Atwasat

معهد أميركي: «غصن الزيتون» الروسي لم ينسِ باشاغا خلافه السابق مع موسكو

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 27 أبريل 2022, 04:35 مساء
WTV_Frequency

اعتبر معهد أبحاث أميركي أن غصن الزيتون الذي قدمته موسكو لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، لم يكن كافيًا لجعله ينسى خلافه الطويل الأمد مع روسيا، معددًا تأثير التدخل العسكري في أوكرانيا على النفوذ الروسي في ليبيا. 

وأشار معهد الشرق الأوسط الأميركي، في تقرير له نشر يوم 25 أبريل الجاري، إلى تباين ردود الفعل الرسمية في أفريقيا على الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل كبير من دولة إلى أخرى، ففي وقت لم تنفذ معظم الدول الأفريقية العقوبات، فقد دانت الغزو الروسي في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 مارس. ويمكن رؤية هذا الاستقطاب في المواقف المختلفة لليبيا والسودان، وهما دولتان تستيضفان وجودًا عسكريًا روسيًا غير رسمي.

نفوذ روسي في ليبيا والسودان
المعهد المقرب من دوائر صناعة القرار الأميركي في واشنطن، سلط الضوء على إدانة وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش في 24 فبراير لروسيا بعد ستة أيام من بيان استنكار من رئيس الحكومة المكلف من طرف البرلمان فتحي باشاغا واعتبر التدخل الروسي «انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا الديمقراطية».

في حين صوتت ليبيا أيضاً على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 7 أبريل. وعلى النقيض من ذلك، انتهج السودان سياسة أكثر حذراً، حيث امتنع عن التصويت على عضوية مجلس حقوق الإنسان، وقصر نفسه على مناشدات «الحوار بين روسيا وأوكرانيا».

- باشاغا: ناقشت مع كبار المسؤولين الأميركيين جهود إجراء انتخابات في الوقت المناسب 
-
 عقيلة صالح يبحث مع باشاغا مستجدات العملية السياسية
- باشاغا يطلع على أسباب عرقلة أعمال صيانة المباني المتضررة من الحرب في بنغازي

ورأى المعهد الأميركي أن روسيا لا تزال روسيا، ملتزمة بالحفاظ على نفوذها في ليبيا والسودان على الرغم من الآفاق الاقتصادية المتدهورة بسرعة، والمأزق العسكري في أوكرانيا، ونظراً لأن العقوبات الثانوية تقيد قدرة روسيا على التعامل مع السلطات المدنية، فمن المرجح أن تعتمد استراتيجيات موسكو في كلا البلدين على العلاقات مع رجال الجيش الأقوياء، مثل قائد الجيش الوطني خليفة حفتر، ونائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو «حميدتي».

الشركات الغامضة.. والعلاقات الليبية-الروسية
ورجحت أن تؤدي ما سمته بـ«الشراكات الغامضة»، وتأثير حرب أوكرانيا على انعدام الأمن الغذائي إلى زيادة التوترات بين روسيا والسلطات المدنية في كل من ليبيا والسودان. وفي هذا السياق، أشار المركز إلى تأثير الغزو الأوكراني على النفوذ الروسي في ليبيا، إذ بعد تأجيل الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر، استعطفت روسيا باشاغا بهدف تعزيز نفوذها في ليبيا. ففي ديسمبر 2021، أشاد رئيس مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوزين، بباشاغا باعتباره السياسي الغربي الليبي الوحيد الذي يمكنه كبح جماح الميليشيات حول طرابلس، ووصفه بأنه «وطني حقيقي».

باشاغا والأزمة الأوكرانية
وبعد اختيار باشاغا منصب رئيس الحكومة المكلف في 10 فبراير، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في أن يكون قادراً على توحيد المجتمع الليبي وتوجيه ليبيا نحو الانتخابات الوطنية. وكان هذا البيان جديراً بالملاحظة، حيث كانت روسيا أول قوة عظمى تؤيد سلطة باشاغا.

لكن في ضوء إعلان رئيس الحكومة المكلف موقعه من حرب أوكرانيا، من الواضح أن غصن الزيتون الروسي لم يكن كافياً لجعل باشاغا ينسى خلافه الطويل الأمد مع موسكو كما يقول معهد الشرق الأوسط. وعاد ليذكر بما حدث في فبراير 2020 حين حث الولايات المتحدة على مواجهة روسيا من خلال إنشاء قاعدة في ليبيا، وكوزير للداخلية، اتهم مجموعة «فاغنر» باستخدام أسلحة كيماوية في البلاد.

بدورها اتهمت وسائل إعلام روسية باشاغا بـ«خطف» الناشطين السياسيين مكسيم شغالي وسامر سيفان، اللذين أفرج عنهما في ديسمبر 2020. واعتبرت وكالة الأنباء الفدرالية المتحالفة مع «بريجوزين» أن «باشاغا» هو «زعيم الإرهابيين الليبيين».

هل يعود باشاغا عن تعهد العام 2020؟
وفي العام 2020، كانت ليبيا عاشر أكبر مشترٍ للقمح الأوكراني على مستوى العالم، ولكن الحرب أجبرت ليبيا على التفكير في واردات القمح الأكثر تكلفة من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والأرجنتين. وفي حين كان باشاغا يميل في السابق إلى السماح لروسيا بالاحتفاظ بالمنشآت العسكرية الرئيسية مثل قاعدة القرضابية بالقرب من سرت، فإن الضغط الغربي قد يشجع رئيس الوزراء الليبي على العودة إلى تعهده في يونيو 2020 بأن القرضابية لن تكون منشأة روسية. وللتحوط في رهاناتها، تحافظ روسيا على شراكتها طويلة الأمد مع حفتر. ويزعم المسؤولون الأوكرانيون أن حفتر وافق على نقل قوات إلى أوكرانيا تحت رعاية مجموعة «فاغنر».

وقد نفى «الجيش الوطني الليبي» بشدة هذه المزاعم. ولا تزال مجموعة «فاغنر» راسخة في المناطق التي تسيطر عليها قوات القيادة العامة، ولم تؤدِ الخسائر الروسية الكبيرة في أوكرانيا حتى إلى إعادة انتشار جزئي لهذه الشركات العسكرية الخاصة. ومع استمرار تركيا في توسيع جهود التدريب العسكري في ليبيا، من المرجح أن يتواصل الوجود الروسي عبر الشركات العسكرية الخاصة.

ومع استمرار حرب أوكرانيا، استبعد معهد الشرق الأوسط أن تتخلى روسيا أو تقلص من طموحاتها في ليبيا والسودان. ومع ذلك، فإن النفوذ الروسي طويل المدى في كلا البلدين يعتمد على الانتهازيين. وبالتالي، ستخسر موسكو إذا اتخذت أي من الدولتين خطوة حاسمة نحو الديمقراطية.

مع استمرار حرب أوكرانيا، استبعد معهد الشرق الأوسط أن تتخلى روسيا أو تقلص من طموحاتها في ليبيا والسودان. ومع ذلك، فإن النفوذ الروسي طويل المدى في كلا البلدين يعتمد على الانتهازيين. وبالتالي، ستخسر موسكو إذا اتخذت أي من الدولتين خطوة حاسمة نحو الديمقراطية.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«مرواط - ليبيا» منصة جيومكانية لدعم استدامة الأراضي الزراعية
«مرواط - ليبيا» منصة جيومكانية لدعم استدامة الأراضي الزراعية
«المركزي» يطالب المصارف بتفعيل خدمات شراء الدولار للدراسة والعلاج وتفعيل «ماستر كارد» و«فيزا»
«المركزي» يطالب المصارف بتفعيل خدمات شراء الدولار للدراسة والعلاج...
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم