Atwasat

صراع دموي على الذهب قرب الحدود الليبية مع تشاد

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 03 يونيو 2022, 10:54 صباحا
WTV_Frequency

صراع دموي من أجل التنقيب عن الذهب تشهده الحدود الجنوبية لليبيا، مع توتر الأوضاع في تشاد ومقتل عشرات الأشخاص في اشتباكات بين عمال مناجم الذهب الذين يعمل أغلبهم بشكل غير قانوني قرب الحدود مع ليبيا.

وزير الدفاع التشادي، داود يحيى إبراهيم أعلن الإثنين الماضي أن نحو 100 شخص قتلوا في اشتباكات بين عمال مناجم الذهب في شمالي تشاد يومي 23 و24 مايو. وأكد الوزير التشادي أنه جرى تعليق جميع عمليات التعدين غير الرسمية وإجلاء المتواجدين في هذه المواقع، حسبما نقلت وكالة «رويترز».

وتجددت أعمال العنف مساء الأحد في موقع غير رسمي لتعدين الذهب في منطقة كوري بوجودي الجبلية في تشاد، بالقرب من الحدود مع ليبيا، حسب «رويترز»، التي أشارت إلى إرسال حكومة تشاد بعثة لتقصي الحقائق إلى ذلك الموقع في 25 مايو «لتقييم الاضطرابات واستعادة الهدوء».

وتنشط عصابات التنقيب غير الشرعي عن الذهب على حدود ليبيا مع كل من النيجر وتشاد، وتنخرط في هذه الأعمال غير القانونية شخصيات من جنسيات أفريقية راغبة في الوصول إلى أوروبا، إذ يجري استغلالهم من مهربي الذهب.

عصابات الذهب
وتقع مناجم الذهب على الحدود بين ليبيا وتشاد في كل من دجادو شمال شرق النيجر، وكوري بوجودي وكلينجي وتيبستي على الحدود التشادية الليبية، حيث يقوم العمال بغربلة أكياس التبر، وهو مسحوق الذهب المليء بالشوائب.
ويقول بعض من أُلقي القبض عليهم بتهمة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، إنهم عملوا في التنقيب عن الذهب «في منطقتي السرير وتازربو، إذ يجري ضخ كميات كبيرة من المياه في عدد من الحقول لاستخراج الذهب الممزوج بالتراب»، حسبما نقلت عنهم جريدة «العربي الجديد».
وتخضع مناطق مناجم الذهب لنفوذ القبائل المتواجدة الحدود الليبية مع تشاد والنيجر، ما يؤدي أحياناً إلى وقوع صدامات مسلحة بين بعض هذه القبائل.

عملية أمنية
وتنذر المواجهات التي تشهدها منطقة مناجم الذهب في كوري بوجودي بأوضاع أمنية قد تؤثر على الجنوب الليبي. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات القيادة العامة، اللواء خالد المحجوب، الإثنين «إطلاق عملية عسكرية برية مدعومة بغطاء جوي في جميع مناطق الجنوب الليبي»، وذلك بعد أن تحدث في وقت سابق عن فرار «بعض فلول تنظيم داعش باتجاه حدود تشاد والنيجر» عقب استهدافهم من قبل قوات القيادة.

قبل ذلك، كشف المحجوب تنفيذ قوات القيادة «عملية عسكرية خاطفة استهدفت عدداً من عناصر تنظيم الدواعش»، مضيفاً: «الجيش الوطني لن يسمح بوجود هذه التنظيمات في بلادنا وسيواصل تقديم التضحيات في سبيل إنهائها».
وأشار إلى أن العملية نُفذت «بعد أن رصدت وحدات الاستطلاع وبمساندة القوات الجوية مواقع تمركز بعض فلول التنظيم الإرهابي». ولفت إلى وردود معلومات أولية تفيد بأن «بعض عناصر التنظيم الإرهابي فروا باتجاه حدود تشاد والنيجر»، معتبراً أن «العملية حققت أهدافها المرسومة».

للاطلاع على العدد 341 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

الحلم الأصفر
وتعد مناطق الشريط الحدودي الجنوبي لليبيا والذي يربطها مع كل من تشاد والنيجر والسودان بؤر صراع وتوتر أمني دائم خاصة في سياق الصراع على الذهب. ففي أقصى الجنوب الليبي توجد مواقع للتنقيب عن الذهب قريبة من بعضها ويجري التنقيب فيها للحساب الشخصي وبشكل غير قانوني مع تورط قبائل وعناصر مهاجرة في العمل عبر عدة طرق بعضها بدائي والآخر حديث من أجل الوصول إلى حلم المعدن الأصفر.

وفي منطقة الجنوب الغربي تسيطر قبائل التبو والحساونة والمحاميد. أما في المنطقة القريبة من الحدود مع الجزائر فتسيطر قبائل التبو والطوارق. وفي الكفرة تسيطر قبائل الزوية والتبو، وقرب هذه المواقع تجري أعمال التنقيب. لكن الأزمة في حدوث اشتباكات مسلحة بين المجموعات الباحثة عن الذهب والتي تجددت في تشاد خلال الأسبوعين الماضيين.

خريطة التنقيب
ومن مواقع استخراج الذهب قرب حدود ليبيا مع تشاد والنيجر موقع «17» داخل ليبيا، وموقع «بوكلين» وموقع «سويسرا» الذي يجري فيه التنقيب عبر مجموعات أو شركات. وتتقاضى العمالة التي تتخصص في التنقيب أجوراً زاهدة على أمل الوصول إلى المعدن الأصفر، إذ تصل اليومية إلى نحو 100 دينار فقط في اليوم، بينما يقضي العامل حياته في خيام ويعسكر حتى يصل إلى هدف من يشغلونه.

الأجهزة المستخدمة في مراحل التنقيب عن الذهب تتنوع ما بين البدائية والحديثة، ومنها المطرقة والغربال وكذلك الحفار والطاحونة والكسارة. فيما تمر عملية استخراج الذهب بمراحل عدة، إذ يجري تكسير الصخور الكبيرة بالموقع إلى أحجار صغيرة وكمية من الأتربة وتستغرق من 7 – 8 ساعات، ثم يجري نقلها إلى مكان العمل لتكسيرها وطحنها ثم تعويمها وغسلها بالماء ثم تسخينها وحرقها وغربلتها حتى يتم الحصول على مقدار صغير من الذهب الصافي.

وخلال يوم عمل كامل يمكن الحصول على 50 – 100 غرام من الذهب الخالص، بما يعادل شهرياً بين كيلو و2 كيلو من الذهب الخالص. ويمكن أن تزيد الكمية في حال أشرفت شركات كبرى بمعدات متطورة على العمل، مع الاستعانة بعدد كبير من الأيدي العاملة، لتصل الكمية إلى كيلو واحد في أربعة أيام تقريباً.

ويتردد أن بداية اكتشاف الذهب في المناطق الجنوبية في ليبيا تعود إلى العام 2012 على يد شباب في جبال تبستي، بالتحديد في منطقة مسكي داخل الحدود التشادية بالصدفة. وفي العام 2014 جرى اكتشاف الذهب في منطقة براو النيجيرية وهي كلها مناطق يسكنها التبو، ويتواجدون فيها بحكم الانتماء القبلي. وينقب التبو في تلك المناطق دون أي اعتراض، حسب «عربي بوست».

وتعتبر منطقة 35 وهي منطقة داخل الحدود التشادية تبعد عن ليبيا بنحو 35 كيلو متراً أكثر منطقة يوجد بها تنقيب حالياً لتوقف منطقة براو النيجيرية بسبب فرض الحكومة النيجرية ضرائب على المنقبين. أما موقع 17 يجري فيه تنقية وغربلة الذهب فيكتسب أهمية لكونه منطقة تجارية بها أسواق ومطاعم. وبعد التنقيب والتنقية يجري تسويق الذهب إما داخل ليبيا أو تهريبه إلى دول أخرى.

ذهب. (الإنترنت)
ذهب. (الإنترنت)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وفاة الناشط سراج دغمان المحتجز لدى الأمن الداخلي في بنغازي.. ومدونون: «قُتل»
وفاة الناشط سراج دغمان المحتجز لدى الأمن الداخلي في بنغازي.. ...
انتهاء صيانة عمارات الكيش في بنغازي (صور)
انتهاء صيانة عمارات الكيش في بنغازي (صور)
الكبير يبحث في واشنطن مع «المركزي الفرنسي» جهود غسل الأموال والدفع الإلكتروني
الكبير يبحث في واشنطن مع «المركزي الفرنسي» جهود غسل الأموال ...
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري الثالث (صور)
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري ...
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق لحكومة موحدة وانتخابات
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم