بينما لا يزال المعسكران المتنافسان يتنازعان على السلطة، لا يزال الأفق قاتمًا بالنسبة لسبعة ملايين نسمة، غالبيتهم دون سن 35 عامًا في ليبيا، خاصة بعدما ضيعت البلاد إعادة جدولة الانتخابات الملغاة في ديسمبر إلى أجل غير معلوم وفق ما ذكر تقرير سويسري.

وسلّط موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري «آر تي أس» الناطق باللغة الفرنسية، اليوم الإثنين، الضوء على حياة المواطنين في ظل أزمة الكهرباء، مشيرًا إلى اعتماد العشرات من المتاجر في شارع التسوق بوسط طرابلس على محركات توليد الطاقة، ومن هؤلاء بائع ملابس الشباب الذي شرح كيف يستخدم هذا المولد للحصول على الكهرباء، لأن هناك انقطاعًا من 4 إلى 7 ساعات في اليوم، حيث اقتناه مقابل 700 دولار، أي ثلاثة أضعاف راتبه. رغم ذلك هذا الجهاز لا يحل المشكلة لأنه يجب البحث عن تزويده بالبنزين مع النقص في الوقود بسبب زيادة الاستهلاك أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

ويختزل هذا المواطن ما يعيشه يوميًا بـ«دائرة لا نهاية لها من المشاكل» على الرغم من إصلاح العديد من محطات الطاقة لكنها لا تعمل لماذا؟ بسبب الفساد! حسب قوله.

ليبيا من أكثر الدول فسادا رغم الثروة النفطية
ويذكِّر التقرير السويسري بأن ليبيا دولة غنية بالنفط حتى أنها تمتلك أكبر الاحتياطات في القارة الأفريقية، وهذا العام جلب الذهب الأسود مرة أخرى أكثر من 7 مليارات فرنك سويسري للدولة. لكن البلاد هي أيضًا واحدة من أكثر الدول فسادًا في العالم ونتيجة لذلك، أصبح النظام الصحي في حالة خراب.

- تقرير فرنسي: الليبيون يعيشون مفارقات أغنى دولة وارتفاع مستوى الفقر
- تقرير: التغيير قادم لا محالة.. واحتجاجات الجمعة مؤشر على نهاية «النخب الطفيلية»
- «احتجاجات الجمعة».. تأييد من الأجسام السياسية «المغضوب عليها» دون أي تحرك لتنفيذ المطالب

ويرصد المصدر معاناة المرضى في ظل غياب عيادات أو أطباء، أو دواء في المستشفى، الأمر الذي يدفع الجميع إلى اقتنائها من الخارج وإجراء التحاليل في العيادات الخاصة. أما العاملون في نظام المستشفيات هم أيضًا الضحايا المباشرون للأزمة فقد كان وليد متدربًا لمدة عام في وحدة العناية المركزة، دون أن يتقاضى أي راتب.

وواصل يقول: «أعرف الأطباء الذين ينتظرون دفع أجرهم منذ ثلاث سنوات»، ويضيف وليد: «لكن يومي الجمعة والسبت لا يمكثون في المستشفى، لذلك غالبًا ما كان لدينا أشخاص يموتون في عطلة نهاية الأسبوع لأن المركز كان فارغًا».

وللخروج من حالة الركود والحفاظ على نفسه، ينوي وليد مغادرة البلاد لوضع الاحتمالات إلى جانب ذلك قرر العودة إلى المدرسة، ويراجع كل يوم في مساحة العمل المشتركة التي أنشأتها «لبنى»، رائدة الأعمال البالغة من العمر 28 عامًا، التي صممتها لتكون بمثابة شرنقة لجيلها.

تحفيز حكومي للشباب الليبي
في المقابل، لمساعدة الشباب على البدء في الحياة العملية، أنشأت الحكومة الليبية منحة دراسية جديدة، بمبلغ 400 مليون فرنك سويسري ومبلغ مخصص فقط للزوجين الجدد، لأن تكلفة الزواج أصبحت باهظة في البلاد.

تحفيز يعتبره محمد (30 عامًا) ضروريًا، إذ دون هذه المساعدة البالغة 4000 يورو، كان عليه الانتظار 3 سنوات أخرى قبل أن يتمكن من الزواج من خطيبته، متوجهًا بالثناء على الحكومة الوحيدة التي تفكر في الشباب.

الحل الحقيقي لأزمة الليبيين
رأي مع ذلك لا يشاركه الجميع، مؤكدين «إنها مجرد إسعافات أولية!» بالإضافة إلى ذلك، تم تزويج بعض الفتيات ليأخذ آباؤهن نصيبهن من المنحة، لأنهن لا يملكون أي رأي في الزواج.

الحل الحقيقي لأزمة الليبيين «خطة لنظام صحي ومجاني، مع تقديم تعليم جيد النوعية للجميع»، كما صرح «أريج» مهندس أعزب يبلغ من العمر 29 عامًا. ومثل ما يقرب من 3 ملايين ليبي، سجل في القوائم الانتخابية، على أمل أن يتمكن يومًا ما من تقرير مستقبل بلده.