالسلاح الخفيف والمتوسط بعد ليلة شهدت فيها ضواحي العاصمة اشتباكات عنيفة.

مقتل 3 أشخاص بينهم طفل في اشتباكات طرابلس
وأفاد مصدر بمكتب المحامي العام في طرابلس بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل جراء الاشتباكات التي شهدتها طرابلس بين عناصر مسلحة من «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» وأخرى تابعة لكتيبة «ثوار طرابلس».

وحسب المصدر، فقد توفي نتيجة الاشتباكات المواطنين محمد ذهب، ومحمود العماري، إضافة إلى الطفل مصعب فتحي ميلاد، فيما أفاد شهود عيان «بوابة الوسط» بأن هذه الاشتباكات وقعت نتيجة اعتقال جهاز الردع عنصرا يتبع كتيبة «ثوار طرابلس»، التي يقودها أيوب أبوراس.

«الرئاسي» يوجه بفتح «تحقيق شامل»
بدوره، طالب المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش، فجر الجمعة، النائب العام والمدعي العام العسكري كل حسب اختصاصه بفتح تحقيق شامل في أسباب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس، والتي «تسببت في إرهاب المواطنين الآمنين في بيوتهم»، على حد قوله.

وحض المجلس الرئاسي، في بيان تعليقا على هذه الاشتباكات، «جميع أطراف الصراع بوقف إطلاق النار، والعودة إلى مقراتهم فورا»، وحض وزيري الدفاع والداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الموقتة على اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها فرض الأمن داخل العاصمة.