Atwasat

مجلس العلاقات الأميركية الليبية يدعو واشنطن إلى الخروج عن الحياد في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 27 أبريل 2022, 11:27 مساء
WTV_Frequency

رأى مجلس العلاقات الأميركية الليبية أن الحرب الروسية في أوكرانيا «حوّلت أخيرًا مصير ليبيا الفوضوية إلى سؤال حاسم للولايات المتحدة وحليفتيها فرنسا وإيطاليا». معتبرا أنه «إذا تصرفت واشنطن وباريس وروما بشكل حاسم، فيمكنهم تحقيق الاستقرار في ليبيا مع تشديد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، محذرا في الوقت ذاته من أن «التردد قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في ليبيا، لصالح موسكو».

جاءت رؤية المجلس الوطني للعلاقات الأميركية - الليبية، في تقرير نشره موقع «ناشيونال انترست» الأميركي، اليوم الأربعاء، أعده كل من نائب رئيس المجلس للعلاقات الحكومية، إدوارد ب. جوزيف، ورئيس المجلس الاستشاري للمجلس، وولفغانغ بوستاي، والرئيس المؤسس للمجلس، هاني شنيب.

دور ليبيا في التخفيف من صدمة النفط
وتحدث المجلس الوطني للعلاقات الأميركية الليبية عن دور ليبيا في «التخفيف من صدمة النفط» العالمية الناتجة عن الحرب الروسية في أوكرانيا، ومعارضة منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» ضخ المزيد من الخام للتخفيف من حدة الأزمة.

ولفت التقرير إلى أنه مع استمرار «أوبك» في الامتناع عن ضخ المزيد من النفط، وإعفاء ليبيا من سقف الإنتاج والمبيعات الذي تفرضه المنظمة «يمكن للبلاد بسهولة مضاعفة إنتاجها إلى مليوني برميل - أو مع بعض التحديث، حتى ثلاثة ملايين برميل يوميًا»، وفقًا لرئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله.

- معهد أميركي: «غصن الزيتون» الروسي لم ينسِ باشاغا خلافه السابق مع موسكو
- الرئيس الجزائري يحسم موقف بلاده بشأن صراع «الشرعية» في ليبيا
- تبون: يمكن بناء ليبيا بطريقة ديمقراطية لكن بشرط.. ونرفض وجود المرتزقة بها

ويرى مجلس العلاقات الأميركية الليبية أن «تحقيق هذه الأرقام المثيرة للإعجاب» في ليبيا «من شأنه أن يخفف من صدمة النفط التاريخية التي توقعت أوبك أنها ستنجم عن الخسارة المحتملة الناجمة عن العقوبات لسبعة ملايين برميل يوميًا من روسيا».

الاضطرابات المستمرة في قطاع النفط الليبي
وسلط التقرير الضوء على الاضطرابات المستمرة التي تهدد إنتاج النفط الليبي، وقال «لسوء الحظ، فإن المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة طرابلس ابتليت بسوء الإدارة المالية رغم الإيرادات القياسية بسبب الديون المتزايدة عليها، مما يجعلها تفتقر إلى الأموال المخصصة للرواتب والصيانة والمعدات الجديدة».

وأضاف أن «الإغلاق الفوري للآبار من قبل الميليشيات الساخطين في غرب البلاد (كما وردت في التقرير) أمرًا شائعًا، وفي الوقت نفسه، يهدد الجمود السياسي مع برقة، المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في ليبيا، الجزء الأكبر من إنتاج النفط، في وقت تؤدي فيه محدودية العرض العالمي وارتفاع الأسعار إلى إبقاء الاقتصاد الروسي قائمًا على قدميه».

التنسيق السياسي بين شرق وغرب ليبيا
وتطرق التقرير إلى الأزمة السياسية المتصاعدة بعد تكليف مجلس النواب فتحي باشاغا برئاسة حكومة جديدة خلفا لحكومة الوحدة الوطنية التي يتراسها عبدالحميد الدبيبة، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى طرابلس، لافتا إلى أن إحدى العقبات الرئيسية التي تقف في طريق باشاغا هي رفض الدبيبة الاستقالة.

واعتبر مجلس العلاقات الأميركية الليبية، أن تكليف باشاغا بحد ذاته «مثال نادر للتنسيق السياسي بين الشرق والغرب» و«اختراقا في ليبيا المستقطبة بشدة» جاء بعد «تنسيق الخطوة» بين مجلس النواب في طبرق والمجلس الأعلى للدولة في طرابلس.

وتابع التقرير أن كلا من باشاغا والدبيبة «من مدينة مصراتة المحورية في ليبيا» التي «هي معقل شديد الاستقلال لا يدين بطرابلس في الغرب ولا بنغازي مركز القوة في الشرق». لكنه يرى أن «باشاغا نجح في جذب الدعم من المشير خليفة حفتر».

واستعرض مجلس العلاقات الأميركية الليبية التطورات التي شهدتها ليبيا خلال الأسبوع الماضي، التهديدات بغلق الطرق والمطارات بين الشرق والغرب وتعليق ممثلي القيادة العامة عملهم في اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» إلى إغلاق النفط في الشرق والجنوب للمطالبة بتنحي الدبيبة وتسليم السلطة إلى باشاغا، ومناشدة المبعوث الخاص سفير الولايات المتحدة ريتشارد نورلاند بالتراجع عن ذلك، وتحويل مؤسسة النفط 8 مليار دينار من الإيرادات إلى حساب وزارة المالية لدى مصرف ليبيا المركزي.

وحذر التقرير من أن الإغلاق الكامل للآبار النفطية في الشرق والجنوب من قبل حفتر «قد يؤدي إلى رد فعل قسري، مما يقود إلى إعادة إشعال الصراع وتعميق الانقسامات، والتي من المحتمل أن تصل إلى نقطة الانهيار»، معتبرا أن «روسيا ستكون هي الفائز الواضح» جراء ذلك.

منافسة لا تنتهي على عائدات النفط والسلطة في ليبيا
كما يرى التقرير أنه «في خضم منافسة لا تنتهي ولا محصلتها صفر على عائدات النفط والسلطة، لا يملك أي من القادة الليبيين أيدي نظيفة».

وحذر التقرير من أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق والناجمة عن الحرب في أوكرانيا، منبها إلى أن ليبيا تفتقر إلى القدرة الزراعية أو المالية للتدخل وتخفيف الضربة الحتمية على مواطنيها. كما أن «الإجراءات غير المنتظمة التي اتخذتها الحكومة الحالية، بما في ذلك تحديد الأسعار، أدت إلى نتائج عكسية».

ويرى التقرير أن «هناك حاجة إلى رقم توافقي قوي لضمان إجراء الانتخابات بنزاهة واحترام النتائج من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الإسلاميون والموالون للقذافي وحفتر».

تحذير من دور روسيا في ليبيا
واعتبر التقرير أن الاجتماع الأول لحكومة باشاغا في سبها، الخميس الماضي بمثابة «محاولة لتأكيد سلطته» بعدما تعذر عليه الوصول إلى طرابلس، محذرا من أنه «إذا لم يستطع الحصول على موقعه في العاصمة أو تعزيزه، فيمكن لليبيا أن تتقدم نحو الانهيار الفعلي، مع احتمال أن تكون روسيا هي المحرض على ذلك».

ونبه التقرير إلى أن «موسكو تمارس نفوذها في الشرق من خلال حفتر منذ توقيع اتفاق عسكري على متن سفينة روسية في عام 2016». مضيفا أن روسيا «قامت بإصلاح وتجديد المعدات العسكرية القديمة والأسلحة من عهد القذافي». وكذلك «تسللت المعدات الروسية الإضافية من خلال مجموعة فاغنر شبه الرسمية، التي نفذت عمليات عسكرية».

ويلفت مجلس العلاقات الأميركية الليبية، إلى أنه «خارج مصر، التي تدعم باشاغا، لم ينحاز المجتمع الدولي إلى أي طرف في الصراع على السلطة في ليبيا خوفًا من دعم الجانب الخاسر». معتبرا أن «الوقت قد حان الآن لكي تخرج واشنطن وباريس وروما من السياج وأن تمارس ضغطًا جماعيًا على الدبيبة للذهاب - كما هو متفق عليه».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم