كشف باحث أميركي نشر روسيا نحو ألف مقاتل من مرتزقة شركة «فاغنر» في أوكرانيا، الذين استعانت بهم خلال الأعوام السابقة بسورية، وأيضًا في ليبيا، حيث شاركوا بحرب العاصمة التي اندلعت في الرابع من أبريل العام 2019.

وقال الزميل الأول في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي فريدريك ويري، إن هؤلاء المقاتلين دعموا قوات القيادة العامة خلال حرب طرابلس، حيث تسببت هجماتهم في مقتل مدنيين، وفق مقال منشور بمجلة «التايم» الأميركية، اليوم الثلاثاء.

واستند الضابط السابق في الجيش الأميركي، إلى «إفادات صادرة عن وزارة الدفاع البنتاغون وأجهزة مخابرات غربية»، إذ أشار إلى أن عناصر فاغنر «أرعبوا الليبيين» وأضعفوا معنويات قوات حكومة الوفاق، نظرًا لكثافة نيرانهم ودقة قناصيهم، حيث ذكر أحد القادة الليبيين أن 30% من الوفيات في وحدته خلال الحرب كانت على يد قناصين روس.

التقرير يسلط الضوء على دور «فاغنر» في حرب العاصمة
ولفت المقال إلى أن «عائلات بأكملها لقت حتفها تحت أنقاض المنازل التي دمرها القصف الروسي، وجراء الألغام التي تركها المرتزقة» في طرابلس، منتقدا مواقف الدول الغربية مما ارتكبته «فاغنر»، إذ لم يقابل باعتراض يذكر، متابعا: «الأسوأ من ذلك، أن حلفاء للولايات المتحدة، منها فرنسا والإمارات، أيدتا الهجوم» على طرابلس بدعم دبلوماسي وعسكري.

- نورلاند: واشنطن على علم بتقارير نقل المرتزقة من ليبيا إلى أوكرانيا

وأضاف الضابط السابق أن روسيا تعيد تجربتها في ليبيا على الأراضي الأوكرانية، فبعد إخفاقها في تنحية النظام الأوكراني والسيطرة على البلد، تتجه موسكو إلى تقسيم البلد وتحويل الصراع في أوكرانيا إلى طريق مسدود يعيق تقدم كييف الاقتصادي والديمقراطي وانضمامها لحلف الناتو، ولدا فشل قواتها النظامية خلال الفترة الماضية، وارتفاع القتلى بين صفوفها، لجأت إلى مرتزقة «فاغنر».

واختتم بالإشارة إلى أن ما نفذته المجموعة من تدمير في سورية وليبيا، والمذبحة المرتكبة أواخر مارس في مالي وراح ضحيتها مئات المدنيين وقوات الحكومية هناك، لم يثر الكثير من الاحتجاج، لكن الأمر سيختلف مع تدخلها في أوكرانيا.