Atwasat

باحث أميركي: يمكن لليبيا أن تصنع أو تكسر دبلوماسية بايدن النفطية في الشرق الأوسط

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 11 يوليو 2022, 10:40 صباحا
WTV_Frequency

قال الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بن فيشمان، إن الانخراط الأميركي المكثف في ليبيا مهم لدعم سياسة إدارة الرئيس جو بايدن الهادفة إلى زيادة إنتاج النفط في الشرق الأوسط، موضحًا أن دعم الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وعودة إنتاج من 500 ألف إلى مليون برميل نفط يوميًا، «سيمثل ضربة استراتيجية لروسيا»، التي نشرت مجموعة «فاغنر» في البلاد.

وأضاف بن فيشمان، في مقال نشرته «ذا ناشيونال إنترست» أمس الأحد، أن ضخ النفط «لا ينبغي أن يكون من التحديات» في ليبيا، مشيرًا إلى توقف الإنتاج نتيجة الصراعات، وغياب الصيانة للمنشآت النفطية، «واحتلال تلك المواقع لابتزاز الحكومة الموقتة»، ما جعل ليبيا تخسر فرص بيع بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، «كما أثر على الأميركيين عند محطات الوقود».

وأكد فيشمان، الذي شغل منصب مدير ليبيا في مجلس الأمن القومي الأميركي في الفترة بين العامين 2011 و2013، «أن حل الاضطرابات السياسية في ليبيا ليس بالمهمة السهلة»، لافتًا إلى المفاوضات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة برعاية أممية من أجل التوصل للقاعدة الدستورية للانتخابات.

الانتخابات أهم من الخلاف حول شرعية الحكومة الموقتة الحالية
وتابع: «الانتخابات ضرورية لوضع البلاد على أساس أكثر استقرارًا، وقد أحرزت الأطراف تقدمًا كبيرًا في الجولة الأخيرة من المحادثات لكنها لا تزال في طريق مسدود بشأن مسألة أهلية الترشح، وهي مسألة مهمة إذا كان (قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة) حفتر أو الشخصيات الجدلية الأخرى، مثل سيف القذافي، يمكن أن يترشحوا للرئاسة مرة أخرى.. المسار الواضح للانتخابات أهم من الخلاف حول شرعية الحكومة الموقتة الحالية.. إن صبر الشعب الليبي بدأ ينفد بشكل متزايد مع انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد ضد الطبقة القيادية الراسخة بسبب الجمود السياسي وندرة الخدمات الأساسية».

ويرى الباحث الأميركي أن الولايات المتحدة والأوروبيين لم يدعموا جهود الأمم المتحدة بشكل كافٍ، مشيرًا إلى المؤتمرات التي عقدت برعاية المستشارة الألمانية السابقة أنغلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، (مؤتمري برلين 1 و2، ومؤتمر باريس)، وعقب أن هذه الجهود «لم تستمر وسرعان ما يقع على عاتق الدبلوماسيين من المستوى الأدنى» رعاية المحادثات بين الليبيين، وأكمل: «بالإضافة إلى ذلك ، يقوض اللاعبون الإقليميون الأكثر نشاطًا بشكل روتيني التقدم المحتمل».

الولايات المتحدة تركز على آلية إيرادات النفط
كما سلط الضوء على تركيز الولايات المتحدة أخيرًا على «دفع مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط لإقرار آلية اقتصادية تعالج التظلمات الأساسية لليبيين» شرق البلاد، وهي «عدم توزيع عائدات النفط بشكل عادل وشفاف».

- ليبيا ضمن أجندة بايدن في زيارته التاريخية للشرق الأوسط
- العياري: الاتحاد الأفريقي يعتزم عقد مؤتمر للمصالحة في ليبيا
- تقرير: التغيير قادم لا محالة.. واحتجاجات الجمعة مؤشر على نهاية «النخب الطفيلية»

وقال إن «رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا اعترف بأن استراتيجية حصار النفط ستنتهي بمجرد تمويل ميزانيته»، منبهًا إلى أن عمليات إغلاق المنشآت النفطية الأخيرة «أدت إلى انخفاض الإنتاج الليبي بنحو 600 ألف برميل يوميًا منذ بداية العام 2022، ما يزيد عن ضعف زيادة (أوبك) التي تعهدت بها» السعودية والإمارات.

وشدد على أن «الولايات المتحدة محقة في أنه يجب أن تكون هناك آلية محايدة لتوزيع عائدات النفط حتى إجراء الانتخابات، لكن هذا يضع العربة أمام الحصان»، متابعًا: «مثل هذا الامتياز المالي من شأنه أن يمنح حفتر وحلفاءه مثل باشاغا ما يريدون - السيطرة على عائدات النفط - دون ضمان التسوية السياسية.. إذا حصلوا على الإيرادات، فلن يعود لديهم حافز لدعم الانتخابات».

التعامل مع حفتر
وقال فيشمان إنه حان الوقت للتعامل مع حفتر، «وهو ما كرهت الإدارات الأميركية المتعاقبة القيام به»، شارحًا: «يجب إخباره بشكل لا لبس فيه برفع أي إغلاق لمنشآت نفطية قبل قبوله في أي عملية سياسية، وبصفته مواطنًا أميركيًا، يمكن تجميد أصوله ويمكن توسيع دعوى قضائية مدنية ضده أخيرًا في ولاية فرجينيا».

وأكمل: «ويجب إخبار مصر، المدافع الرئيسي عنه، أن دعمهم لحفتر يضر بالمصالح الأميركية. يجب أن توضح كلمة من الرئيس بايدن للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة السعودية المقبلة أن مصر مسؤولة أيضًا عن إعادة تشغيل إنتاج النفط الليبي. في الوقت نفسه، يجب أن تتوقف الاشتباكات بين الجماعات المسلحة الموالية لكل جانب. ويمكن لمصر وتركيا، الداعمين الرئيسيين لطرابلس، الضغط من أجل هذا الشرط لأن أيًا من الدولتين ليست لديه مصلحة في رؤية العودة إلى الحرب الأهلية. من الصعب تصور حدوث مثل هذا التنسيق الدبلوماسي دون تنسيق نشط من قبل الولايات المتحدة».

واختتم: «يصادف شهر سبتمبر من هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لجرائم القتل المأساوية التي تعرض لها السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين في بنغازي.. حينها ألقى بايدن، نائب الرئيس آنذاك، إشادة مؤثرة لستيفنز وزملائه في بهو وزارة الخارجية حيث أُضيفت أسماؤهم إلى اللوحة التذكارية للدبلوماسيين الذين سقطوا في الخارج. كان هدف السفير ستيفنز هو رؤية ليبيا كدولة مستقرة ومزدهرة بعد معاناتها لسنوات في ظل ديكتاتورية قاسية. ولا يمكن تحقيق هذه الرؤية إلا خلال هذه اللحظة المحفوفة بالمخاطر للبلاد من خلال الانخراط النشط للولايات المتحدة، الذي تصادف أن يتزامن مع دفعة تشتد الحاجة إليها لسوق الطاقة العالمية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«التجاري الوطني» يعلن موعد استلام إيداعات الخمسين دينارًا في 41 فرعًا
«التجاري الوطني» يعلن موعد استلام إيداعات الخمسين دينارًا في 41 ...
الباعور يبحث مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا مع مبعوث فرنسي
الباعور يبحث مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا مع مبعوث فرنسي
مصدر من المجلس الرئاسي لـ«بوابة الوسط»: المنفي يوفد مبعوثين إلى المغرب وموريتانيا
مصدر من المجلس الرئاسي لـ«بوابة الوسط»: المنفي يوفد مبعوثين إلى ...
المستشفى الجامعي طرابلس يبحث استقدام عناصر طبية مساعدة من الفلبين
المستشفى الجامعي طرابلس يبحث استقدام عناصر طبية مساعدة من الفلبين
«هنا ليبيا» يرصد: تراكم القمامة في البيضاء.. ومعرض معاهد فنية بالمرج
«هنا ليبيا» يرصد: تراكم القمامة في البيضاء.. ومعرض معاهد فنية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم