أثارت زيارة وزير الخارجية الكونغولي جان كلود غاكوسو إلى العاصمة طرابلس، غضب مجلس النواب الذي «اتهمه بالانحياز».

ووصل الوزير، الذي تترأس بلاده لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى للمباحثات حول ليبيا، إلى طرابلس الإثنين الماضي على رأس وفد للاتحاد، والهدف من الزيارة تخفيف حدة التوتر بين الحكومتين المتنافستين في البلاد، وتنظيم مؤتمر مصالحة وطنية جديد قبل الانتخابات.

تحذير من العنف حال تنظيم الانتخابات دون مصالحة
وقال غاكوسو لدى وصوله طرابلس، إن «تنظيم انتخابات دون مصالحة قد يكون مصدرًا للعنف والليبيون يعرفون ذلك جيدًا»، حسب تقرير موقع الإذاعة الفرنسية.

وخلال هذه المهمة، التقى الوفد الأفريقي الذي يضم أيضًا الوسيط الموريتاني محمد الحسن، الثلاثاء الماضي، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

وبحسب الوزير الكونغولي، فمهمته جاءت عقب المحادثات التي أجراها في مايو الماضي في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي «يدعم هذا النهج الأفريقي بشأن المصالحة»، معبرًا عن أمله في قلب الصفحة والتقدم نحو التسامح كما في جنوب أفريقيا.

غضب في مجلس النواب من الزيارة
وتسببت الزيارة في غضب مجلس النواب الذي عبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية به يوسف العقوري عن «أشد عبارات الاستنكار» لها، بعدما «التقى غاكوسو مسؤولي حكومة الوحدة منتهية الولاية».

واعتبر العقوري في بيان، مهمة الاتحاد الأفريقي «انتهاكًا سافرًا» لمواثيق الاتحاد وأبرزها «احترام سيادة الدول الأعضاء، والأعراف الديمقراطية».

وقال إن الزيارة «انحياز سافر لطرف معين، وتجاهل لإرادة مجلس النواب الممثل الشرعي للشعب الليبي الذي اختار حكومة جديدة وفقًا للآليات الديمقراطية المتعارف عليها»، مطالبًا الاتحاد الأفريقي بـ«التوضيح الفوري» لملابسات الزيارة، ومراجعة مواقفه، و«احترام السلطة الشرعية في ليبيا».

محاولة لدعم تعيين أفريقي في منصب المبعوث الأممي
وتحاول أفريقيا منذ العام 2011 تقديم مساهمة في حل الصراع الليبي، كما تدفع من أجل تولي أحد الأفارقة منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، لكن القارة تواجه معارضة واشنطن.

ومع قرب انتهاء تجديد الأمم المتحدة لمستشارة الأمين العام بشأن ليبيا ستيفاني وليامز، استبعد موقع «أفريكا إنتلجنس» الفرنسي استخدام روسيا المحتمل لحق النقض «فيتو» للإبقاء على خيار تعيين مرشح أفريقي من دولة عربية قيد الدراسة، في إشارة إلى وزير الخارجية التونسي الأسبق المنجي الحامدي، الذي قال إنه «يناضل من أجل المنصب منذ عدة أسابيع»، وأنه «مدعوم بقوة من الجزائر التي أيدت تعيينه كممثل خاص للأمم المتحدة في مالي العام 2015، ورئيس بعثة مينوسما هناك».

- المنفي يتلقى رسالة من رئيس الكونغو
- الكوني يؤكد استعداد ليبيا تسخير كافة الإمكانات لعودة تجمع الساحل والصحراء إلى طرابلس
- المنقوش تشيد بدعم الاتحاد الأفريقي جهود المصالحة الوطنية في ليبيا

وذكر الموقع الفرنسي أن الجزائر لا تزال تحاول إقناع الدول الغربية وخاصة فرنسا بالحامدي، مردفًا أنه «يمكن لموسكو التي تؤيد رسميًا تعيين مرشح أفريقي، أن تسانده».

ورأى «أفريكا إنتلجنس» أن ما يعيق وصول الحامدي إلى رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «سجله السيئ في مالي، حيث بقي في منصبه لمدة عام بالكاد، وفشل في تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين متمردي باماكو والطوارق في الشمال، علاوة على ذلك، لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي مستعدان لتقديم أي خدمة لتونس، التي تعيش في خضم انقلاب مؤسسي بقيادة الرئيس قيس سعيد». يشار إلى أن الصين تقف الى جانب روسيا في دعوتها إلى تعيين مبعوث أممي أفريقي لدى ليبيا في أسرع وقت ممكن.

وذكر المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة داي بينغ أخيرًا أن المرشح الأفريقي يجب أن يحل محل الأميركية ستيفاني وليامز، مشددًا على أن المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية يجب أن تلعب دورًا أكثر نشاطًا في الأزمة في ليبيا.