منذ نحو شهر، ودع الشاب المصري أحمد أهله في إحدى قرى محافظة الغربية بمصر، وحزم حقائبه بحثًا عن حلم الهجرة إلى أوروبا عبر الساحل الليبي، في رحلة هجرة غير شرعية محفوفة بالمخاطر كلفته آلاف الجنيهات المصرية. لكن هذا الشاب، وفق مصدر مقرب من عائلته في حديث إلى «بوابة الوسط»، نجا أخيرًا من الموت بأعجوبة، بعد أن تأخر على موعد القارب الذي كان منتظرًا أن يقله إلى السواحل الأوروبية عبر ليبيا.

ويتدفق مئات المهاجرين غير النظاميين على السواحل الليبية بشكل شبه يومي، وتقول المنظمة الدولية للهجرة إنها ساعدت في ترحيل 60 ألف مهاجر من ليبيا إلى بلدانهم خلال السنوات السبع الماضية بطريقة «آمنة وكريمة»، عبر برنامج العودة الإنسانية الطوعية. 

5400 دولار تسعيرة الهجرة غير الشرعية
ويقول أحد أقارب الشاب المصري في حديث إلى «بوابة الوسط» إنه دفع 100 ألف جنيه مصري (5400 دولار) نظير رحلة الهروب إلى السواحل الأوروبية عبر ليبيا، مشيرًا إلى أنه «بدأ رحلة الهجرة منذ نحو شهر عبر شبكة من المهربين موصولة عبر الدورب الصحراوية بين مصر وليبيا».

- القبض على متهم في قضايا الهجرة غير الشرعية بصبراتة
- «الهجرة» محور اهتمام وزيرة الداخلية الإيطالية في زيارتها إلى ليبيا خلال مايو
- وزير داخلية إيطاليا الأسبق: يجب أن نهتم بـ«المتوسط» مع زيادة النفوذ الروسي في ليبيا
- بابا الفاتيكان يهاجم اتفاق الهجرة المبرم بين الاتحاد الأوروبي وليبيا
- السفير المصري يبحث ترحيل المهاجرين المصريين طواعية 
- المنفي: الهجرة غير الشرعية تستنزف موارد ليبيا ويجب ألا نكون «حارسا لأوروبا»
- إيطاليا تسلم ليبيا معدات لمكافحة الهجرة غير الشرعية بقيمة 42 مليون يورو

وأضاف المصدر «يستخدم المهربون مخازن لإخفاء المهاجرين على طول مسار رحلة الهجرة غير الشرعية بصحبة مرشدين على الحدود بين مصر وليبيا ثم داخل الأراضي الليبية»، مشيرًا إلى «تنوع جنسيات المهاجرين في تلك الرحلات، وأغلبهم من جنسيات أفريقية». وتقول مصادر رسمية مصرية إن التنسيق مع الجانب الليبي على أعلى المستويات للقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر الدروب الصحراوية بين مصر وليبيا، والتي حصدت أرواح عديد الشباب في الفترة الأخيرة. 

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال مصدر مطلع بمنفذ السلوم البري: إن منفذ السلوم استقبل خلال الفترة الأخيرة أعدادًا كبيرة من المهاجرين المصريين، وذلك بعد التنسيق مع الجهات الأمنية الليبية.

مفاجأة تنتظر المهاجر غير الشرعي
وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر، وحسب رواية المصدر لـ«بوابة الوسط»، فقد وصل المهاجر المصري ليبيا منذ أيام، لكنه اكتشف تأخره عن موعد إبحار القارب الخشبي الذي كان مقررًا أن يقله مع أقرانه من المهاجرين (من جنسيات مختلفة) إلى السواحل الأوروبية وتحديدًا إيطاليا، ليسوق له المهربون في وقت لاحق رواية بأن القارب تعطل في المياه الإقليمية، وأن بعض المهاجرين قفزوا من المركب.

ولا يخفي المصدر المقرب من عائلة المهاجر المذكور لـ«بوابة الوسط» القلق من أن يكون القارب هو نفسه الذي أعلنت منظمة الهجرة الدولية غرقه وعلى متنه 35 شخصًا قبالة سواحل ليبيا.
وفي مأساة هي الأحدث من نوعها، أعلنت منظمة الهجرة الدولية غرق قارب خشبي على متنه 35 شخصًا ساحل مدينة صبراتة الواقعة غرب ليبيا يوم الجمعة، مضيفة أنه جرى انتشال جثث 6 مهاجرين، بينما فقد 29 آخرون، ويفترض أنهم لقوا مصرعهم.

وتعد صبراتة نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الأفارقة الذين يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط، للوصول إلى أوروبا، وتقول المنظمة الدولية إن المهاجرين يحاولون بانتظام عبور البحر المتوسط من ليبيا في محاولة يائسة للوصول إلى الشواطئ الأوروبية، وقد برزت البلاد كنقطة عبور مهيمنة للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط. 

3 خيارات أمام قوارب الموت
وحسب المصدر المقرب من عائلة المهاجر المصري في حديثه إلى «بوابة الوسط» فقد تواصل المهاجر مع أهله أمس وطمأنهم أنه بخير، مضيفًا أن «أمامه ٣ خيارات إما العبور إلى السواحل الأوروبية أو القبض عليه أو الغرق». وفي وقت سابق هذا الشهر، غرق أكثر من 90 شخصًا في قارب مكتظ في البحر الأبيض المتوسط بعد أيام من مغادرتهم ليبيا، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود.