هاجم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بشدة ما سماه «نفاق الغرب»، حين تدخل عسكريا في ليبيا ومناطق أخرى تحت ضغط أميركي، ليدمرها دون أن يتكلم أحد.

جاءت تصريحات لافروف في أول مقابلة صحفية مع وسائل إعلام غربية، منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير الماضي.

وعاد الوزير الروسي، خلال مقابلة مع التلفزيون الفرنسي الحكومي «تي إف 1»، بثت اليوم الإثنين، إلى محاولات بلاده لسنوات إقناع الغرب بأنه لا ينبغي جر أوكرانيا إلى «الناتو»، ومع ذلك، فقد اقترب حلف الأطلسي بالفعل من الحدود الروسية خمس مرات، على عكس كل الوعود التي قُطعت عندما اختفى الاتحاد السوفيتي.

وواصل لافروف «تجلى نفاق الغرب بشكل واضح في ردود الفعل على القرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في مواقف مثل يوغوسلافيا العام 1999 والعراق في العام 2003، وليبيا في العام 2011».

واعتبر ممثل الدبلوماسية الروسية أن كل هذه المغامرات العسكرية أطلقتها الولايات المتحدة، بحجة أن بؤر التوتر هذه تشكل خطرا عليهم، وكان هذا التهديد يقع على بعد أكثر من 10 آلاف كيلومتر من الساحل الأميركي، لكن الجميع تبعوا واشنطن لتدمير يوغوسلافيا أولاً، ثم العراق، ثم ليبيا، على حد قوله.

- على ضوء اتهامات الغرب لموسكو باستغلال «فاغنر»..الملف الليبي في محادثات لافروف مع وفد حكومي من مالي

وتابع «خلّف ذلك أكثر من مليون مدني لقوا حتفهم في هذه الصراعات، ولم يقل أحد أي شيء»، مؤكدا أن «الجميع اعتقد أنه أمر طبيعي لأن حاكم العالم الولايات المتحدة، يحكم جميع الدول الغربية الأخرى».

واتهم وزير الخارجية الروسي، فرنسا بلعب دور في تأجيج وتعزيز النازية الجديدة القائمة في أوكرانيا، عبر تسليح كييف بشكل مستمر، مضيفا أن باريس «تطالب باستمرار الحرب لتحقيق نصر» وهزيمة روسيا.

وشدد على أن الحصول على إقليم دونباس الأوكراني «أولوية غير مشروطة» بالنسبة لموسكو، موضحا أن الأمر هو دفع الجيش والكتائب الأوكرانية للخروج من دونيتسك ولوهانسك.

لافروف يتحدث عن الحالة الصحية للرئيس بوتين
وبالعودة إلى تداول صحف غربية أنباء بشأن صحة الرئيس فلاديمير بوتين، نفى وزير الخارجية الروسي، التكهنات قائلا إنه «لا توجد أي إشارات تدل على إصابته بأي مرض»، مشيرا إلى أن بوتين الذي سيبلغ 70 عاما في أكتوبر المقبل، يظهر علنيا «وبشكل يومي».

وللإشارة، تحمّل موسكو في كل مناسبة الغرب ومن وراءه واشنطن، بفبركة الأحداث التي تسببت في هجوم «الناتو» على ليبيا في 2011، وتعتقد أن «البلدان الغربية انتهكت أحكام القرار 1073 عندما اعتبرت أن فرض منطقة حظر طيران يعد ترخيصا لها لتقوم بقصف بلد مزدهر وذي سيادة والنتيجة قتل للمدنيين وفوضى في ليبيا».

وقال ممثل روسيا في مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، خلال آخر اجتماع للمحكمة الجنائية الدولية، إن ما حصل للعقيد معمر القذافي، كان تدبيرا أميركيا، مستغربا من التعامل مع ملف مقتله خارج نطاق القضاء، داعيا «الجنائية الدولية» إلى التحقيق في الجرائم التي ارتكبها حلف الناتو في ليبيا خلال هذه الأحداث العام 2011.