قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، إن الإرهاب في أفريقيا يشبه مرض «الغنغرينا» الذي ينخر تدريجيًا في جسد القارة السمراء «من ليبيا إلى موزمبيق، ومن مالي إلى الصومال، مرورًا لمنطقة الساحل»، حسب تعبيره.

جاءت كلمة فقي خلال اجتماع رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء الـ54 بالاتحاد الأفريقي الذي عقد أمس الجمعة واليوم السبت في مالابو بغينيا الاستوائية، في إطار قمتين استثنائيتين حول القضايا الإنسانية ومكافحة الإرهاب وتغيير الحكومات بشكل غير دستوري في القارة.

الإرهاب آفة تهدد مختلف دول القارة
وخلال حديثه عن ظاهرة الإرهاب والتغييرات المنافية للدساتير، اعتبر فقي أن الإرهاب «آفة تهدد بشكل متزايد جميع مناطق القارة من ليبيا في شمال أفريقيا إلى موزمبيق في جنوب أفريقيا، ومن مالي في غرب أفريقيا إلى الصومال في منطقة القرن الأفريقي مرورًا عبر منطقة الساحل وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في وسط أفريقيا.

وأضاف: «تزداد حدة الإرهاب اتساعًا، إذ تلحق هذه الآفة أضرارًا وخيمة بالمالية والاقتصادات وأمن الساكنة، ففي كل يوم، يتم تسجيل وقوع الضحايا، وعمليات هجرة للقرى والحقول، وإغلاق مئات المدارس».

فقي: تمكنا من احتواء الإرهاب.. لكنه لا يزال مستمرا
ويرى فقي أن «تضافر جهود الاتحاد الأفريقي وتعزيز استراتيجياتنا ودعم شركائنا مكَّن بالتأكيد من احتواء الإرهاب، لكنه لم يقضِ عليه بشكل تام».

وفيما يتعلق بتغيير الحكومات بطريقة غير دستورية، قال: «إنه ظاهرة حديثة العهد، وتظل لحسن الحظ محدودة على مستوى القارة، وتعكس تراجع الديمقراطية بعدد من البلدان منذ ثلاثين سنة».

- المنفي يدعو لـ«تعزيز الحوار» في أفريقيا لمواجهة تغيير الحكومات بشكل غير دستوري
- المنقوش تبحث مع فقي عودة مكتب اتصال الاتحاد الأفريقي للعمل من طرابلس
- منها ليبيا.. أول رد من «فقي» على رفض دول عربية وأفريقية عضوية «إسرائيل» مراقبا بالاتحاد الأفريقي

تحديات صعبة أمام أفريقيا
وتنعقد القمتان الأفريقيتان في وقت تواجه فيه القارة عديد التحديات الأمنية والصحية وانعدام الأمن الغذائي، وكذلك التغيرات المناخية، بالإضافة إلى النزاعات المسلحة الداخلية والطائفية، والصعوبات الإنسانية المتنامية التي ازدادت حدتها جراء تأثيرات النزاع الروسي-الأوكراني.

واستبق الاتحاد الأفريقي القمتين بنشر مركز «الدراسات والأبحاث المتعلقة بمكافحة الإرهاب» التابعة للاتحاد، دراسة حذر فيها من استفاقة الإرهابيين الأجانب في ليبيا، مقدمًا تقديرات حول توزع أكثر من 50 ألف إرهابي ينتمون لأكثر من 100 دولة في كل من سورية والعراق وليبيا في آخر 10 سنوات.