Atwasat

جريدة «الوسط»: جمود سياسي يؤجل حسم معركة الشرعية إلى يونيو

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 08 أبريل 2022, 10:00 صباحا
WTV_Frequency

جمود سياسي حذر يسود ليبيا قد يكون محصلة لجمود حلحلة ملفي معركة سلطة الحكومتين والقاعدة الدستورية، ولم يكسره سوى صدام مسلح في قلب العاصمة طرابلس بين تشكيلين يعملان تحت مظلة حكومة الوحدة الوطنية، وأصوات المواطنين المستائين من موجة الغلاء مع بداية شهر رمضان، رغم ارتفاع إنفاق الدولة إلى ثلاثة أضعاف في ثلاثة أشهر.

وفي الجهة المقابلة، لم تتوقف تصريحات وزراء حكومة فتحي باشاغا، بشأن الإصرار على مباشرة مهامهم، ردا على إصرار عبدالحميد الدبيبة على رفض تسليم السلطة التنفيذية، فقد أكد وزير الداخلية في حكومة باشاغا، عصام أبوزريبة، أنه قادر على دخول طرابلس خلال ساعات، وأن المنطقة الجنوبية والشرقية هي تحت سيطرة الحكومة المكلفة من مجلس النواب، موضحا أنها تستجيب لقرارات هذه الحكومة.

معركة شد حبل بين الحكومتين
وانتقلت معركة شد الحبل بين الحكومتين إلى النشاط الدبلوماسي، بعدما طالب وزير الخارجية بحكومة باشاغا، حافظ قدور، نظيره السوداني علي الصادق، بعدم قبول ترشيحات سفراء أو أعضاء بالسفارة الليبية لحين إتمام عملية التسليم والتسلم بين حكومته وحكومة الدبيبة، في وقت كانت تبحث فيه وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، نجلاء المنقوش، مع سفراء ليبيا لدى ألمانيا وفرنسا وسويسرا، «المشكلات التي تواجه السفارات، وسبل تفعيل دورهم لدعم المسار الديمقراطي والاستقرار في ليبيا».

وفي السياق، كررت المستشارة الأممية ستيفاني وليامز التصريح بأن الأمم المتحدة لا تتبني موقفا يعترف بهذه الحكومة أو تلك، مؤكدة أنها على تواصل مع الطرفين، وفق ما نقلته عنها قناة «بي بي سي» العربية.

وأمام حالة الجمود السياسي القائمة، وما يتداول من توقعات باستمراره إلى غاية يونيو المقبل موعد انتهاء صلاحية خارطة الطريق، كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية عن ممارسة أنقرة ضغوطا إيجابية على الدبيبة لإقناعه بالتخلي عن منصبه ما قوبل بالرفض من جانبه؛ إذ يرى أنه لن يسلم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة.

مصروفات حكومة الدبيبة
وليس ببعيد عن ذلك، أظهر تحليل لبيانات المصرف المركزي أن مصروفات حكومة الدبيبة في الربع الأول من العام الجاري تجاوزت إيراداتها بأكثر من ثلاثة أضعاف، في حين سجل عجز كبير بلغت قيمته 11.3 مليار دينار، وذلك بنسبة 332 % من إجمالي الإيرادات البالغة 3.4 مليار دينار.

وعلى الأرض لا يبدو أن المواطن مقتنعا بأن هذا الإنفاق جاء من أجل التخفيف من معاناته المعيشية، أمام انفلات أسعار مختلف المواد الاستهلاكية، بما فيها الخضر والفواكه التي تعتبر من ضروريات المائدة الرمضانية، مع جمود حال المرتبات التي لم تعد تكفي لتغطية التزاماته الضرورية، إلى جانب قلة السيولة النقدية المتاحة له.

هل يجمد صنع الله إيرادات النفط؟
ويأتي ذلك مع عودة الحديث عن عزم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله تجميد إيرادات النفط بعد طلب من مجلس النواب، ما قد يشكل ضربة قوية لحكومة الدبيبة، فيما تداولت أنباء عن مقترح لإنشاء مكتب يتبع الأمم المتحدة، لإدارة هذه الإيرادات.

وفي تعليق جديد له، قال وزير النفط بحكومة الوحدة محمد عون إنه حتى الآن لا يوجد مستند رسمي يثبت صحة عزم صنع الله تجميد إيرادات النفط أو يوضح دوافعه، معتبرا أنه إذا صح فإنه يعد إقحاما لمؤسسة النفط في الصراع الراهن حول السلطة التنفيذية، وأن التجميد كآلية لا يصب في صالح الليبيين.

للاطلاع على العدد 333 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وأكد عون رفضه المقترح الأميركي الذي تحدث عنه السفير ريتشارد نورلاند بشأن البحث عن آلية لإدارة عائدات النفط إلى حين الفصل في الخلافات التي تشهدها الساحة الليبية.

وليامز تستبعد تسليط عقوبات على المعرقلين
وفي ظل استمرار حالة «اللاحل» بين مختلف الخصوم الليبيين استبعدت وليامز تسليط عقوبات على المعرقلين، معترفة بصعوبة تحديدهم «فالشخص الذي يكون بناء في يوم ما يصبح، معرقلا في يوم آخر، وفقا لمدى تأثير التطورات على مصالحه الشخصية» حسب تصريحات نقلت عنها، لكنها كشفت عن تلقيها «ردا إيجابيا جدا من رئيس مجلس النواب، يرحب فيه بمبادرة الأمم المتحدة»، ليأتي رد آخر بعدها من عضو المجلس، جلال الشويهدي قال فيه «إن مجلس النواب لن ينصاع لمبادرة وليامز لأن البرلمان لديه خريطة أقرها في فبراير الماضي وفقا للتعديل الدستوري الثاني عشر ولن يجتمع خارج البلاد».

ويوم الأربعاء، أعرب المجلس الأعلى للدولة عن استعداده للتحاور مع اللجنة الممثلة لمجلس النواب «متى ما وجهت لهم الدعوة من قبل البعثة الأممية للدعم في ليبيا»، ويأتي ذلك مع امتناع مجلس النواب حتى الآن تسمية ممثليه في اللجنة المشتركة مع مجلس الدولة التي ستتولى وضع أساس دستوري ينقل البلاد إلى الانتخابات في أقرب وقت وفق مبادرة ستيفاني وليامز.

في هذه الأثناء تدور تساؤلات بشأن صلاحيات المجلس الرئاسي لإنقاذ العملية السياسية من الانهيار بعد تعثر المبادرة الأممية، وطالبت الهيئة العليا للاتحادات والنقابات والروابط والمجالس والفعاليات الاجتماعية، المجلس بـ«تجميد أعمال مجلسي النواب والأعلى للدولة، وإصدار مرسومين رئاسيين بإجراء استفتاء إلكتروني على مشروع الدستور، خلال أسابيع محددة»، في استدعاء على ما يبدو للخطوات التي أقدم عليها الرئيس التونسي قيس سعيد في مواجهته مع برلمان بلاده، لكن المرجح أمام كل ذلك، هو أن يستمر دوران العملية السياسية لحل الأزمة الليبية في حلقة مفرغة، مع استمرار الجمود القائم، حتى شهر يونيو المقبل، موعد انتهاء أجل خارطة الطريق المنبثقة عن الحوار السياسي الليبي، وحلول الموعد الذي طرحه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة لإجراء الانتخابات في البلاد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«مرواط - ليبيا» منصة جيومكانية لدعم استدامة الأراضي الزراعية
«مرواط - ليبيا» منصة جيومكانية لدعم استدامة الأراضي الزراعية
«المركزي» يطالب المصارف بتفعيل خدمات شراء الدولار للدراسة والعلاج وتفعيل «ماستر كارد» و«فيزا»
«المركزي» يطالب المصارف بتفعيل خدمات شراء الدولار للدراسة والعلاج...
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم