صرح الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، الجمعة، بأن هناك اختلافات في الآراء بين عدد من الدول الأعضاء داخل مجلس الأمن الدولي تحول دون تمكن الأمين العام للأمم المتحدة من تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، فضلا عن أن هذه المناصب «يصعب شغلها بشكل متزايد» على حده قوله.

جاء ذلك ردا من دوغاريك خلال إحاطته اليومية، على سؤال حول أسباب عدم التمكن من تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، ورغم الاختلافات التي ذكرها الناطق غير أنه أكد أن «أملنا وتفاؤلنا لا حدود لهما، وكذلك تصميمنا».

وتستمر الخلافات داخل أروقة المنظمة الدولية بين دول غربية وروسيا بشأن اسم المبعوث الجديد بعد أن غادر المبعوث السابق يان كوبيش منصبه في نوفمبر الماضي.

تأثير الحرب في أوكرانيا على تعيين مبعوث جديد لليبيا
وبشأن تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا على القدرة على التوصل إلى اتفاق داخل مجلس الأمن بشأن المبعوث الجديد إلى ليبيا، قال دوغاريك: «لدينا إيمان كامل بقدرة أعضاء مجلس الأمن على الالتقاء حول قضايا معينة بينما يظلون منقسمين حول قضايا أخرى. منذ وقت ليس ببعيد، حتى فيما يتعلق بأوكرانيا اجتمعوا في بيان يدعم جهود الأمين العام»، وأضاف:« أملنا وتفاؤلنا لا حدود لهما. وكذلك تصميمنا».

- هل اقترب إعلان اسم المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا؟ دوغاريك يجيب
- مجلس الأمن يمدد تفويض البعثة الأممية حتى 31 يوليو المقبل
- تفاصيل الخلاف الغربي الروسي داخل مجلس الأمن حول ليبيا.. ورد السني على «الجنائية الدولية»
- «فرانس برس»: الاتحاد الأفريقي سيقترح تعيين أفريقي مبعوثا أمميا إلى ليبيا
- الألماني كريستيان بوك يقترب من رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا

وبخصوص صعوبة العمل كمبعوث أممي، قال الناطق الأممي: «ليس هناك نقص في المرشحين الجيدين. أعتقد أنه من الصعب العثور على أشخاص يرغبون أيضا في القيام بهذه الوظائف ويمكن أيضا قبولهم من قبل الأطراف المعنية».

صعوبات تجديد ولاية البعثة الأممية
وفي مطلع مايو الجاري، تحدث تقرير، صادر عن مجلس الأمن، عن الصعوبات التي اعترضت تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة يوم 29 أبريل لمدة ثلاثة أشهر، حتى 31 يوليو، فعلى الرغم من أن التصويت كان بالإجماع؛ فإن المفاوضات كانت مثيرة للجدل، حيث تباينت آراء أعضاء المجلس فيما يتعلق بمدة الولاية (اقترحت المملكة المتحدة، تجديدا لمدة اثني عشر شهرا).

وقبل اعتماد 29 أبريل، كان المجلس جدد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ثلاث مرات بصفة قصيرة الأجل منذ سبتمبر 2021 بسبب الخلافات بين أعضائه بشأن طول الولاية، وإعادة هيكلة البعثة، واللغة المتعلقة بتعيين بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

ففي وقت أعرب عديد أعضاء المجلس، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في الماضي عن دعمهم المستشارة الخاصة ستيفاني وليامز، ومبادراتها. من ناحية أخرى، دعت روسيا مرارا الأمين العام إلى تعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قائلة إن المرشح المحتمل يجب أن يكون مقبولا لدى الليبيين ولدى أصحاب المصلحة الإقليميين وأعضاء المجلس. وقد أعرب أعضاء المجلس الأفارقة الثلاثة (كينيا والغابون وغانا) عن تفضيلهم مرشحا أفريقيا لقيادة البعثة.

هل اقترب كريستيان بوك من رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا؟
وأمس الخميس، كشف موقع «أفريكا إنتلجنس» الاستخباري الفرنسي، تزايد فرص المبعوث الألماني الخاص إلى ليبيا، كريستيان بوك، في تولي منصب الممثل الخاص ورئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مشيرا إلى أن الدبلوماسي الألماني «لديه فرصة قوية بعد الحصول على دعم واشنطن»، في حين تستعد المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا، ستيفاني وليامز، لترك منصبها نهاية يونيو الجاري.

وقال الموقع الفرنسي إن «العد التنازلي لتعيين المبعوث القادم للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في ليبيا بدأ». لافتا إلى أن المستشارة الخاصة الحالية، الأميركية ستيفاني وليامز «كررت رغبتها في ترك منصبها في 30 يونيو، معترفة باستحالة إنقاذ خطتها لإخراج البلاد من الأزمة».

واعتبر «أفريكا إنتلجنس» أن العملية السياسية في ليبيا خرجت عن مسارها عندما «فشلت حكومة عبدالحميد الدبيبة، المنبثقة عن مفاوضات الأمم المتحدة، في تنظيم انتخابات كما وعدت في ديسمبر الماضي» في إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.