Atwasat

النفط الليبي يدخل دائرة الإغلاقات السوداء.. الانقسامات تدمر الاقتصاد

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني السبت 23 أبريل 2022, 04:37 مساء
WTV_Frequency

دخل النفط الليبي الدائرة السوداء بإعلان سلسلة من الإغلاقات في الحقول والمنشآت النفطية خفضت إنتاج البلاد بنحو 600 ألف برميل يومياً، في وقت وصلت فيه الأسعار إلى مستويات عالية دولياً نتيجة حاجة الأسواق الدولية لكميات أعلى من المعروض نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا.

وفي تلك الأثناء يتواصل الخلاف بين وزير النفط بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة محمد عون، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله حول قدرة ليبيا على زيادة إمدادات المحروقات لأوروبا في الوقت الراهن.

للاطلاع على العدد 335 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

إعلان حالة القوة القاهرة
وبداية من يوم الأحد، أعلنت مؤسسة النفط حالة القوة القاهرة في عدد من الحقول والمنشآت النفطية، فأولاً جرى إعلان هذه الحالة في حقل الفيل النفطي بسبب توقف الإنتاج بالكامل، وهو الحقل الذي يملك طاقة إنتاجية 125 ألف برميل يومياً، ويبلغ احتياطي الخام به أكثر من 1.2 مليار برميل، فيما يصل الخام القابل للاستخلاص إلى 700 مليون برميل.

وقالت المؤسسة إن مجموعة من الأفراد قاموا بممارسة ضغوط على المستخدمين في حقل الشرارة النفطي، الأمر الذي اضطرهم إلى إيقاف تدريجي للإنتاج، مما جعل من تنفيذ المؤسسة التزاماتها التعاقدية أمراً مستحيلاً. ونوهت إلى أن خام الشرارة هو المزود الرئيسي لمصفاة الزاوية، التي تغذي بدورها السوق المحلية بالمحروقات.

إغلاقات في الزويتينة والشرارة
ثم صباح يوم الإثنين، أعلنت حالة القوة القاهرة في ميناء الزويتينة النفطي، ليتواصل مسلسل الإغلاقات بإعلان الحالة ذاتها في حقل الشرارة النفطي، ثم في ميناء البريقة التي تقع 240 كيلومترًا غرب بنغازي، وهو واجهة إنتاج حقول زلطن، والراقوبة، ولهيب، و الجبل، والرشاد، ورالح، والوادي، إضافة إلى حقول غاز طبيعي هي: الحطيبة والصرة والساحل، والإرادة، والاستقلال.

وأغلقت مجموعات من الأفراد هذه المنشآت النفطية، وجرى منع موظفين من الاستمرار في عملهم، حسب مؤسسة النفط، التي حذرت من «موجة مؤلمة» من الإغلاقات وقت طفرة أسعار النفط والغاز، مطالبة «بتغليب لغة العقل والحكمة والنأي بقطاع النفط عن الصراعات للحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية المتهالكة والمهترئة أصلاً، بسبب تبعات الإغلاقات العشوائية طوال السنوات الماضية».

وقالت إن الخام الليبي يتعرض إلى موجة «إقفالات غير شرعية» في وقت تشهد فيه أسعار النفط انتعاشاً كبيراً جراء زيادة الطلب العالمي عليه. كما حذرت من أن هذه الإقفالات سيكون لها «بالغ الضرر على الآبار والمكامن والمعدات السطحية لقطاع النفط»، إضافة إلى فقدان خزينة الدولة فرصاً بيعية محققة بأسعار قد لا تتكرر لعقود مقبلة.

وفي 9 أبريل الجاري، طالب ممثلو قوات القيادة العامة في اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» بإيقاف تصدير النفط؛ للضغط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة لتسليم السلطة إلى الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا.

هل تملك ليبيا غازاً إضافياً؟
وعلى الرغم من امتلاك ليبيا احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي تجعلها الدولة الثامنة عربياً في ترتيب أعلى الدول امتلاكاً للغاز، فإن الوزير عون قال في معرض حديثه عن عودة شركة «سوناطراك» الجزائرية للاستثمار وتوقعيعها اتفاقات مع إيطاليا: «ربما الجزائر لديها غاز إضافي، لكن ليبيا لا».

وأوضح عون في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، يوم الإثنين: «لا تستطيع ليبيا زيادة إمدادات الغاز أو النفط إلى أوروبا باعتبار أنها ليست لديها القدرة الآن»، مشيراً إلى وجود خلافات بين الوزارة والمؤسسة الوطنية للنفط، تمثلت في عدم تقيد صنع الله بالقوانين والتشريعات المنظمة لقطاع النفط.

وعلى وقع الإنتاج النفطي المتذبذب في ليبيا بسبب لجوء عدة أطراف إلى غلق آبار وموانئ تصدير النفط والغاز، يؤكد الخبراء أن استقرار الإنتاج مرتبط بالوضع السياسي المتدهور خصوصاً في أعقاب التنافس بين رئيسي حكومتين كليهما يبحثان عن الشرعية، إضافة الى الخلاف السابق بين صنع الله وعون، الذي لا تبدو نهاية قريبة له في ظل احتمالية عدم حسم رئاسة السلطة التنفيذية في جميع أنحاء ليبيا.

وسبق أن صرح صنع الله بأن ليبيا تركز حالياً على رفع معدلات إنتاج الغاز للاستجابة للطلب المتزايد عليه في السوق الأوروبية، وذلك تزامناً مع الحظر الغربي على واردات الطاقة من روسيا، وذلك في كلمة بمؤتمر «سيرا ويك» بمدينة هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة في 9 مارس الماضي، وهو المؤتمر الذي خصص للنقاش حول نماذج شركات النفط والغاز المستقبلية، وكذلك تطور فرص ونماذج الاستكشاف والإنتاج.

خطط الدبيبة لزيادة الإنتاج
وعلى خطى صنع الله، كشف الدبيبة وضع خطط سريعة لتوفير الإمكانات اللازمة لمؤسسة النفط لاستكمال برامج التطوير والصيانة لزيادة معدلات الإنتاج على المديين القصير والمتوسط، ورفع القدرة التخزينية والتصديرية لليبيا للمساهمة في تخفيف آثارها.

وكان الدبيبة، هاجم منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» في مارس، ودعاها إلى زيادة الإمدادات للمساهمة في تغطية العجز الدولي الحاصل لمواجهة أزمة الطاقة جراء الحرب الروسية في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير الماضي.

ويخصص 24 % من إنتاج ليبيا للتصدير، بينما تهدر نسبة تصل إلى 27 % في التشغيل، ويتبقى نحو 49 % للاستهلاك المحلي، ويرجح قدرتها على مضاعفة طاقتها التصديرية من الغاز حالياً لتصل إلى أربعة مليارات قدم مكعبة في اليوم.

للاطلاع على العدد 335 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وبعد الجزائر، أوفدت روما عدة وزراء إلى وسط وجنوب أفريقيا هذا الأسبوع، بهدف الحصول على مزيد الإمدادات، في انتظار توقيع اتفاقات مماثلة مع ليبيا. وقد صرح وزير التحول البيئي الإيطالي روبرتو سينغولاني، في مؤتمر، بأن بلاده تجري محادثات لإبرام أولى الاتفاقات في هذا الإطار خلال الأسابيع القليلة، متوقعاً حصول روما على عشرة مليارات متر مكعب إضافية من الغاز عبر خطوط الأنابيب مع الجزائر وليبيا وأذربيجان هذا العام.

وسيتخطى هذا الرقم 20 مليار متر مكعب بحلول العام 2024. ويحصل الاتحاد الأوروبي على 40 % من احتياجاته من الغاز من روسيا، ونحو 30 % من احتياجاته النفطية من الدولة التي باتت عدواً لأوروبا منذ الحرب الأخيرة على أوكرانيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إنقاذ 130 مهاجرًا غير نظامي شمال القره بوللي
إنقاذ 130 مهاجرًا غير نظامي شمال القره بوللي
حكومة حماد: صيانة جسر الباكور في توكرة وتأهيل مستشفى المرج
حكومة حماد: صيانة جسر الباكور في توكرة وتأهيل مستشفى المرج
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم