توقعت خبيرة الشؤون الليبية كبيرة المحللين بمجموعة الأزمات الدولية، كلوديا غازيني، ألا تسفر المحادثات الجارية في جنيف بين رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري «عن نقطة تحول» في مسار الأزمة الليبية، مشيرة إلى تعدد نقاط الخلاف بين الطرفين.

وقالت غازيني لوكالة الأنباء الإيطالية «نوفا» اليوم الأربعاء، إن محادثات عقيلة والمشري في جنيف «لن تسفر عن أي نقطة تحول» لأن «نقاط الخلاف ما زالت كثيرة للتوصل إلى اتفاق حقيقي بشأن الانتخابات».

غازيني: لا تقدم على المسار التنفيذي بشأن تشكيل الحكومة
وتحدثت غازيني عن المسار التنفيذي وهو أحد نقاط الخلاف بين الطرفين المحتمل مناقشته خلال اجتماع جنيف، مشيرة إلى أن هناك على الهامش «محاولات لمناقشة مسألة تشكيل حكومة جديدة، ولكن حتى على هذه الجبهة يبدو أنه لا يوجد تقدم».

وتصاعدت الأزمة السياسية في ليبيا بعدما تعذر إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021، وتوجه مجلس النواب إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا ومنحها الثقة مطلع فبراير الماضي، ورفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة قبل إجراء الانتخابات.

غازيني: الأطراف الليبية غير مستعدة لتقديم تنازلات
وخلصت غازيني، التي عادت إلى تونس بعد زيارة بنغازي حيث التقت هناك نائب رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، علي القطراني، إلى أنه «لا يبدو أن الفصائل الليبية المختلفة بما فيها الحكومتان مستعدة لتقديم تنازلات»، بالرغم من أن «كل من باشاغا والدبيبة مستعدان لإجراء تعديل وزاري بين الحكومتين، لكن كلاهما يريد الاحتفاظ بدور رئيس الوزراء».

- البعثة الأممية تتوقع اختتام اجتماع المسار الدستوري في جنيف غدا الخميس
- مصادر لقناة الوسط «WTV»: تعثر محادثات جنيف وتأجيل توقيع الاتفاق على الوثيقة الدستورية
- الصافي لـ«قناة الوسط»: مؤتمر صحفي لتوقيع التوافقات الدستورية بين عقيلة والمشري بجنيف الإربعاء

ونوهت غازيني إلى أن «هناك نقاشات مستمرة بين أقارب الدبيبة وأقارب المشير خليفة حفتر في دولة خليجية»، في إشارة إلى ما يتردد أخيرا عن وساطة إماراتية بين الطرفين لحلحلة المسار التنفيذي في ظل تعذر توافق مجلسي النواب والدولة بشأن المسار الدستوري للمضي قدما في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

تمديد محادثات عقيلة والمشري في جنيف إلى الخميس
وتوقعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اختتام المحادثات الجارية في جنيف بين عقيلة والمشري غدا الخميس، مؤكدة استمرار الطرفين في «العمل على القضايا المتبقية المتعلقة بالإطار الدستوري بشأن إجراء الانتخابات في ليبيا».

وجاء في تنويه وزعته البعثة على وسائل الإعلام مساء اليوم «تحت رعاية المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، تستمر مشاورات الاجتماع رفيع المستوى للمسار الدستوري الليبي لليوم الثاني ومن المتوقع أن تُختتم هذه المشاورات غدا الخميس 30 يونيو».

خلافات تؤجل توقيع اتفاق الوثيقة الدستورية
وفي وقت سابق من مساء اليوم، أكدت مصادر مطلعة إلى قناة الوسط «WTV»، «تأجيل توقيع اتفاق على وثيقة دستورية في جنيف بين مجلسي النواب والدولة بعد تعثر المحادثات» الجارية منذ أمس الثلاثاء بين عقيلة والمشري بحضور وليامز.

وتسبب ذلك في إلغاء الاجتماعات التي كانت مقررة اليوم بين رئيسي المجلسين والوفدين المرافقين لهما والمستشارة الأممية ستيفاني وليامز التي «اكتفت بلقاءات جانبية مع الوفدين».
وذكرت مصادرقناة الوسط «WTV» أن تعثر المفاوضات بين مجلسي النواب والدولة في جنيف «كان فجائيا بعد أجواء تفاؤل حتى صباح اليوم الأربعاء»، مشيرة إلى أن هذا التطور السلبي جاء بسبب «الخلافات على شروط الترشح للرئاسة وصلاحيات الرئيس التي كانت أبرز ما تسرب من كواليس اللقاءات».