قال وزير الداخلية الإيطالي الأسبق، ماركو ميتيني، إن منطقة البحر المتوسط تكتسب أهمية كبرى في ظل الأوضاع الراهنة، مع زيادة النفوذ السياسي والعسكري الروسي فيها، مشيرا بشكل خاص إلى الدور الروسي في كل من ليبيا وسورية، والساحل ووسط أفريقيا.

وشدد على ضرورة عدم تجاهل «ما يطلق عليه البحر المتوسط ​​الموسع، وهي منطقة حاسمة لتوازنات ومستقبل الكوكب، التي مع ذلك تم تجاهلها لفترة طويلة»، حسبما ذكر لجريدة «لا ريبوبليكا»، وموقع ديكود 39 الإيطالي.

خيط مشترك يربط حرب أوكرانيا بأفريقيا
وأضاف مينيتي، وهو رئيس مؤسسة ميد أور الإيطالية، «هناك خيط مشترك يربط الغزو المأساوي لأوكرانيا بالبحر المتوسط ​​والشرق الأدنى مرورًا بأفريقيا»، معتبرًا أن هناك أزمتين في العالم، الأولى إنسانية والثانية تتعلق بالطاقة، موضحًا أن الأزمات العالمية تؤثر على القارة العجوز، ويمكن أن يزيد التأثير خطورة، بفعل الأزمات القادمة من أفريقيا.

روسيا تعلن إجراء مناورات عسكرية ضخمة في البحر المتوسط
بالصور: مناورة بحرية «مصرية - روسية» بالبحر المتوسط
«ناتو»: نشر حاملة طائرات أميركية كاملة في «المتوسط» لأول مرة منذ الحرب الباردة

ورأى أن أوروبا تمكنت حتى الآن من إدارة أخطر أزمة إنسانية في تاريخها الموحد بتضامن وكفاءة، «ومع ذلك، لا يغيب عن أحد أن مباراة أخرى من اللعبة تجرى في أفريقيا».

وأشار إلى أنه في حال بقيت الهشاشة السياسية والمؤسسية والتوترات العسكرية في أفريقيا مع أزمة غذائية محتملة فقد يخرج الوضع عن السيطرة، مشيرًا إلى أن بعض دول شمال أفريقيا الرئيسية تعتمد بشكل استراتيجي على الحبوب المنتجة في أوكرانيا وروسيا.

التحذير من تدفقات الهجرة القادمة من القارة السمراء
وحذر من أنه دون استجابة منسقة «هناك خطر حدوث توترات اجتماعية وحتى عدم استقرار أكثر حدة»، معتبرًا أن استئناف تدفقات الهجرة على نطاق واسع في وسط البحر المتوسط ​​يمكن أن يضغط على أوروبا.

وأشار إلى أن غياب أوروبا في الاجتماعات التي تخوضها الدول الإقليمية بالشرق الأوسط، «لم يكن من الممكن تصوره قبل سنوات»، مشيرا إلى أهمية التعامل مع أزمة الطاقة والتوترات الجديدة. 

وذكر أن إيطاليا مدعوة للاهتمام بهذا بشكل مباشر بالأوضاع الراهنة، «وهي مؤيدة بشدة لأوروبا ومرتبطة بشدة بالولايات المتحدة، وهذه المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة».