Atwasat

السني: مصير الشعب الليبي أصبح رهينة خلافات أعضاء مجلس الأمن وقوى إقليمية

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 28 يونيو 2022, 10:07 صباحا
WTV_Frequency

قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني، إن مصير الشعب الليبي «أصبح رهينة خلافات أعضاء مجلس الأمن الدولي وبعض القوى الإقليمية المتداخلة في الشأن الليبي»، مشيرا في هذا السياق إلى عدم القدرة على الوصول إلى توافق على ولاية عمل البعثة الأممية أو تعيين المبعوث الخاص الجديد للأمين العام.

وجدد السني، خلال كلمته في جلسة لمجلس الأمن أمس الإثنين، دعوته إلى مجلس الأمن بتفويض الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة لدعم العملية الانتخابية في ليبيا، وارسال فرق تقييم احتياجات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات فورا، ودعم المفوضية مبكرا، مكملا «وهنا نتحدث عن دعم فني ولوجستي وتقني، ومراقبة دولية وإقليمية، حتى لا يضيع الزخم الحالي، ولضمان أن تكون العملية الانتخابية شفافة ونزيهة يقبل بها جميع الأطراف، ونتفادى أي محاولات للتزوير أو التلاعب أو التشكيك في النتائج كما يخشى البعض».

وإلى نص الكلمة

السيد الرئيس

أشكركم على تنظيم هذه الجلسة كما أشكر السيدة روز ماري ديكارلو على إحاطتها ومن خلالها نشكر السيدة ستيفاني وليامز على جهودها في الآونة الأخيرة.

مضى شهر تقريبا على آخر إحاطة لنا أمام هذا المجلس وكنا قد حاولنا فيها إيصال صوت المواطن الليبي لكم حاولنا نقل معاناتهم وتساؤلاتهم بشكلٍ مباشر بعيدا عن جدل السياسيين ولكن للأسف لم يحدث أي جديد يُمكن الحديث عنه اليوم بل استمر الوضع السياسي متأزما ومعاناة المواطن تزداد تفاقما وفي ظل أزمة الطاقة والكهرباء التي تشهدها معظم مناطق ليبيا هذه الأيام ازداد الغضب الشعبي ويأسهم من الجميع وأشك أن هناك من سيستطيع متابعة هذه الجلسة أو يرغب في ذلك أصلا. لذا أود أن اعتذر مسبقا من إخوتي وأخواتي الليبيين إن كان الكلام الذي سمعتموه اليوم وما سنقوله يبدو مكررا ويدور في حلقة مفرغة والواقع أنه قد لا يغير من الوضع الذي تعانون منه الكثير.

السيدات والسادة
كما استمعنا اليوم كانت آخر المحطات التي كنا نترقبها ورحبنا بها هي الحوارات التي جرت في القاهرة أخيرا بين مجلس النواب ومجلس الدولة والتي ننتهز هذه المناسبة بتقديم الشكر لأعضاء المجلسين لما بذلوه لإيجاد أكبر قدر من التوافق ولكن للأسف لم يكتمل الاتفاق في الجولة الثالثة وهو ما قد نبهنا لاحتمال حدوثه سابقا فهناك بعض النقاط التي لا زالت عالقة ولكنها في واقع الأمر جوهرية وأساسية وهذه النقاط هي التي تُعطل حتى الآن استكمال المسار الدستوري أو القاعدة الدستورية أيا كانت التسميات هذه التسميات والتي في حد ذاتها محل خلاف وجدل أيضا.

ورغم ذلك فإننا نتطلع إلى اللقاء الذي سيجمع غدا رئيسي مجلس النواب ومجلس الدولة في جنيف كما تم الإعلان عنه ونأمل أن يتحقق فيه التوافق على كافة النقاط المتبقية حتى نستطيع كسر هذا الجمود السياسي والمضي قدما لعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على قاعدة صحيحة وفي أقرب وقتٍ ممكن وضمان مشاركة واسعة من كافة الأطراف السياسية دون اقصاء متعمد لأحد ونصل فعلا وكما نسمع منكم إلى حلا ليبيا خالصا وبقيادة وملكية ليبية حقيقية. لأن تجاربنا السابقة والاتفاقات السياسية المختلفة مثل اتفاق الصخيرات وجنيف أثبتت أن الأزمة الليبية ليست قانونية أو مرتبطة بنصوص وخارطة طريق ومدد زمنية بل الأزمة سياسية بامتياز ومرتبطة بأهواء وصراعات عدة قوى اقليمية ودولية متدخلة في بلادي.

السيدات والسادة
وفي هذا الصدد وعلى الرغم من أن المفوضية العليا للانتخابات قد أعلنت أنها مستعدة لإجراء الانتخابات في أكثر من مناسبة حال تم التوافق على القوانين وزوال ما اعتبرته القوة القاهرة فأننا ندعو من جديد مجلس الأمن بتفويض الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة لدعم العملية الانتخابية وإرسال فرق تقييم الاحتياجات فورا ودعم المفوضية العليا للانتخابات مبكرا ومساعدتها في الاستعداد للانتخابات المرتقبة في جميع مراحلها بمجرد التوافق على القوانين والجدول الزمني الخاص بها وهنا نتحدث عن دعم فني ولوجستي وتقني ومراقبة دولية وإقليمية حتى لا يضيع الزخم الحالي، ولضمان أن تكون العملية الانتخابية شفافة ونزيهة يقبل بها جميع الأطراف ونتفادى أي محاولات للتزوير أو التلاعب أو التشكيك في النتائج كما يخشى البعض.

الانقسام داخل مجلس الأمن يؤثر سلبا على مصير الشعب الليبي
لاحظنا مرة أخرى حجم الانقسام داخل هذا المجلس مما يؤثر سلبا على مصير الشعب الليبي الذي أصبح للأسف رهينة خلافات أعضاء المجلس وبعض القوى الإقليمية المتدخلة بشكل مباشر في الشأن الليبي ويتجلى ذلك مثلا في عدم القدرة على الوصول إلى توافق حتى الآن على ولاية عمل البعثة الأممية أو على تعيين المبعوث الخاص الجديد للأمين العام وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك ويبدو أنها لن تكون الأخيرة.

وقد أكدنا سابقا أن الأزمة في ليبيا ليست مختزلة في شخص المبعوث أو قدراته من إيماننا أن الصراع الدولي والتدخلات الخارجية وانقسام مجلس الأمن، هي الأسباب الحقيقية وراء فشل جميع مبادرات البعثات الأممية سابقا بغض النظر عمن يترأسها ومن هنا نسجل اعتراضنا وتحفظنا على الآلية الحالية المتبعة لاختيار المبعوث الأممي والتي تعطي مجلس الأمن اليد العليا في حسم الاختيار أما نحن أصحاب الشأن الدولة المعنية بالأمر فيتم تبليغنا باسم المرشح فقط لرفع العتب.

ومهما كان رأي الدولة سلبا أو إيجابا يظل رأي لا يرتقي للتنفيذ لذا نحن نطالب الأمين العام ولنجاح عمل أي مبعوث ووسيط دولي أن يبدأ تشاوره بخصوص أي مرشح أولا مع الليبيين ويتأكد من التوافق بين الأطراف السياسية المعنية قبل طرح الاسم على مجلس الأمن لأن من المفترض أنه مبعوث وممثل الأمين العام وليس مبعوث أو ممثل مجلس الأمن حينها نؤكد لكم أنه سيكون من الصعب رفض الترشيح من أعضاء المجلس عند علمهم بوجود توافق محلي بالخصوص.

وفي السياق نفسه وعند حديثنا عن آليات عمل مجلس الأمن لا يفوتنا تسجيل تحفظنا أيضا على آليات عمل المجلس عند الإعداد لمشاريع القرارات أو البيانات الرئاسية لأنه وبالطريقة نفسها يتم تجاوز الدولة المعنية ورأيها لأن أعضاء المجلس وحامل القلم غير ملزمين بإشراك الدولة المعنية في التشاور والنقاش ويتم الاكتفاء بالتواصل الودي بيننا وبين بعض الأعضاء وكأن الأمر مجاملة ولا يخصنا بالأساس... أعتقد أنه حان الوقت لتغيير هذه الآليات لتكون أكثر شفافية وعادلة ليس مع ليبيا فقط بل مع جميع الدول التي تُنظر في المجلس لأن هذه الآليات وكما يبدو هي أعراف اتبعها مجلس الأمن عبر العقود وليست مرتبطة بأي لوائح أو قوانين فعلية.

دعوة إلى دعم مشروع المصالحة الوطنية
رغم كل التحديات والظروف الصعبة لكن لا يزال يحذونا الأمل للخروج من الأزمة الراهنة وعلينا الالتفاف حول كل مبادرة وحل من شأنه جمع الليبيين وإنهاء الصراع ومن هذا المنطلق نطالبكم بدعم الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية التي أطلقها المجلس الرئاسي منذ أيام هذه الرؤية التي شهد في يوم الإعلان عنها مشاركة المؤسسات السيادية والمنظمات الدولية والإقليمية المختلفة فقد شارك في حفل الافتتاح السيد رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الدولة ورئيس وأعضاء المجلس الرئاسي وكذلك الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة مشهد يستحق الوقوف عنده ونتمنى أن يتم البناء عليه ودعمه.

لأن عملية المصالحة الوطنية لا تقل أهمية عن العملية السياسية بل لا نبالغ إن قلنا إنها لو طُبقت بشكل صحيح ستكون السبب الرئيسي في إنجاز طموحات الشعب الليبي في الاستقرار والسلام لأننا بحاجة إلى نضج الضمائر وإلى تهدئة النفوس وتصفية القلوب للوصول إلى توافقات حقيقية.

إن الخلاف الحاد بين الفرقاء الليبيين وزيادة تعقيد المشهد السياسي مع غياب الإرادة الدولية لحل المشكلة تبعث في نفوس أبناء الوطن الخوف من الحاضر والمستقبل، لأننا قد نجد حلولا تلفيقية لمشكلات اليوم ولكن هذه المشكلات حتما ستعود وستتكرر بشكل أكثر إيلاما، لأن أسس الاختلاف موجودة ما لم يكن هناك حلولا جذرية لها. لذا فإننا نتطلع إلى أن تحقق الرؤية الاستراتيجية للمصالحة الوطنية أهدافها المعلنة وهي مصالحة جامعة شاملة تؤَمن بيئة مجتمعية مستقرة ينعم أفرادها بعيشٍ آمن دون تمييز أو إقصاء.

«علينا التذكير بأنه على الرغم من جميع المبادرات الدولية والاتفاقيات المختلفة على مدار السنوات الماضية افتقدت إلى حوار خاص بالمصالحة الوطنية كل الحوارات كانت إما سياسية عسكرية أو اقتصادية يمكن أن نسميها حوارات تقنية ومنذ 2011 دخلنا حلقة مفرغة وجميع الاتفاقيات كانت هشة ولم يمكن استدامتها كل الحلول المقدمة اتبعت أسلوب فوقي وتناست القاعدة الأساسية وهم الناس لذا ندعو الجميع وبالأخص الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لدعم مسار المصالحة الوطنية وأن تكون هذه الجهود مكملة للتوافق حول القاعدة الدستورية».

ختاما ندعو أبناء شعبنا إلى أن يلتفوا حول كل المبادرات والمقترحات التي من شأنها تعزيز بناء الثقة ونبذ العنف وخطاب الكراهية وإنهاء جذري للأزمة وعدم الارتهان للأجنبي علينا جميعا يد بيد العمل على إنهاء جميع أنواع التواجد الأجنبي بكافة المسميات والأنواع؛ فكلنا رأينا يوما بعد يوم كيف توافقت وتصالحت الدول التي كانت بالأمس القريب أعداء وكيف وضعت مصلحتها فوق كل اعتبار وكأن شيئا لم يكن لذا علينا وضع مصلحة بلادنا أولا وأخيرا فهذا هو سبيلنا الوحيد للخروج من دوامة الصراع والذهاب نحو بناء دولة ليبيا الحديثة دولة المؤسسات والقانون.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مصادرة سلع ومواد غذائية منتهية الصلاحية في القطرون
مصادرة سلع ومواد غذائية منتهية الصلاحية في القطرون
8250 طالباً ليبياً يسجلون في مبادرة «تحدي القراءة العربي»
8250 طالباً ليبياً يسجلون في مبادرة «تحدي القراءة العربي»
عناصر القوة العسكرية المشتركة تصل بوابة رأس اجدير (صور)
عناصر القوة العسكرية المشتركة تصل بوابة رأس اجدير (صور)
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. وتطالب بالتحقيق في «تضارب مصالح»
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. ...
في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام الأمنية على الحدود مع تونس
في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم