Atwasat

جريدة «الوسط»: تضارب بيانات يكشف الخلاف حول الإغلاق النفطي

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 13 مايو 2022, 08:52 صباحا
WTV_Frequency

تكشف المناورات السياسية بشأن ورقة النفط والغاز في ليبيا جزءا مما يجري في كواليس الأطراف المتصارعة على السلطة في البلاد، ودهاليز الدبلوماسية الدولية، على أثر التلويح بفرض عقوبات ضد «المعرقلين»، والتضارب الحاصل حول استئناف الإنتاج والتصدير، غير أن الثابت في هذا الصراع، هو الترتيب لما بعد نهاية يونيو المقبل، تاريخ انتهاء صلاحية خارطة الطريق التي تتبناها وتشرف عليها الأمم المتحدة.

ومع استمرار أزمة «الحكومتين»، وصل الانقسام حد العبث بمقدرات الليبيين، بعد توقف جزئي عن إنتاج النفط، وتعطل أشغال اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) التي كانت إلى وقت قريب محل إشادة لحفاظها على اتفاق وقف إطلاق النار.

ويتواصل اللعب بورقة الطاقة، دون أن تظهر الحقيقة الكاملة حول الجهة المسؤولة عن انقطاع نحو 700 ألف برميل يوميا عن الأسواق الدولية، خاصة بعدما أعلن باشاغا، إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية في خطوة أرجعها إلى جهود مجلس النواب وحكومته، في تسجيل مصور نشره عبر صفحته على فيسبوك ظهرت خلاله مجموعة، قالت إنها «تكتل الهلال النفطي»، أعلنت فيه «إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية بناء على تعليمات رئيس مجلس النواب عقيلة صالح»، غير أنه بعد ساعات خرجت عناصر تنتمي إلى مكونات قبلية أخرى بمنطقة الهلال النفطي، الأربعاء، معلنة استمرار قفل منشآت النفط ومنع التصدير المفروض منذ نحو شهر، وأمام ميناء الزويتينة النفطي، عرفت المجموعات نفسها بأنها تمثل «قبائل وأعيان وسكان ونشطاء منطقة الهلال النفطي» وإنها مستمرة في موقفها إلى حين تلبية جميع المطالب، ولن تسمح بفتح النفط إلا بعد تحقيقها، في إشارة إلى التمسك بتنحية حكومة الدبيبة.

عمل حكومة باشاغا من سرت
وزارة النفط والغاز بحكومة الدبيبة التي رحبت سابقا بعملية استئناف الإنتاج، وجدت الفرصة سانحة لتحميل مسؤولية الإغلاق للجهة التي تقف وراء إعلان باشاغا، وقالت في بيان «اتضح بأن لا علاقة لأي مكون أو تكتل مدني بعملية الإقفال وأن من قام بقفل الحقول والموانئ النفطية هم من أعطوا الإذن بالفتح حسب ما جاء في بيان تكتل الهلال النفطي» في إشارة إلى رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح.

وكان باشاغا يأمل من خلال التنسيق مع رئيس مجلس النواب وإعادة فتح حقول المحروقات كسب مزيد الاعتراف بحكومته والضغط على غريمه الدبيبة للتنحي، لا سيما بعد اختياره سرت لبداية مهامه، حيث أوضح صالح أن عمل الحكومة من مدينة سرت سوف يمكنها من العمل بحرية تامة ولن تقع ضحية ابتزاز الميليشيات أو غيرها.

وأبلغ صالح الأميركيين قبل أيام بأنه سيتم فتح الحقول والموانئ بعد تثبيت آلية توزيع عوائد النفط بشكل عادل على الأقاليم كافة، ولا يعرف كيف ولماذا تغير الأمر وجرى استعجال إعلان إنهاء الإغلاق، وما إذا كان الإعلان يأتي في سياق استمرار اللعب بورقة النفط، أو هي الخشية من ضغوط خارجية، إذ سبق هذا، تلويح أميركي بفرض عقوبات ضمن سياسة «العصا والجزرة» التي تتبناها واشنطن عندما يتعلق الأمر بمصالحها.

اهتمام غربي بالطاقة في ليبيا
وأكدت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن عمليات الإغلاق التي تعد الأحدث في سلسلة الهزات التي تضرب قطاع الطاقة الليبي بسبب الأزمة السياسية المتفاقمة، جاءت في وقت حرج بالنسبة لأسواق الطاقة العالمية، حيث قفز سعر برميل النفط إلى أكثر من 100 دولار في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وما يؤكد الاهتمام الغربي اللافت بهذه المشكلة لقاء رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي مع الرئيس الأميركي، جو بايدن مساء الثلاثاء في البيت الأبيض والذي قال إنه بوسع ليبيا «أن تكون موردا كبيرا للغاز والنفط، ليس فقط لإيطاليا ولكن لكل أوروبا»، وحسب مصادر حكومية إيطالية، فإن دراغي أضاف متسائلا: «ماذا يمكنك عمله؟» ليرد عليه بايدن «يجب أن نعمل معا لتحقيق الاستقرار في البلاد».

للاطلاع على العدد 338 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وقبل ذلك جددت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، سـتيفاني وليامز ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، التأكيد على أهمية إنهاء إغلاق النفط في أسرع وقت ممكن، وكذلك على ضرورة حماية الموارد الوطنية الليبية من الاستغلال والتسييس لما له من «تأثير على المستويين المحلي والدولي».

باشاغا يطلق مبادرة حوار
وتدرك حكومة باشاغا التي تسعى لجلب الاعتراف بشرعيتها أنها لن تستطيع الإقلاع دون أموال الموازنة التي قدر مشروعها الذي عرض الإثنين الماضي على البرلمان بنحو 20 مليار دولار، لكن بلوغ ذلك يبقى مرهونا بمدى استجابة مصرف ليبيا المركزي لمطالب صرف هذه الميزانية، فيما أعلن وزير التخطيط والمالية في حكومة باشاغا، أسامة سعد حماد، تسلم مشروع الميزانية، تمهيدا لإحالته لمجلس النواب لمناقشته وإقراره.

في الأثناء وعقب الاجتماع الثاني لحكومته، الذي عُقد في مدينة درنة الثلاثاء، أعاد فتحي باشاغا للمرة الثانية الإعلان عن إطلاق مبادرة حوار بهدف ما وصفه الوصول إلى «توسيع رقعة التواصل والمشاركة مع الجميع، وكذلك التوافق حول القيم المؤدية للانتخابات»، مؤكدا شروعه في عقد اتصالات مع التيارات السياسية والاجتماعية والعسكرية كافة بالخصوص.

وعلى صعيد المسار السياسي للأزمة، ناقش رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، الأربعاء، في مكتبه بالعاصمة طرابلس، مع مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني وليامز، المستجدات السياسية، والسعي نحو إجراء الانتخابات، ولم يفصح بيان الحكومة بهذا الشأن عما إذا كانت الانتخابات التي جرى التطرق إليها هي تلك التي ستأتي بناء على مبادرة وليامز وفق مخرجات اللجنة المشتركة من مجلسي النواب والدولة أم عبر المبادرة التي أطلقها الدبيبة في وقت سابق.

هل يلتقي المشري وعقيلة في القاهرة؟
ويدرك المجتمع الدولي أن إجراء الانتخابات في ليبيا يبقى رهينة موقف مجلسي الدولة والنواب من حكومتي باشاغا والدبيبة وهو ما سيتبين أكثر مع انتهاء صلاحية خارطة الطريق في 21 يونيو المقبل، غير أن الكثير من الأطراف الدولية ما زالت تفضل سياسة النأي بنفسها عن أي اعتراف بأي من الحكومتين، ولعل شيئا من ذلك يظهر في تصريح الناطق الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ، إلى قناة الحرة الأميركية، والذي قال فيه إن استراتيجية بلاده حول أزمة الحكومتين تتمثل في العمل مع كل الأطراف للوصول إلى حل. لافتا إلى عقوبات ستفرض على المعرقلين للعملية السياسية الليبية وإجراء الانتخابات.

كل ذلك يأتي في وقت تعمل واشنطن والقاهرة على عقد اجتماع بين رئيس مجلس الدولة خالد المشري، ورئيس مجلس النواب قبيل الجلسة المقبلة من المشاورات بين ممثلي المجلسين، يوم 15 مايو الجاري حول القاعدة الدستورية.

وليس ببعيد عما سبق التقى سفير واشنطن ومبعوثها لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند عقيلة والمشري، كل على حدة، في العاصمة المصرية، حيث شدد نورلاند على ضرورة اتفاق المشاركين في اجتماع القاهرة المقبل على وضع القاعدة الدستورية للانتخابات.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 28 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 28 مارس 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
ضبط شخصين متهمين بالاتجار في الحشيش
ضبط شخصين متهمين بالاتجار في الحشيش
حادث سيارة بالعاصمة طرابلس دون إصابات
حادث سيارة بالعاصمة طرابلس دون إصابات
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم