عبر رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، عن أمله في العمل مع بريطانيا، مشيرًا إلى تطلعه لإنهاء حالة عدم الاستقرار «التي جعلت من ليبيا الطريق الرئيسي للإرهاب وتجار البشر وتدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا والمملكة المتحدة».

وتحدث باشاغا في حوار مع جريدة «إكسبريس» البريطانية عن قضايا الهجرة السرية وحادثة تفجير مانشستر، ومصير «الميليشيات»، والعلاقات مع لندن وموسكو، مشيرًا إلى قلقه من وجود علاقة بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة وأطراف من الشيشان.

كيف يمكن مواجهة عصابات الجريمة المنظمة؟ 
وحول إنهاء تجارة الاتجار بالبشر عبر ليبيا إلى إيطاليا، قال باشاغا: «أنا أؤمن بشدة بسيادة القانون، وسأكثف الجهود لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومعالجة الأوضاع الأمنية المتدهورة وتأمين موانئنا وحدودنا».

وتعهد باشاغا بأن يجرى العمل تحت قيادته على تعزيز التعاون بين المؤسسات الأمنية والعسكرية والسلطات القضائية، معتبرًا أنه بهذا العمل سيجلب «الاستقرار لليبيا، وسيؤدي ذلك إلى مواجهة عصابات الجريمة المنظمة».

طلب تعاون أمني من بريطانيا
كما عبر عن أمله في أن تتعامل المملكة المتحدة مع حكومته، وتوفر الاستثمار والتدريب ومشاركة التكنولوجيا مع قواته الأمنية، «وهو ما سيحافظ على أمن بلدينا» على حد تعبيره، مشيرًا إلى تأييده خطط بريطانيا لمعالجة طلبات لجوء المهاجرين إلى رواندا.

ويعتقد باشاغا أن السيطرة على الحدود أولوية لجميع الدول، وأن «الإجراءات المتخذة لردع الرحلات الخطرة ستكون مفيدة للجميع». كما تعهد بـ«قمع الإرهاب» بعد أن قدم بالفعل مقاربات مع تركيا للتعاون في هذه القضية.

- ماذا قال باشاغا بعد صرف 6 مليارات دولار لحكومة الدبيبة؟
- تعثر دخول باشاغا من تونس إلى طرابلس.. واستنفار في العاصمة
- عقوبات أميركية جديدة على الرئيس الشيشاني

وتحدث عن حادثة تفجير مانشستر، قائلًا: «لقد رأينا بالفعل كيف يمكن أن ينجح التعاون عندما سلمنا هاشم العبيدي - المتورط في تفجير مانشستر - إلى السلطات البريطانية في يوليو 2019، كنت وزيرًا للداخلية وخلال فترة ولايتي وافقت محاكمنا على تسليم العبيدي إلى المملكة المتحدة لأنه مواطن بريطاني. كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله».

ملفا الإرهاب والاستثمار.. أولوية لدى باشاغا 
وبخصوص الملفات التي سينصب تركيزه عليها، تابع باشاغا: «سأحارب دائمًا الإرهاب والتطرف، ويجب على المملكة المتحدة الانخراط معنا والاستثمار في ليبيا والتطلع إلى التعاون التجاري والأمني مع ليبيا».

وشدد على التزامه بالمصالحة الوطنية، وإصلاح الاقتصاد الليبي وتعزيز حقوق الإنسان ووضع حد للفساد، وفق ما قدم برنامجه إلى الجريدة.

ويأمل باشاغا في زيارة المملكة المتحدة قريبًا لإجراء محادثات مع الوزراء والمؤيدين له، وقال: «أنا معجب كبير بالمملكة المتحدة، أتفهم أسباب اتخاذ الشعب البريطاني قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي، كان هذا قرارهم وحكمهم كان حاسمًا».

باشاغا: علاقات أوثق مع بريطانيا.. ولا مكان لجنود روسيا 
ويرى رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب أنه «يمكن للمملكة المتحدة وليبيا الاتفاق على ترتيبات تجارية جديدة، فقد أتاح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الفرصة لإقامة علاقات جديدة مع الدول، والآن مع وضع ليبيا على طريق الاستقرار، يجب على بلدينا العمل معًا بشكل أوثق».

وفيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، قال: «اسمحوا لي أن أكون واضحًا، لا مكان في ليبيا لمجموعة فاغنر أو أي جنود روس أو شيشان آخرين».

كما اتهم باشاغا خصمه الدبيبة بعلاقات مشبوهة مع أطراف في الشيشان، موضحًا: «يساورني القلق إزاء التقارير المتداولة التي تفيد بوجود علاقة وثيقة بين الزعيم الشيشاني وعبد الحميد الدبيبة، فضلًا عن الزيارة الأخيرة لنائب مفتي الشيشان إلى ليبيا».