قالت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، اليوم الإثنين، إن «ليبيا تقترب من خسارة نحو 600 ألف برميل يوميًا بسبب سلسلة الإغلاقات التي بدأت السبت» للحقول والموانئ النفطية، مشيرة إلى أن تكرار «عمليات إغلاق الحقول والموانئ النفطية طيلة السنوات الماضية بسبب احتجاجات عمالية أو تهديدات أمنية أو حتى خلافات سياسية تسببت في خسائر تجاوزت 100 مليار دولار، بحسب مصرف ليبيا المركزي».

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، اليوم الاثنين، حالة «القوة القاهرة» في حقل الشرارة جنوب غرب ليبيا، بعد ساعات من إعلانها وقف العمليات في ميناء الزويتينة النفطي شرق البلاد، وكذلك بعد يوم من إعلانها في حقل الفيل النفطي.

إعلان «القوة القاهرة» في حقل الشرارة
وقالت المؤسسة، في بيان نشرته عبر صفحتها على «فيسبوك»، إنها اضطرت إلى إعلان «القوة القاهرة» في حقل الشرارة إثر قيام «مجموعة من الأفراد بممارسة ضغوط على المستخدمين في حقل الشرارة، الأمر الذي اضطرهم إلى إيقاف تدريجي للإنتاج بالحقل»، مشيرة إلى أن خام الشرارة المزود الرئيسي لمصفاة الزاوية في غرب ليبيا التي تغذي بدورها السوق المحلية بالمحروقات.

وجاء إغلاق حقل الشرارة الذي يعد الأكبر في ليبيا، بعد ساعات من إعلان «القوة القاهرة» في ميناء الزويتينة، متضمنًا كافة الحقول والوحدات الإنتاجية المرتبطة بهذا الميناء ومرافق الشحن حتى إشعار آخر.

تصدير ربع إنتاج ليبيا النفطي من ميناء الزويتينة
وأشارت «فرانس برس» إلى أنه يجري «عبر ميناء الزويتينة النفطي الحيوي تصدير نحو ربع إنتاج ليبيا من الخام يوميًا»، وهو يبعد 180 كلم جنوبًا عن بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا.

- مؤسسة النفط تعلن حالة «القوة القاهرة» في حقل الشرارة
- مؤسسة النفط تعلن القوة القاهرة في ميناء الزويتينة.. وتحذر من موجة إغلاقات «مؤلمة»
-اضطراب الإمدادات في ليبيا يلهب أسعار النفط في العالم

ويمثل إعلان «القوة القاهرة» تعليقًا «موقتًا» للعمل، وحماية يوفرها القانون للمؤسسة الحكومة في مواجهة المسؤولية القانونية الناجمة عن عدم تلبية العقود النفطية الأجنبية، بسبب أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد.

صنع الله يحث على تكوين رأي عام محلي للحفاظ على تدفق النفط
وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، «لطالما شددت على أهمية تحييد قطاع النفط وتجنيبه الصراعات السياسية الدائرة، وحذرت من مغبة الانجرار وراء دعوات لا تخدم مصلحة الوطن والمواطن، نحث الشعب الليبي على تكوين رأي عام محلي يهدف للحفاظ على تدفق النفط للأسواق العالمية والاستفادة من طفرة الأسعار الحالية».

وبدأت عملية إغلاق الموانئ النفطية وإيقاف الإنتاج منذ السبت الماضي، وهو ما اضطر مؤسسة النفط أمس، إلى إيقاف الإنتاج في حقل الفيل عقب اقتحامه من بعض الأفراد، ومنع العاملين في الحقل من دخوله.

70 ألف برميل.. الإنتاج اليومي لحقل الفيل
يقع حقل الفيل في منطقة حوض مرزق الغنية بالنفط جنوب ليبيا، على مسافة 750 كلم جنوب غرب طرابلس، وتدير المؤسسة الوطنية للنفط الحقل البالغ إنتاجه 70 ألف برميل يوميًا بالشراكة مع شركة «إيني» الإيطالية. وينقل حقل الفيل إلى جانب خام النفط إمداداته من الغاز إلى مجمع شركة «مليتة» غرب طرابلس. الذي ينقل إمدادات الغاز إلى إيطاليا عبر أنبوب بحري ضخم يربطها مع ليبيا.

315 ألفًا.. إنتاج حقل الشرارة النفطي
ويقع حقل الشرارة في أوباري على بعد نحو 900 كلم جنوب طرابلس، وهو أكبر الحقول النفطية في ليبيا وينتج كحد أقصى 315 ألف برميل يوميًا. وتدير حقل الشرارة شركة «أكاكوس» الليبية وائتلاف شركات «ريبسول» الإسبانية و«توتال» الفرنسية و«أو إم في» النمساوية و«ستات أويل» النروجية.

وتأتي هذه التطورات التي شهدها قطع النفط في ليبيا التي يبلغ إنتاجها من النفط نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، بحسب المؤسسة الوطنية، على خلفية أزمة سياسية متصاعدة مع نزاع بين حكومتين واحدة مكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، والثانية منبثقة من اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة قبل أكثر من عام ويترأسها عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.