شددت الولايات المتحدة على ضرورة إجراء الانتخابات أولًا في ليبيا قبل تشكيل الحكومة، وذلك تلبية لما يريده الشعب الليبي، مجددة التأكيد على دعمها العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة بين الأطراف الليبية.

جاء الموقف الأميركي على لسان الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية سامويل وربيرغ، خلال مداخلة تلفزيونية مع قناة «الحرة» الأميركية، مساء أمس الثلاثاء، تحدث خلالها عن رؤية واشنطن للأوضاع والعملية السياسية في ليبيا.

ورأى وربيرغ أن «الوقت قد حان لكل الأطراف الليبية لأن تتوحد على أن تكون هناك انتخابات في ليبيا تلبية لما يريده الشعب الليبي»، مرجعًا التحديات الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية الموجود الآن في ليبيا إلى «عدم وجود حكومة موحدة» لإدارة شؤون البلاد.

تلويح بعقوبات على معرقلي الانتخابات في ليبيا
وقال وربيرغ: «نحن نراقب الأمور ونشتغل الآن مع كل الأطراف، كما رأينا من الزيارات المتعددة من المبعوث الخاص والسفير ريتشارد نورلاند في ليبيا يلتقى مع كل الأطراف والقادة الليبيين، ونشجع جميع الأطراف الليبية على أن تقوم بالتحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات، وأن نأخذ بعين الاعتبار أن عدد الليبيين الذي سجلوا في الانتخابات أكثر من 2.8 مليون ناخب».

- نورلاند يدعو «النواب» و«الدولة» إلى الاتفاق حول القاعدة الدستورية
- نورلاند يؤكد لعقيلة صالح التزام الولايات المتحدة بدعم «آلية بقيادة ليبيا» لإدارة عائدات النفط
- عقيلة يبلغ نورلاند بشرط فتح النفط وجدول أعمال جلسة «النواب» غدا

ولفت وربيرغ خلال حديثه إلى أن عدد الذين سجلوا للمشاركة في العملية الانتخابية يؤكد أن «الشعب هو الذي يريد هذه الانتخابات، والولايات المتحدة تدعم هذه الرغبة من الشعب الليبي».

وأكد الدبلوماسي الأميركي أن كلًا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والشركاء والحلفاء والدول الأخرى في المنطقة وخارج المنطقة سيقومون بفرض عقوبات على معرقلي العملية الانتخابية في ليبيا.

الانتخابات قبل تشكيل الحكومة
وشدد الناطق الأميركي، خلال حديثه، على أهمية «إجراء الانتخابات قبل كل شيء ومن ثم تشكيل الحكومة»، موضحًا أن «الولايات المتحدة ترى أنه لابد من تشكيل حكومة موحدة لاتخاذ القرارات المهمة بالنسبة لتوزيع عائدات النفط لكل أنحاء البلد؛ لأن هناك رابطًا مباشرًا بين الاقتصاد والوضع السياسي في ليبيا».

وأشار وربيرغ في حديثه إلى قناة «الحرة» إلى أن «الولايات المتحدة كما قال السفير نورلاند لديها قلق شديد بالنسبة لإغلاق النفط في ليبيا؛ لأن هذا الإغلاق يؤثر على البنية التحتية في قطاع النفط وأيضًا في البيئة والاقتصاد بشكل عام».

المساعدة الأميركية للأطراف الليبية
وذكر الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة منخرطة في المشاورات الليبية بالقاهرة، مشددًا على ضرورة أن تعمل الأطراف الليبية على تسوية الخلافات الرئيسية والملفات العالقة بينها.

واعتبر وربيرغ أنه «ليس من الممكن أن تفرض الولايات المتحدة أو أي طرف آخر الحلول على الليبيين»، مؤكدًا في الوقت ذاته أن «الولايات المتحدة ستقدم أي مساعدة تقنية أو اقتصادية للأطراف الليبية».

الحلول الأميركية المطروحة للمرحلة المقبلة في ليبيا
وبشأن الحلول المطروحة من قبل الولايات المتحدة للمرحلة المقبلة في ليبيا، قال وربيرغ: «إن الحلول لم تكن مطروحة من الولايات المتحدة لأنها لا تفضل أي شخص على الآخر أو أي حزب على آخر؛ لأنها تريد أن تكون شريكًا للشعب الليبي بأكمله».

ودلل وربيرغ على حديثه في هذا الشأن بالزيارات التي يجريها المبعوث الخاص سفير الولايات المتحدة ريتشارد نورلاند، مؤكدًا بالقول: «نحن في تواصل مع كل القادة وكل الأطراف الليبية، ونحن نشجع الأطراف الليبية على الجلوس على الطاولة وحل أي اختلافات بينهم للدفع للانتخابات»، مشددًا على ضرورة أن تكون «انتخابات حرة ونزيهة».